خلال تمشيط الدرك وقوات الجيش لجبال شطايبي عدد القوارب المحجوزة بلغ 6 كانت مهيأة لعمليات الإبحار السري نجح عناصر المجموعة الولائية للدرك بالتنسيق مع قوات الجيش الوطني بعنابة، ليلة أول أمس، في اكتشاف ورشتين سريتين لصناعة قوارب الموت التي يتم استغلالها في رحلات “الحرڤة” إلى الضفة الأخرى من المتوسط. وذكرت مصادر أمنية مطلعة ل”النهار” أنه تم تكثيف الجهود من طرف عناصر الدرك الوطني لوضع حد لنشاط منظمي الرحلات السرية غير الشرعية، والتي كانت السبب في فقدان ووفاة المئات من الشباب، الذين اتخذوا من عنابة كعاصمة لظاهرة “الحرڤة” نحو جزيرة سردينيا الإيطالية. وبعد استغلال معلومات أمنية مؤكدة تمكنت وحدات المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة من اكتشاف ورشة سرية لصناعة القوارب الخشبية بغابة سيدي عكاشة التابعة إداريا لبلدية شطايبي، بعد التأكد من وجود مكان مخصص لصناعة القوارب الخشبية بهذه المنطقة الغابية المعزولة. وبتمشيطها تم العثور على قاربين خشبيين مصنوعين حديثا بغرض استعمالهما في عملية “الحرڤة”، كانا مموهين بإحكام بواسطة أغصان الأشجار وبعض الأكياس البلاستيكية والفضلات، كما تم العثور على ألواح ذات قياسات وأحجام مختلفة وكمية من المسامير وعجلات مطاطية ودلاء وأغطية بلاستيكية، بالإضافة إلى مجموعة من المعدات تستخدم في صناعة القوارب الخشبية كالغراء وأدوات قياس ودهن خارجي للقوارب. وبعد العملية الأولى، تم تمشيط بعض المناطق الغابية الواقعة ببلدية شطايبي من طرف وحدات الدرك الوطني وعناصر القطاع العسكري بعنابة، أين تم العثور على أربعة قوارب خشبية أخرى مخصصة للهجرة غير الشرعية على مستوى غابة “الصقع” المحاذية لغابة سيدي عكاشة القريبة من الواجهة البحرية لشطايبي. فيما تواصل القوات المشتركة تمشيطها للمناطق الغابية القريبة من الشريط البحري لعنابة، للكشف عن ورشات سرية مستغلة في صنع قوارب الموت، والتي تستغلها عصابات تهريب البشر في تحضير وتجهيز القوارب الخشبية وإخفائها، في انتظار حضور أفواج من الشباب الراغبين في عملية الهجرة نحو جزيرة سردينيا الإيطالية.
