اعتقل قادة الانقلاب السابق في مالي رئيس الوزراء الشيخ موديبو ديارا بمطار باماكو ومنعوه من مغادرة البلاد باتجاه فرنسا، كما أجبروه على الاستقالة في انقلاب أبيض على خلفية تباين في المواقف بشأن التدخل العسكري الأجنبي في الشمال الذي يعارضه العسكر. ونفى المتحدث باسم الانقلابيين السابقين في مالي باكاري ماريكو أن يكون حصل انقلاب بعد الاستقالة القسرية لرئيس الوزراء الشيخ موديبو ديارا إثر اعتقاله، مؤكدا أن الرئيس ديونكوندا تراوري سيعين رئيس وزراء جديد في الساعات المقبلة، وقال ماريكو لقناة فرانس 24 "هذا ليس انقلابا جديدا" متهما ديارا الذي اعتقله عسكريون خلال الليل بعدم التصرف "كرجل ملتزم بواجبه" ازاء الأزمة في مالي، بل بموجب "أجندة شخصية"، مؤكدا أن "رئيس الجمهورية سيستبدل رئيس الوزراء في الساعات المقبلة". وأعلن الشيخ موديبو ديارا ليل الاثنين استقالته واستقالة حكومته بعد اعتقاله في باماكو بأمر من الكابتن أمادو هايا سانوغو الزعيم السابق للانقلابيين الذي أطاح الرئيس أمادو توماني توري في مارس الماضي، وجاءت هذه الاستقالة في ظل مساعي إفريقية للتدخل العسكري شمال مالي كان رئيس الوزراء المطاح به من أشد المتحمسين له فيما يعارضه قادة الإنقلاب، وذكر بكاري ماريكو أن الشيخ موديبو ديارا لم ينتخب بل عين إثر اتفاق-إطار وقع مطلع أفريل الماضي، بين المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والمجلس العسكري الذي سلم في حينها السلطات إلى المدنيين. وأكد "كانت لديه مهمتان أساسيتان هما تحرير شمال مالي وتنظيم انتخابات حرة وشفافة" معتبرا أنه منذ تعيينه لم يتصرف كشخص مسؤول. كل ما فعله كان لدوافع شخصية متهما رئيس الوزراء السابق بأنه "أراد البقاء في السلطة لفترة طويلة". وبحسب ماريكو المقرب من الكابتن سانوغو فإن رحيل ديارا "يجب أن يحل مشكلة الازدواجية على رأس الدولة" و"سيسمح لمالي بالتحرك بما يخدم مصلحتها"، في حين تطلب الأسرة الدولية من هذا البلد التكلم بصوت واحد". وأضاف المتحدث "أن القوى الحية في مالي مع قوات الجيش ستتخذ القرارات اللازمة لإخراج البلاد من الأزمة الدستورية"، وبشأن الشمال قال إن "للجيش المالي الموارد الضرورية والارادة لتحرير البلاد". وقال "إذا تأخرت الأسرة الدولية في التحرك سيتحمل الجيش المالي مسؤولياته لتحرير أراضي" مالي. في الوقت نفسه، قال أحد أفراد عائلة ديارا أن "رئيس الوزراء يخضع للمراقبة ولا يسمح له باستقبال من يريد أو أن يذهب إلى حيث يريد"، وأضاف "هناك عسكريون في مقر إقامته وهو ليس حرا في تحركاته".