ملايين الجزائريين على موعد مع صلاة الاستسقاء هذا الجمعة يا ربّ.. أغثنا العطش يهدّد سكان ولايات عديدة.. وموسم فلاحي سيّئ في الأفق
من المنتظر أن يرفع ملايين الجزائريين هذا الجمعة أكف الدعاء راجين من اللّه العزيز القدير أن يرزقهم غيثا يقيهم شرّ الجفاف الذي بدأ يهدّدهم بالعطش وبموسم فلاحي سيّئ في ظلّ نقص التساقطات المطرية وارتفاع درجات الحرارة إلى حدّ ما رغم أننا في شهر يعتبر عادة من أغزر شهور الشتاء مطرا. وزارة الشؤون الدينية والأوقاف دعت أمس الأربعاء إلى إقامة صلاة الاستسقاء يوم الجمعة عبر كافّة مناطق الوطن. وحسب ما ورد في بيان لوزارة محمد عيسى تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه فقد دعت الوزارة الأئمة وكافّة المواطنين إلى إقامة صلاة الاستسقاء بعد غد الجمعة عبر كافّة الولايات التي لم ينزل بها الغيث. وتأتي هذه الدعوة امتثالا لقول اللّه تعالى في كتابه العزيز: {أمّن يجيب المضطرّ إذا دعاه ويكشف السّوء} واستنانا بسُنّة الرسول الذي كان إذا حلّ بقومه جفاف تضرّع إلى اللّه تعالى داعيا (اللّهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا مريعا). ويبدو أن الجزائر العاصمة والعديد من الولايات الساحلية مهدّدة بالعطش خلال الشهور القادمة نتيجة نقص محتمل في التساقطات المطرية بها وفق توقّعات الجهات المختصّة حيث أفاد الديوان الوطني للأرصاد الجوّية بأنه يُنتظر أن يتميّز فصل الشتاء ب (عجز) في كمّيات الأمطار المتساقطة في بعض المناطق من شمال البلد و(فائض) في الولايات الداخلية. وأشار الديوان الوطني للأرصاد الجوّية في توقّعاته الخاصّة بالشهرين القادمين إلى أنه يرتقب أن تسجّل المنطقة الشمالية الواقعة بين الجزائروجيجل خلال شهر ديسمبر (عجزا كبيرا) في كمّيات الأمطار المتساقطة. أمّا المناطق الواقعة شرق ولاية جيجل فيتوقّع أن تسجّل (عجزا طفيفا) في حين ستكون كمّيات الأمطار المتساقطة (تقريبا عادية) في باقي مناطق الوطن. وبالنّسبة لجانفي 2016 فتشير التوقّعات إلى (فائض في كمّيات الأمطار المتساقطة) على المناطق الداخلية الغربية والوسطى و(عجز طفيف) بالنّسبة للمناطق الشمالية الواقعة بين الجزائروجيجل و(تقريبا عادية) على باقي المناطق أمّا درجات الحرارة فستكون موسمية. وأشار الديوان الوطني للأرصاد الجوّية إلى أنه على سبيل المقارنة فإن سنة 2014 تميّزت بظواهر مناخية (استثنائية قصوى أحيانا) أدّت إلى تقلّبات وخسائر معتبرة. وأوضح الديوان أن فصل الشتاء لسنة 2014 تميّز بظاهرة (نادرة) تتمثّل في تساقط الثلوج على جبال الأسكرام (الهفار) سجّلت في نهاية جانفي وبداية فيفري على التوالي وهي ظاهرة لم تسجّل منذ 1945 وهو تاريخ إنشاء محطة الأرصاد الجوّية. كما شهدت منطقة شرق الصحراء في نهاية فيفري تساقط أمطار طوفانية أدّت إلى فيضان وديان بولاية إيليزي. وبالنّسبة للمناطق الشمالية لم تعرف الفترة الشتوية حالات استثنائية ماعدا تساقط الثلوج خلال شهر جانفي على مستوى المرتفعات الداخلية والأطلس الصحراوي. وأشار الديوان إلى أن الفترة الخريفية تتميّز بتواصل لارتفاع درجة الحرارة قبل أن يعرف الطقس تقلّبات تسبّبت في فيضانات معتبرة خاصّة خلال الفترة ما بين 5 و7 نوفمبر بكمّيات تساقط بلغت 181 ملم في ولاية جيجل وكذا خلال نهاية شهر نوفمبر في منطقة الساورة والسهوب حيث تمّ تسجيل 160 ملم في ولاية بشار. كما تميّزت نهاية السنة بموجة برد على مستوى المناطق الشمالية مصحوبة بتساقط للأمطار والثلوج خاصّة بالمناطق الشرقية والداخلية للوطن. وساهمت هذه الكمّيات المتساقطة خلال الفترة الخريفية (نوفمبر وديسمبر) في إعادة تشكيل المياه الجوفية وامتلاء السدود التي بلغ مستواها الوطني 38ر72 بالمائة في حين عرفت المناطق الغربية التي استفادت أكثر من الكمّيات المتساقطة من نسبة امتلاء استثنائية قدّرت ب 87. ارتفاع غير مسبوق لدرجة الحرارة نشرت المنظّمة العالمية للأرصاد الجوّية تقريرا مفاده أن سنة 2015 قد تكون السنة الأكثر ارتفاعا لدرجة الحرارة لم يشهدها العالم من قبل. وأشارت المنظّمة إلى أن الفترة ما بين 2011 و2015 تعدّ الفترة الأكثر احترار على مدار خمس سنوات حيث تميّزت بظواهر مناخية استثنائية خاصّة موجات الحرارة الناجمة عن التغيرات المناخية. وفي هذا الشأن أكّد الأمين العام للمنظّمة ميشال جارو على وجود تيّار استوائي ساخن من المحيط الهادي وأوضح أن الظاهرة (تؤثّر على أنظمة الأرصاد الجوّية في العديد من مناطق العالم ويبرّر الارتفاع الإستثنائي لدرجات الحرارة الذي سجّل خلال شهر أكتوبر وسيتواصل أثره في احترار الأرض إلى غاية 2016).