السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: إخواني القراء أنا سالم من مدينة تبسة في الخمسين من العمر، أمارس التجارة منذ سن الطفولة، ومن فضل الله أنه أنعم علي برواجها، ربما لأنني دائم الشكر والحمد، لقد غدوت من أثرياء المدينة ومحبوب لدى الصغير والكبير لأني سخي وكريم، لا أرد السائل ولا أحرم من قصدني مهما كانت حاجة إلى المال، ويعلم الله أني لا أفعل ذلك رياءً بل رحمة وشفقة بهؤلاء، فمالي لا ينفد أبدا وكلما أنفقته فيما يرضي الله، كلما عوضني أضعافا مضاعفة، هذا ما جعلني أعيش مرتاح البال مطمئن القلب، كيف لا وقد نلت رضا بارئي، لم أفكر أن العبادات لا تقتصر على الصدقة فحسب، فمن الطاعات والأعمال الصالحة التي يحبها الله وحثنا عليه رسوله الكريم، ما لم أقدم عليه في حياتي أبدا .بكل صراحة، لست ملتزما بتأدية الصلاة في أوقاتها بما في ذلك صلاة الجمعة، لا أذكر أنني صمت في غير رمضان أو قرأت القرآن، لم أقم ليلة واحدة في حياتي، حتى الدعاء لم ينطق به لساني، لأني كلما تمنيت شيئا من متاع الدنيا أحصّله من دون جهد، فاعتقدت أن جائزة من ربي، لم يحدث أني سألت عن أمور ديني كي أتفقّه فيه، كل هذا من شدة جهلي، لقد اكتشفت مؤخرا بعدما تجرأ ابن شقيقتي وهو شاب في العشرين من العمر، وهو صالح وتقي وسألني عن أحوال عباداتي الأخرى لأجد نفسي محرجا، لقد أطلعني على أمور كثيرة كنت أجهلها، وأخبرني أنه لا يكفي عدم ارتكاب المعاصي فحسب، بل على المسلم أن يجتهد وإذا لم يفعل وقصّر في تأدية عباداته يعتبر عاصيا.أعترف أن كلامه الرقيق اخترق قلبي وعقلي ليوقظ بداخلي حب العبادات والطاعات، لقد وضعت لنفسي برنامجا أسير من خلاله، كي أحصل ما فات من عمر أهدرته وأنا أجمع المال وأعده، لكني لست سعيدا لأن ما فات من عمري أكبر من الآتي، ومعنى ذلك ليس بوسعي الاستثمار لآخرتي بالشكل المطلوب، لذا أرجو من الإخوة القراء ممن يمكنهم المساعدة إفادتي ببعض التوجيهات التي من خلالها أضاعف الحسنات وأتقرب إلى الله عوض الشبر ذراعا، بعدما عشت نصف قرن من الزمن في غفلة، لأني أخشى ألا يُقبل مني فأكون في الآخرة من الخاسرين. سالم / تبسة