المغرب : 8 نقابات تتمسك بالتصعيد وتعلن شل المستشفيات العمومية في مايو المقبل    مسؤولون أمميون ينتقدون فشل المجتمع الدولي في إنهاء الإبادة الجماعية بغزة    إجراء اختبارات أول بكالوريا في شعبة الفنون    العرباوي في كينيا    رفع سرعة تدفق الأنترنت إلى 1 جيغا    تسخير كل الإمكانيات لإنجاح الإحصاء العام للفلاحة    صيرفة إسلامية : المنتجات المقترحة من طرف البنوك في الجزائر تتطابق مع مبادئ الشريعة الإسلامية    تقدير فلسطيني للجزائر    هنية يُعبّر عن إكباره للجزائر حكومةً وشعباً    العالم بعد 200 يوم من العدوان على غزة    صورة قاتمة حول المغرب    5 شهداء وعشرات الجرحى في قصف صهيوني على غزة    العدوان على غزة: الرئيس عباس يدعو الولايات المتحدة لمنع الكيان الصهيوني من اجتياح مدينة رفح    مولودية الجزائر تقترب من التتويج    تيارت/ انطلاق إعادة تأهيل مركز الفروسية الأمير عبد القادر قريبا    كأس الكونفدرالية الافريقية : نهضة بركان يستمر في استفزازاته واتحاد الجزائر ينسحب    الجزائر وفرت الآليات الكفيلة بحماية المسنّين    أمّهات يتخلّين عن فلذات أكبادهن بعد الطلاق!    سنتصدّى لكلّ من يسيء للمرجعية الدينية    برمجة ملتقيات علمية وندوات في عدّة ولايات    المدية.. معالم أثرية عريقة    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي: فرصة مثلى لجعل الجمهور وفيا للسينما    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    الجزائر تُصدّر أقلام الأنسولين إلى السعودية    دورة تدريبية خاصة بالحج في العاصمة    استئناف حجز تذاكر الحجاج لمطار أدرار    بعد الإعلان عن خفْض الفوائد البنكية على قروض الاستثمار: قرارات الحكومة تريح المستثمرين    سونلغاز تفتح أزيد من 550 منصب شغل بولايات الجنوب    بعد مسيرة تحكيمية دامت 20 سنة: بوكواسة يودع الملاعب بطريقة خاصة    3 تذاكر ضاعت في نهاية الأسبوع: الثنائي معمري يرفع عدد المتأهلين إلى دورة الأولمبياد    لموقفها الداعم لحق الفلسطينيين قولا وفعلا: هنية يعبر عن إجلاله وإكباره للجزائر    الفريق أول السعيد شنقريحة يؤكد: يجب التيقظ والاحتراس و تنفيذ المهام بدقة وصرامة    تهيئة عدة شوارع للقضاء على مظاهر الترييف: 110 ملايير لربط 1300 سكن بالكهرباء في الطارف    وزيرة التضامن كوثر كريكو: الجزائر وفرت الآليات الكفيلة بحماية المسنين    عون أشرف على العملية من مصنع "نوفونورديسك" ببوفاريك: الجزائر تشرع في تصدير الأنسولين إلى السعودية    موجبات قوة وجاهزية الجيش تقتضي تضافر جهود الجميع    لأول مرة في الجزائر: «اتصالات الجزائر» ترفع سرعة تدفق الانترنت إلى 1 جيغا    القضاء على إرهابي بالشلف    تخوّف من ظهور مرض الصدأ الأصفر    تسجيل تلاميذ السنة الأولى بالمدارس القريبة من إقامتهم    إبراز دور وسائل الإعلام في إنهاء الاستعمار    "العايلة" ليس فيلما تاريخيا    عائد الاستثمار في السينما بأوروبا مثير للاهتمام    "الحراك" يفتح ملفات الفساد ويتتبع فاعليه    مواجهة كل من يسيء للمرجعية الدينية ولثورة نوفمبر    سارقا أغطية البالوعات في قبضة الشرطة    راتب بن ناصر أحد أسباب ميلان للتخلص منه    أرسنال يتقدم في مفاوضات ضمّ آيت نوري    مدرب ليون الفرنسي يدعم بقاء بن رحمة    العثور على الشاب المفقود بشاطئ الناظور في المغرب    قسنطينة: دخول "قريبا" فندق سيرتا العمومي حيز الخدمة بعد إعادة تهيئته    15 جريحا في حوادث الدرجات النارية    تعزيز القدرات والمهارات لفائدة منظومة الحج والعمرة    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    مباشرة إجراءات إنجاز مشروع لإنتاج الحليب المجفف    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فصل الشتاء غنيمة العابدين
نشر في أخبار اليوم يوم 18 - 01 - 2016


آداب وأحكام
فصل الشتاء.. غنيمة العابدين
قال ابن رجب: إنّما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنّه يرتع فيه بساتين الطاعات ويسرح في ميادين العبادات وينزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه).
