ما يحدث اليوم بين أحياء كثيرة، لا يشبه سوى ما كان يحدث في الجاهلية الأولى في سالف العصور والأزمان، أو في القرون الوسطى في أوربا، فقد صار أهل الحي يهجمون على حي آخر بالسواطير والسيوف والخناجر، في ما يشبه غزوات" وليام والاس"، ومثل هذه الحوادث باتت تتكرر باستمرار ولا رادع لها، ولم يعد ثمة اختلاف بين الجاهلية الأولى وجاهليتنا العصرية اليوم، سوى في شيء جوهري هو أن القبائل في ذلك العصر كانت تقيم الدنيا ولا تقعدها في سبيل شرفها أو الاعتداء على حرمتها أو مراعيها و"ويليام والاس" شحذ الهمم من أجل حرية أرضه، أما اليوم فتقام الدنيا على مقابلة كرة قدم بين أنصار هذا الفريق أو ذاك حتى ولو كان فريقا من الدرجة الدنيا لا يسمع به أحد، أو حتى على" طابلة كاوكاو "كما حدث في باب الوادي قبل أسابيع، والفرق الآخر حتى وإن لم يكن مهما هو أن التجمعات البشرية في القديم كانت تسمى قبائل واليوم صارت تسمى أحياء، إنه لمن المؤسف بعد مضي قرون ودخول عصر النور والأخلاق الذي جاء به الإسلام مازلنا على ضلالنا القديم ونحن نقول أننا مسلمون، وإلا بماذا نفسر ما يحدث في بعض الأحياء من غارات بين الشباب تستعمل فيها مختلف الأسلحة البيضاء أمام دهشة الحكماء والعقلاء وأبسط الناس من الوضع الذي آل اليه مجتمع ينحدر كل يوم إلى الهاوية، ولم يبق لنا سوى انتظار" وليام والاس" في كل حي. هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته