دعا المختص في علم النفس المدرسي الأستاذ بن ضيف الله عصام، الأولياء إلى ضرورة اجتنابهم لسياسة ''التهديد'' و ''الوعيد''، التي يمارسونها ضد أبنائهم المقبلين على اجتياز امتحان رسمي، بالإضافة إلى تقوية الإتصال مع أبنائهم المترشحين، عن طريق إقناعهم بأنّ نجاحهم هو ضمان لمستقبلهم ورسوبهم ليس ''نهاية العالم''، إلى جانب متابعة ''نظامهم الغذائي''، لضمان نجاحهم في شهادة البكالوريا. وأوضح عصام بن ضيف الله مختص في علم النفس المدرسي بوزارة التربية الوطنية، في تصريح ل''النهار''، أنّه قبل الخوض في الموضوع لا بد من التأكيد أن امتحان مثل شهادة البكالوريا لا يتم التحضير له في أسبوع أو شهر واحد، وإنما لا بد من التحضير له مباشرة عند انتقال التلميذ إلى الطور المتوسط، لضمان حصوله على نتائج إيجابية. وتطرق الأستاذ بن ضيف الله، إلى فئتين من الأولياء، هما فئة الأولياء المهملين لأبنائهم أي الذين لا يتابعون تمدرسهم خلال مشوارهم الدراسي، الشيء الذي يدفعهم إلى القيام بإسقاط لجميع الأشياء والطموحات التي كانوا يرغبون في تجسيدها في أرض الواقع، لكنهم لم ينجحوا في ذلك، ومثال ذلك كأن تجد 'وليا' يمارس ضغوطات كبيرة على ابنه، لكي يصبح طبيبا في المستقبل، لأنه هو شخصيا لم ينجح في دراسته، ولم يستطع تحقيق حلمه، نظرا لأسباب اجتماعية قاهرة أو سياسية أو غير ذلك، وعليه ففي آخر المطاف وعند اختتام السنة الدراسية تجدهم يطالبون أبناءهم بضرورة تحقيقهم لنتائج إيجابية و وممتازة. وأما الفئة الثانية من الأولياء، أكدّ المختص في علم النفس المدرسي، هي فئة الأولياء الذين يسهرون على متابعة أبنائهم طيلة مشوارهم الدّراسي، منذ أن يلتحق بالمدرسة وإلى غاية وصوله إلى القسم النهائي، والذين تجدهم واقعيين في التعامل مع أبنائهم ولا يحملونهم فوق طاقتهم ويمتنعون عن طلب المستحيل منهم وراضين عن نتائجهم. وأكد محدثنا بأنه قبل تقديم النصائح للأولياء في كيفية التعامل مع أبنائهم المترشحين للإمتحانات الرسمية، لاسيما امتحان شهادة البكالوريا، لا بد من طرح بعض الأسئلة، إذا كانوا فعلا قد تابعوا تمدرس أبنائهم وهل يهمهم فعلا نجاح أبنائهم، بالإضافة إلى ضرورة التأكد من أن التلميذ حقيقة قد وجه حسب رغبته أو أجبر على متابعة شعبة معينة من قبل أوليائه. ودعا الأستاذ بن ضيف الله الأولياء، إلى ضرورة اجتنابهم لسياسة 'التهديد' و 'الوعيد' التي يمارسونها ضد أبنائهم، لأنّها لا تحمل أية نتائج إيجابية، بقدر ما سيكون لها انعكاسات سلبية على التلاميذ، بحيث ستخلق لدى المترشح ضغوطات كبيرة ستضاف إلى ضغوطات الإمتحان، وعليه فمن الممكن جدا أن يفقد التلميذ تركيزه لدى شروعه في الإجابة على أسئلة الإمتحان. كما طالبهم بضرورة تقوية الإتصال مع أبنائهم، على اعتبار أن الإتصال بين الولي وابنه بمجتمعنا منعدمة، كأن يجتهد الأولياء في إعطاء صورة إيجابية عن الإمتحان، كأن يخاطب الولي ابنه بالقول مثلا:''إن النجاح في شهادة البكالوريا هو فعلا شرف لي ولعائلتنا وضمان لمستقبلك أنت، وسأكون سعيدا، لكن وفي حالة إذا رسبت فليست نهاية العالم وستكون أمامك فرص أخرى للنجاح''، داعيا إلى ضرورة تجنب تلفظ العبارات التالية ''إذا رسبت في البكالوريا سوف أطردك من المنزل''' أو ''إذا خسرت سوف أعاقبك بالضرب وسوف أمنعك من مشاهدة التلفاز ومن العطلة''. وفي نفس السياق، طالب عصام بن ضيف الله الأولياء بأن يكونوا سندا لأبنائهم، كأن ينصحوهم بعدم إرهاق أنفسهم.