غنيمة العابدين وربيع المؤمنين
عن عمر رضي الله عنه قال: (الشتاء غنيمة العابدين). [رواه أبو نعيم بإسناد صحيح].
قال ابن رجب: (إنّما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنّه يرتع فيه بساتين الطاعات ويسرح في ميادين العبادات وينزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (مرحبا بالشتاء تنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام).
نفس الشتاء:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اشتكت النّار إلى ربّها فقالت: يا رب! أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير) [متفق عليه]. والمراد بالزمهرير شدة البرد وقال ابن رجب: (فإنّ شدة برد الدنيا يذكر بزمهرير جهنم). وهذا يوجب الخوف والاستعاذة منها.
فأهل الإيمان كل ما هنا من نعيم وجحيم يذكرهم بما هنالك من النعيم والجحيم حتى وإن شعر القوم بالبرد القارس فيدفعهم هذا إلى تذكر زمهرير جهنّم ويوجب لهم الاستعاذة منها ويذكرهم بالجنّة التي يصف الله عز وجل أهلها فيقول تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً} [سورة الإنسان: 13].
بركة إقامة شريعة الله عز وجل:
قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [سورة الروم: 41].
قال ابن كثير رحمه الله: (النقص في الزروع والثمار بسبب المعاصي).
وقال أبو العالية: (من عصى الله في الأرض فقد أفسد في الأرض لأنّ صلاح الأرض والسماء بالطاعة ولهذا جاء في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (حد يعمل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحا ) [حسنه الألباني] والسبب في هذا أنّ الحدود إذا أقيمت انكف النّاس أو أكثرهم أو كثير منهم عن تعاطي المحرمات وإذا تركت المعاصي كان سببا في حصول البركات من السماء والأرض وصدق الله جل ثناءه). {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم} [سورة المائدة: من الآية 66].
فلنقم شريعة الله في بيوتنا وأنفسنا حتى نراها في أرضنا فاللّهم يسر.
طين الشوارع:
يكثر في فصل الشتاء الوحل والطين فتصاب الثياب به مما يشكل حكم ذلك على البعض فنقول: لايجب غسل ما أصاب الثوب من هذا الطين لأنّ الأصل فيه الطهارة وقد روى عبد الرزاق في (المصنف 93-96) عن عدة من التابعين (أنّهم كانوا يخوضون الماء والطين في المطر ثم يدخلون المسجد فيصلون) وبه يقول شيخ الإسلام ابن تيمية.
إسباغ الوضوء على المكاره:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟) قالوا: بلى يا رسول الله! قال: (إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط) [رواه مسلم].
قال القاضي عياض: (وإسباغ الوضوء تمامه والمكاره تكون بشدة البرد وألم الجسم ونحو ذلك).
قال ابن رجب: (فإنّ شدة برد الدنيا يذكر بزمهرير جهنّم فملاحظة هذا الألم الموعود يهون الإحساس بألم الماء).
مسألة: قال الشيخ ابن عثيمين عن بعض المصلين أنّهم لا يفسرون أي يرفعون أكمامهم عند غسل اليدين فسرا كاملا وهذا يؤدي إلى أن يتركوا شيئا من الذراع بلا غسل وهو محمرم والوضوء معه غير صحيح فالواجب أن يفسر كمه إلى ما وراء المرفق ويغسل المرفق مع اليد لأنّه من فروض الوضوء.
