اختتم السبت الماضي الاجتماع الوزاري في العاصمة بماكو برئاسة وزارة الخارجية الجزائرية الراعية لاتفاق السلام والمصالحة في مالي، بمشاركة وزراء خارجية جميع الدول المتعاونة معها. شارك الأمناء العامون لثلاثة حركات من حركات منسقية " سيما "، المجلس الأعلى، الحركة الوطنية والعربية، وثلاثة من تجمع بلاتفورم الحركة العربية، حركة الدفاع الذاتي لإمغاد وحلفائهم "غاتيا" وقندكوي . وبدأ اللقاء بكلمة رمطان لعمامرة وزير الخارجية الذي رحب بالجميع وأكد تمسك الدولة الجزائرية بتطبيق اتفاق السلام والمصالحة في مالي، ثم كلمة وزير الخارجية المالية عبدالله جوب الذي وضح تمسك الحكومة المالية بالإتفاق الموقع وجديتها في تنفيذها، مشيرا إلى عزيمة الرئيس إبرهيم بوبكر كيتا في العمل قدما لتطبيق بنود هذه الاتفاقية متمسكا بالوحدة الوطنية المالية. تجدر الإشارة إلى أن هذا الاجتماع غابت عنه أطراف مهمة في الاتفاقية داخل سيما، كحركة الإئتلاف الشعبي من أجل أزواد وقندكوي 2 والمؤتمر من أجل العدالة في أزواد وكذلك حركة إنقاذ أزواد بجناحيها، أما جهة بلاتفورم لم تحضر الحركة الشعبية لإنقاذ أزواد وحركة العقيد "جيمي ". وكانت الحركة الشعبية لإنقاذ أزواد قد نددت بذلك في بيان نشرته للرأي العام الخميس الماضي تحمل الحكومة المالية والمجتمع الدولي سياسة الإقصاء التي انتهجها مسار الاتفاق. ويشار إلى أن محمد عثمان أغ محمدون زعيم الإئتلاف ويونس توري رئيس قندكوي 2 حضرا، ولكن منعا من دخول قاعة الاجتماع واستقبلهم وزير الخارجية رمطان لعمامرة في قاعة أخرى وحدهم. وحدات عسكرية أمريكية – فرنسية تستقر بالمنطقة تحذيرات جزائرية من جلب المزيد من الجماعات المسلحة إلى الساحل الإفريقي أكدت مصادر إعلامية من باماكو، أن قوات أمريكية خاصة دخلت إلى قاعدة أمشاش العسكرية، القريبة من مدينة تساليت، في أقصى شمال شرقي مالي. وحسب المصادر ذاتها، فإن دخول القوات الأمريكية لأهم قاعدة عسكرية في شمال مالي، جرى منذ يومين وبالتنسيق مع القوات الفرنسية الموجودة في المنطقة؛ على أن تواصل القوات الأمريكية الانتشار في مناطق من شمال مالي نهاية الشهر الجاري. والمعروف لدى المتتبعين أن قاعدة أمشاش العسكرية كانت خلال السنوات الأخيرة محل تنافس بين فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية، من أجل إنشاء قادة عسكرية فيها، إلا أن ليبيا في عهد القذافي والجزائر كانتا تقفان ضد أي تواجد فرنسي أو أمريكي في القاعدة، بعدها وجدت فرنسا لها مستقرا في كامل التراب المالي وأخلت القاعدة المذكورة للولايات المتحدة. وكان سقوط قاعدة أمشاش في أيدي جماعة أنصار الدين مارس 2012، منعرجاً مهما في الصراع حيث تمكنت الجماعة من الحصول على كميات كبيرة من السلاح والتجهيزات العسكرية مكنتها آنذاك من السيطرة على كيدال، ثم غاو وتمبكتو. لماذا سمحت مالي..موريتانياوالنيجر للولايات المتحدةوفرنسا باستعمال أجوائها وأراضيها؟ لعبة فك الارتباط مع الحليف الجزائري الظاهر أن الأمور تتعقد أكثر فأكثر وسبيل إلى التحكم في الوضع بعد سمحت مالي و وريتانيا والنيجر للولايات المتحدةالأمريكيةوفرنسا باستعمال أجوائهما وأراضيهما، إلى التصدي للقاعدة في عمليات لم تقدم شيئا يذكر بل ساهمت في إحداث فوضى كبيرة بالمنطقة كما يشهد على ذلك تدمير قوات من الأممالمتحدة في مالي، قبل يومين، عربة لجماعة من الأزواد في غارة جوية شمال البلاد ما خلف قتلى وجرحى. وقالت مهمة الأممالمتحدة "إنها قامت بإطلاق النار على عربة كانت مصدر الهجوم على قوات برية تابعة لها منتشرة لحماية المدنيين في تبانكورت، لكن استمر إطلاق النار فردت مروحيات المهمة بتدمير العربة". وقالت تنسيقية حركات أزواد من جهتها إنها كانت "هدف قصف جوي من طيران مهمة الأممالمتحدة" ما "أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفنا". و بالتالي انقطع التعاون بين الأممالمتحدة والأزواد واختلطت على الجزائر مهمة تقريب الآراء وصياغة اتفاق بين باماكو والمتمردين. تزايد الإنفاق الفرنسي والأمريكي ينبئ بطول أمد الأزمة تموقع عسكري لن يزيد الوضع إلا تعقيدا وكانت الجزائر