تعاني أكثر من 20 قرية، تابعة لبلدية "بوسلام"، الواقعة أقصى شمال ولاية سطيف، بسبب نقص المرافق الضرورية و الهياكل القاعدية ما حول يومياتهم إلى جحيم لا يطاق، على حد تعبير ممثليهم. سكان قرى"بني بورمان"، "حلية"، "عونة"، "عين دوكار" وغيرها، يقاومون العطش و الظلام حيث يلجؤون إلى الوسائل البدائية، لتوفير الماء الشروب و الإنارة ما يعكس حجم المعاناة التي يكابدونها، يوميا. السكان، فمعظمها. و يضطر معظم الأهالي إلى قطع مسافات طويلة، لجلب المياه من بعض الينابيع الطبيعية البعيدة، معتمدين في ذلك على البراميل و الأحمرة، وحتى الأطفال الصغار، لم يسلموا من تلك الرحلات الطويلة، قصد الظفر بقطرة ماء تسد رمق عائلاتهم، في العطلة الصيفية. وحسب بعض السكان، الذين التقينا بهم، أكدوا بأنهم ملوا المتاعب التي يشهدونها، خلال قطعهم المسافات الطويلة، مع وعورة المسالك، زيادة على ذلك تتواصل معاناتهم مع رحلات الاحتطاب المرهقة، تحسبا لفصل الشتاء، ناهيك عن غياب الإنارة وهذا ما جعل العديد من سكانها، يضطرون في السنوات الماضية إلى مغادرة منازلهم، والنزوح نحو المناطق الحضرية، ويضاف إلى هذا كله، مشكل الطرق التي فرضت على المنطقة عزلة خانقة. فمعظم المسالك، كما قالوا، لم تعبد منذ الحقبة الاستعمارية لأسباب يجهلونها خاصة وأن هذه القرى يسكنها العشرات من العائلات، لا زالت تقضي لياليها على وقع الشموع والفوانيس، لأن لم تصلها بعد الكهرباء الريفية. وفيما يخص المرافق الشبانية والرياضية، فهي منعدمة تماما في حين تؤكد مصالح البلدية، بأنها بصدد ترميم الطريق الرئيسي، الذي يربط البلدية بدائرة "بوعنداس"، وكذا مباشرة أشغال دار الشباب، الذي وضع حجر أساسه من طرف وزير الشباب و الرياضة، في انتظار عمليات أخرى ستكون، حسب ذات المصالح، مقترنة بأغلفة مالية تستفيد منها البلدية.