مسألة: لا بأس من تسخين الماء للوضوء
قال ابن المنذر: (تسخين الماء لدفع برده ليقوى على العبادة لا يمنع من حصول الثواب المذكور). فلا إفراط ولا تفريط والشرع لم يتعبدنا بالمشاق.
التبكير بصلاة الظهر عند شدة البرد:
عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتد البرد يبكر بالصلاة وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة). [أخرجه البخاري في اليدب وصححه الألباني].
قال المناوي عن التكبير: (أي: بصلاة الظهر يعني صلاها في أول وقتها وكل من أسرع إلى شيء فقد بكر به).
قال ابن قدامة في المغني: (ولا نعلم في استحباب تعجيل الظهر من غير الحر والغيم خلافا).
قال الترمذي: (وهو الذي اختاره أهل العلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم). لأنّ المقصود من الصلاة الخشوع والحضور وشدة البرد وشدة الحر ممّا يشغل المصلي.
تغطية الفم في الصلاة ومنه التلثم:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه (نهى عن السدل في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه) [رواه ابو داود وغيره].
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (يكره التلثم في الصلاة إلاّ من علة). أمّا السدل فاختلف العلماء فيه فمنهم من جعله كالإسبال بأن يرسل ثوبه على الأرض ومنهم من جعله كاشتمال الصماء بأن يلتحف الرجل بثوبه يديه فيركع ويسجد وهو كذلك كما يفعله الكثير عنما يضعون (الجاكيت على الكتفين من غير أن يدخلوا أيديهم في الأكمام). ومنهم من قال إن السدل: هو إسبال الرجل ثوبه من غير أن يضم جانبيه بين يديه فإن ضمه فليس بسدل (كالعباءة مثلا).
لبس القفازين:
يجوز لبس القفازين وهو أحد قولي الشافعي وبه قال النووي وأمّا من استدل بالمنع لحديث مسلم (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم) فيستدل به على كشف اليدين والرد عليه أن الركبة كذلك مغطاة بلا ريب فلا حجة في ذلك.
قال الشيخ بن جبرين: (يجوز للرجال والنّساء لبس القفاز في الصلاة فإنّه يحتاج إليه لبرد ونحوه).
الصلاة إلى النّار:
روى ابن أبي شيبة عن ابن سيرين (أنّه كره الصلاة إلى التنور أو بيت نار). (الفتح 1/629).
قال الشيخ عبد الله القرعاوي: (وضع الدفايات أو الدفاية أمام المصلين أو المصلي واستقبال ذلك مكروه من وجهين: الأول لأنّ ذلك من التشبه بعبدة النّار من المجوس الوجه الثاني: دخول ذلك في عموم نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يستقبل المصلي شيئا يلهيه). (الأجوبة المفيدة 47).
قال شيخ الإسلام: (إنّ كل ما يفعله المشركون من العبادات ونحوها ممّا يكون كفرا أو معصية بالنية ينهى المؤمنون عن ظاهره وإن لم يقصدوا به قصد المشركين سدا للذريعة وحسما للمادة). (الاقتضاء 64).
الجزاء من جنس العمل:
قد صح عن ابن عمر مرفوعا (لم يمنع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء و لولا البهائم لم يمطروا) [رواه ابن ماجه وغيره وحسنه الألباني].
وعن بريدة مرفوعا (ولا منع قوم الزكاة إلاّ حبس الله عنهم القطر) [رواه الحاكم وصححه الألباني].
وعن مجاهد قوله في تفسير آية {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [سورة البقرة: من الآية 159] قال: (دواب الأرض تقول إنّما منعنا المطر بذنوبكم).
الغنيمة الباردة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة) [رواه الإمام أحمد وحسنه الألباني].
قال الخطابي: (الغنيمة الباردة) أي السهلة ولأنّ حرة العطش لاتنال الصائم فيه).
قال ابن رجب: (معنى أنّها غنيمة باردة أنّها حصلت بغير قتال ولا تعب ولا مشقة فصاحبها يحوز هذه الغنيمة عفوا صفوا بغير كلفة). فحري بك اقتناص هذه الغنيمة لاسيما في الأيّام الفاضلة مثل الإثنين والخميس أو الأيّام البيض ونحو ذلك.
