إلى وقت قريب جدا كانت ولا زالت الإشاعة في محيطنا هي السلاح الإعلامي الفتاك لذي يضرب به الآخر فيصيبه في المقتل،وكذلك هي الدعاية أو ما يطلق عليها في اللغة الأجنبية (propaganda)،التي هي الترويج لشيء سواء بغية تعظيمه أو تحجيمه،عن عمد وقصد وسبق إصرار وترصد،أو عن جهل وتهاون وتصديق وبلاهة وعن جهل مطبق..؟ وخير من يمثلها إعلاميا هذا الاتجاه من حيث قوة التأثير سلبا أو إيجابا،وسائل التواصل الاجتماعي ،التي أصبحت أدوات قوية للدعاية،من قبل البعض سواء كان ذلك لهدف معين مقصود،غايته الترويج وقد يكون في الغالب تجاريا..! والأخطر من الدعاية،هو الإشاعة،والتي كما يقال"الإشاعة يؤلفها حاقد وينشرها أحمق"،حيث تذاع المعلومة من الغير وتصدق من قبل الكثير دون تثبت،وهو أخطر ما فيها من مساويء وأضرار قد تلحق بالبلاد أو الجماعات والأفراد..؟ نقول هذا ونحن نرى ونسمع ما فعلته الإشاعة في تلك الأيامالخالية،في المجتمع الجزائري من بلبلة وحيرة،والمتمثلة في فقدان ،مثلاالدقيق أو (السميد) من الأسواق،فأقبل الناس دون روية ولا تفكير على شراء كل ما يجيدون في المحلات من أكياس المادة الغذائية هذه،سواء كانت جيدة أو رديئة،وهو ما ولد لهفة وتهافت كبيرين،وكأن الحرب الروسية – الأوكرانية قائمةعندنا،الماضي،فخزن من خزن،وعندما استقام السوق،رمى هؤلاء وأولئك ما عندهم في القمامة..! ونفس الشيء يقال كذلك عن زيت المائدة التي توفرت بكثرةفي المدن والقرى الداخلية ،فقضت بطريق الإجراءات الحكومية المتخذةعلى الندرة،وإن كانت الإشاعة المغرضة فعلت فعلتها قبل ذلك،والتي لا شك كانت وراءها فئة ضالة اتخذت من هذا الفعل المقيت الشعار الشعبي القائل "أصابت ولا خابت" لا يهمه في ذلك إلا تحريك الساكن والتشويش على الهادي..؟ اليوم باتت كل المواد الغذائية الضرورية متوفرة في الأسواق واختفت المضاربة من سلوك بعض التجار،وعاد الهدوء والسكينة إلى الناس،وهذا كله بفضل فرض سلطة القانون والصرامة من قبل رجال الدولة،ولكن نتمنى أن تمتد إلى جهات أخرى مثل قطع الغيار ..؟!