نادت دول الميدان إلى إنشاء تحالف عسكري متخصص في قمع الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للبلدان، ويكون قوام هذا الجيش أولا 25 ألف عسكري ليبلغ 75 ألف وهو العدد المقدر للتصدي للقاعدة ولغيرها من التنظيمات الإرهابية على أحسن حال. وبادرت الجزائر باقتراح توسيع الحلف العسكري الساحلي إلى بلدان أخرى، مثل تونس والمغرب، التي يجب أن تدخل في الشراكة لمحاربة القاعدة في المغرب الإسلامي كي يكون الحلف أكثر فعالية. ستظهر الأيام أن تموقع وحدات عسكرية أمريكية – فرنسية بالشمال المالي لن يزيد الوضع إلا تعقيدا...وكان الحراك الدبلوماسي الفرنسي المكثف في الساحل وتوافد الضباط على العاصمة المالية كشف على أنها مؤشرات لا تنبئ بخير. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، أن فرنسا تعتزم إنفاق 42 مليون يورو لمساعدة الدول الواقعة في منطقة الساحل والصحراء على الاستعداد لمواجهة هجمات الجماعات المسلحة بالمنطقة. وقال كازونوف إن إنفاق 42 مليون يورو سيكون بين 2017 و2022 لتدريب دول الساحل الإفريقي على مواجهة ما وصفها بالهجمات الإرهابية وصدها في دول الساحل، وهذه مؤشرات لأمور لا تبعث على الارتياح. التكالب على مخزون حوض تاودني عندما يجلب الغنى المزيد من المشاكل بينما أعلنت مالي عن توقيع عقد للتنقيب عن النفط واستخراجه من "حوض تاودني" مع شركة أنغولية، تباشر الشركة النفطية الفرنسية "توتال" نتائج الحفريات في جزء الحوض بموريتانيا والتي ستكون حاسمة لمستقبل التنقيب في المنطقة. في هذا السياق، الجزائر التي لها نصيب من نفط تاودني ليست مستعجلة لأن لديها في الوقت الراهن آبار كثيرة حيز الاستغلال ولكنها مجبرة الشروع في التخطيط. حوض تاودني الذي تتقاسمه الجزائروموريتانياومالي من أغنى مخزونات النفط بالمنطقة. ويقع حوض تاودني، الذي يعتبر أكبر حوض رسوبي في غرب إفريقيا، على مساحة تقدر ب 1.500.000 كم بين موريتانياوماليوالجزائر ويمتد حتى حدود بوركينافاسو. وتقوم شركة "توتال" الفرنسية بأعمال حفر في الجزء الموريتاني من الحوض علي بعد 100 كلم شرق مدينة ودان . وكانت معلومات قد تم تداولها منذ مطلع 2010 أشارت إلى وجود مؤشرات أولية ايجابية إذ تم العثور على عدة جيوب من الغاز الطبيعي حتى الآن في عمق 4000 متر. وكان عقد السبعينات من القرن الماضي قد شهد أعمال تنقيب عن النفط في "تاودني" حيث تم حينها اكتشاف كبير للغاز الطبيعي من طرف شركة "تكزاكو" الأمريكية، وهذا الاكتشاف المهم جعل مالي على خارطة طريق الولاياتالمتحدة بشكل ملفت. إنشاء قاعدة أمريكية للطائرات دون طيار في تونس تكذيب رسمي لا تدعمه الحقائق الميدانية كذبت تونس رسميا، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لها قواعد عسكرية على ترابها ولكن هذا التكذيب لم يقنع الكثير من الاختصاصيين في المجال الأمني والعسكري بالمنطقة. فقد تمكنت الولاياتالمتحدةالأمريكية من إقناع دولة تونس من جدوى إنشاء قاعدة للطائرات دون طيار في تونس لتعقب الجماعات المسلحة وإدلائها بالمعلومات الضرورية لتسلل المسلحين من ليبيا. و ذكرت صحف أمريكية نهاية الأسبوع أن الجزائر لم تكن أبدا لتقبل هذا ولكن تونس كانت عليها ضغوط جمة من طرف واشنطن إضافة إلى أن الاقتصاد الوطني عرف كسادا خطيرا جراء تدنى مستوى المداخيل السياحية مما ألجأها إلى أحضان الولاياتالمتحدة. وعلى هذا فإن الجزائر حاليا محاطة بقواعد للطائرات دون طيار من عدة جهات من ماليوموريتانيا ومن النيجر وأخيرا من تونس، وهذه أمور لا تبعث على الارتياح. قبل أسبوعين أعطى تنظيم "الدولة" داعش مبررات للولايات المتحدةالأمريكية للاستقرار في الصحراء والساحل الإفريقي. فبعد اختطاف الناشط الحقوقي العامل في الإغاثة بالنيجر تبنى فرع التنظيم في منطقة الساحل الهجوم الذي تعرض له سجن "كوتوكالي"، غير بعيد من مدينة نيامى عاصمة النيجر. واستثمرت الولاياتالمتحدةالأمريكية قبل ذلك في قاعدة عسكرية جوية بمنطقة أغاديز بالنيجر غير بعيد عن الحدود الجزائرية، جعلت منها قادرة لنشر طائرات من دون طيار، حسب معلومات أوردها وقع "ذي انترسبت" وأكدها البنتاغون.