الاستسقاء:
وهو طلب السقيا من الله تعالى عند حصول الجدب بالثناء عليه والفزع إليه بالاستغفار والصلاة وسبب الجدب والقحط هو ارتكاب المخالفات كما أنّ الطاعة سبب البركات قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَات مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [سورة الأعراف: 96].
وكثرة التوبة والاستغفار سبب لنزول الأمطار قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَال وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّات وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً (12) مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً (13)} [سورة نوح: 10-13]. ومن أدعية النبي صلى الله عليه وسلم: (اللّهم اسقنا غيثا مريئا نافعا غير ضارا عاجلا غير آجل). قال جابر راوي الحديث: (فأطبقت عليهم السماء). [الحديث رواه الحاكم وصححه الألباني].
قال الإمام الشافعى: (يستسقى الإمام بغير صلاة مثل أن يستسقي لصلاة ...).
قال شيخ الإسلام: (ويجوز الاستسقاء بالدعاء تبعا للصلوات الراتبة كخطبة الجمعة ونحوها كفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم).
الاستسقاء بالنجوم:
قال صلى الله عليه وسلم: (أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن: الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة) [رواه مسلم]. المراد بالاستسقاء نسبة إلى السقيا ومجيئ المطر إلى الأنواء وهي منازل القمر.
وعن زيد بن خالد رضي الله عنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت (أي مطر) من الليل فلما انصرف أقبل النّاس فقال: (هل تدرون ماذا قال ربّكم؟) قالوا الله ورسوله أعلم. قال: (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأمّا من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب وأمّا من قال: بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب).
خلاصة الكلام في حكم الاستسقاء بالنجوم:
1- كفر أكبر مخرج من الملة وهو إن كان يعتقد أنّها سبب تام وأنّها المدبرة بذاتها أو جزم بعلم الغيب عند النظر في النجوم.
2- محرم ما لم يكن له علاقة ضرورية كأن يتوهم المتوهم أنّه فيه تقدمه للمعرفة بالحوادث وأنّ ذلك ينفع كأهل التنجيم فالكذب غالب عليهم.
3 - مباح وهو ما كان له علاقة ضرورية بنزول المطر عن طريق الحساب وغير ذلك ما قد علم بالحس [انظر الفتاوى شيخ الإسلام (25/168 - 177) مفتاح دار السعاد (2/201) لابن القيم].
ما يقال عند هبوب الريح:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: (اللّهم إنّي أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به) [رواه مسلم].
النهي عن سب الريح:
لقوله صلى الله عليه وسلم: (الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها واسالوا الله خيرها واستعيذوا بالله من شرها) [رواه ابو داود وغيره] والنهي عن السب وذلك لأنّها مسخرة مذللة فيما خلقت له ومأمورة بما تجيء به من رحمة وعذاب.
ما يقال عند سماع الرعد:
كان عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [سورة الرعد: من الآية 14] ثم يقول: إنّ هذا الوعيد لأهل الأرض لشديد. [رواه البخاري في الأدب المفرد وسنده صحيح موقوفا كما قال النووي].
ما يقال عند رؤية السحاب ونزول المطر:
عن عائشة رضي الله عنها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ناشئا (السحاب الذي لم يكتمل اجتماعه) في السماء ترك العمل وإن كان في صلاة ثم يقول: (اللّهم إنّي أعوذ بك من شرها) فإن مطر قال: (اللّهم صيبا (المطر الذي يجري ماؤه) هنيئا) [رواه أبو داود بسند قوي] وعند البخاري (اللهم صيبا نافعا) وعند البخاري ومسلم (مطرنا بفضل الله ورحمته).
الدعاء لا يرد وقت نزول المطر:
قال صلى الله عليه وسلم: (ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء وتحت المطر) [رواه الحاكم وحسنه الألباني].
قال المناوي: (أي لايرد قلما يرد وقت نزول الرحمة).
