مع حلول فصل الربيع، تشهد مدينة سطيف أيام العطل حركية جديدة، من خلال الإقبال والتوافد الكبير ين للضيوف بمختلف فئاتهم، يحجون إليها لقضاء يوم راحة بعيدا عن الروتين الذي يميز يومياتهم طيلة الأسبوع. تشهد عاصمة الهضاب العليا نهاية كل أسبوع انتعاشا كبيرا وحيويا في نشاطها السياحي والتجاري، باستقطابها أعدادا كبيرة من الزوار المتوافدين عليها من مختلف ولايات الشرق والجنوب الشرقي لاسيما الرحلات المنظمة للجمعيات وأفواج الكشافة الإسلامية الجزائرية، ففي ساعات مبكرة من صبيحتي كل جمعة وسبت تتوقف بمختلف حظائر وسط المدينة العشرات من الحافلات قادمة من جميع الاتجاهات على متنها أعدادا كبيرة من الضيوف كلهم شغف لجولة بعاصمة الهضاب العليا وشربة ماء من عين الفوارة، ولم لا زيارة لضريح الوالي الصالح سيدي الخير. وإذا كان البعض من الضيوف لدى وصوله سطيف، يفضل أخذ قسط من الراحة وجلسة بالمقاهي لارتشاف فنجان قهوة تنسيه كلل السفر، فإن الأغلبية بمجرد نزولها من الحافلات تختار وجهتها نحو وسط المدينة لزيارة رمز سطيف ومفخرة أبناءها ، تمثال عين الفوارة، هذه الأخيرة تشهد حركة مكثفة بفعل الإقبال غير المنقطع طيلة اليوم من قبل الزوار لرؤيتها واخذ صورة تذكارية، بالإضافة إلى شربة ماء تشفي الغليل للعودة إليها مرة ثانية إيمانا منهم بالمثل الشعبي المحلي "من شرب منها يعود لها ثانية"، وغير بعيد عن ساحة عين الفوارة بمئات الأمتار توجد حديقة التسلية "القلعة" هذا الصرح السياحي المعتبر الذي تمتاز به المدينة يستقطب هو الآخر أعدادا لا بأس بها من ضيوف المدينة، فبالإضافة إلى ديكوريها الطبيعي الخلاب المحاط بالمعلم الأثري التاريخي المتمثل في الجدار البيزنطي تتوسطه البحيرة، يزيد منظره رونقا وجمالا أفواج الأطفال التي تصنع مع الطبيعة لوحة فسيفسائية بمزيج من الأناشيد والأغاني المميزة لكل منطقة.. من جهتها المرافق الترفيهية والألعاب المتواجدة بداخلها تجلب هي الأخرى أعدادا كبيرة من الزوار، فيما يفضل الكبار المساحات الخضراء تحت الأشجار الموزعة عبر كامل تراب الحديقة، ومن غير الممكن على زوار المدينة العودة إلى الديار دون أن يعرجوا على أهم الهياكل والمنشآت الثقافية التي تتوفر عليها عاصمة الهضاب العليا كدار الثقافة هواري بومدين والمتحف الوطني للآثار الذي يضم بداخله تحفا أثرية هامة تسرد مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها ولاية سطيف بداية من عصر ما قبل التاريخ إلى الفترة الاستعمارية. ولعل ما يجلب فضول الزوار فسيفساء ركب الإله باخوس إله الخمر عند الرومان، التي تعد الوحيدة على المستوى العالمي.. هكذا هي مدينة سطيف خلال عطلة نهاية كل أسبوع، تعيش على وقع أعراس وأفراح من مختلف الطبوع، يصنع نشاطها وحركتها ضيوفها الذين ما إن يبدأوا في مغادرتها والعودة إلى الديار تركن للهدوء و تستعيد سكينتها..