من فعل النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول المطر:
عن أنس رضي الله عنه قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر فحسر (أي كشف) رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه المطر فقلنا يا رسول الله: لم صنعت هذا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأنّه حديث عهد بربّه) [رواه مسلم].
ما يقال عند زيادة المطر والخوف منها:
قال صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الحالة: (اللّهم حوالينا لا علينا اللّهم على الآكام (التلول المرتفعة من الأرض) والظراب (الروابي والجبال الصغار) وبطون الأودية ومنابت الشجر) [رواه البخاري].
ليست السنة أن لا تمطروا:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليست السنة بأن لا تمطروا ولكن السنة أن تمطروا ولا تنبت الأرض شيئا) [رواه مسلم] قال النووي: (المراد بالسنة هنا القحط).
الغريق:
عن أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الشهداء خمسة.. ) فذكر منهم (الغرق) [رواه البخاري] أي الغريق وهو الذي يموت غريقا في الماء. (شرح النووى).
ويستفاد من هذا الحديث في موضوعنا أنّ من غرق نتيجة الفيضانات والسيول الجارفة في الشتاء أو غيره وكان على دين وصلاح وحسن حال يرجى له الشهادة كما هو نص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إطفاء النّار والمدفأة قبل النوم:
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: احترق بيت بالمدينة على أهله فحدث بشأنهم النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنّ هذه النّار إنّما هو عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم). وعن ابن عمر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تتركوا النّار في بيوتكم حين تنامون) [رواهما البخاري ومسلم].
وقال الحافظ ابن حجر: (وحكمة النهي هي خشية الاحتراق) ثم قال: (قيده بالنوم لحصول الغفلة به غالبا ويستنبط منه أنّه متى وجدت الغفلة حصل النهي).
فيستفاد منه الحذر الشديد من إبقاء المدافي مشتعلة حالة النوم والحوادث لا تخفى في ذلك فتنبه.
النهي عن سب الحمى:
عن جابر رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب فقال: (مالك يا أم السائب تزفزفين؟). قالت: الحمى لا بارك الله فيها. فقال: (لا تسبي الحمى فإنّها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير من خبث الحديد) [رواه مسلم].
معنى (تزفزفين) أي: تتحركين حركة سريعة ومعناه: ترتعد. ففي الحديث النهي عن سب الحمى وكراهة التبرم وأنّ الحمى تكفر الخطايا والمناسبة مع الموضوع واضحة وذلك أنّ في الشتاء تكثر الحمى.
تظهر في الشتاء سماحة الشريعة الإسلامية:
وذلك من خلال إتيان الرخص من الجمع بين الصلاتين عند الحاجة والمسح على الخفين والجوربين وغير ذلك ممّا رفع الله عنّا فيه الحرج. فهذه الشريعة صالحة لكل زمان ومكان تنزيل من حكيم خبير لطيف عليم.
قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج } [سورة الحج: من الآية 78].
من علامات الساعة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يمطر النّاس مطرا لا تكن منه بيوت المدر ولا تكن منه إلاّ بيوت الشعر) [رواه الإمام أحمد]. وقال الشيخ أحمد شاكر إسناده صحيح.
معنى تكن: تقي.
والمدر: الطين المتماسك اليابس.
وعن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى لا تمطر السماء ولا تنبت الأرض.. ) [رواه الإمام أحمد وسنده صحيح. قال ابن كثير إسناده جيد].
ولا تعارض بين الحديثين لأنّ علامات الساعة لا تأتي في وقت واحد بل متفاوتة في تتابعها فالحديث الأول يحمل على وقت وحال والثاني على وقت آخر والله أعلم.
احرص على فضائل الأعمال والأذكار:
قال النووي: (إعلم أنّه ينبغي لمن بلغه شيء من فضائل الأعمال أن يعمل به ولو مرة واحدة ليكون من أهله ولا ينبغي أن يتركه مطلقا بل يأتي بما تيسر منه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم) [متفق عليه].
واحرص على أن تأتي بالأذكار والأعمال متدبرا متذكرا متفكرا بالقلب واللسان والجوارح حتى يحصل المقصود فتمام الأجر بتمام العمل.
والله من وراء القصد.
جمع وترتيب: أحمد فاروق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.