أمل عين مليلة ترجي قالمة الموك وبرج منايل أين هي؟

فرق اندثرت وأخرى تهاوت وبعضها انكسرت وتلاشت
أمل عين مليلة.. ترجي قالمة.. الموك وبرج منايل... أين هي؟
(الجزء الأول)
أين هو الفريق المتوج بكأس الجزائر لعام 1982؟ وأين هو الفريق الذي خسر ثلاث نهائيات لكأس الجزائر أعوام 1964 و1975 و1976؟ وأين هو المتوج بكأس الجزائر عام 198/2 وخسر نهائي 1984؟ وأين هو الفريق المتوج بلقب البطولة الوطنية عام 1984؟ وأين هو الفريق المتوج بكأس الجزائر عام 1972؟ وأين هو منشطا نهائي كأس الجزائر لسنة 1986 و1994؟ ووو تلكم هي من بين الأسئلة التي تكون قد طرحها الكثير منكم ولم يجد الإجابة عنها.
جريدة (أخبار اليوم) وعلى مدار حلقتين سنسلط الضوء على الكثير من الفرق التي تهاوت بل بعضها اندثرت ونبدأ من فريق جمعية عين مليلة.
جمعية عين مليلة
العقرب الذي بات لا يلدغ
تصغير كلمة جمعية عين مليلة تعني (asam) وهذا الاسم يعني عند المليليين (العقرب) لكن أين هو هذا العقرب الذي كان يلدغ كل من يقترب منه وأين هو هذا الفريق الذي نشط نهائي كأس الجزائر عام 1994 وخسره في الوقت الإضافي أمام شبيبة القبائل بهدف دون رد؟ وأين هو هذا العقرب الذي كانت الأندية العاصمية تهاب مواجهته؟
فحتى وإن اختلف الأسئلة إلا أن الجواب واحد ففريق جمعية عين مليلة تحول مع مرور السنوات من عقرب سام إلى أرنب سهل المراس وإلا كيف نفسر وجوده في قسم لا يليق بمقامه وهو مابين الجهات المنطقة الشرقية.
جمعية عين مليلة الذي صعد لأول مرة إلى بطولة القسم الوطني الأول موسم 1980/1981 شكل على مدار العشرية سنة تقريبا التي قضاها الفريق ضمن حظيرة القسم الوطني الأول احد أقوى الأندية التي كان يحسب لها ألف حساب فكم من مرة أنهى الموسم في الصف الثاني وكم من مرة لعب الأدوار الطلائعية في كأس الجزائر.
فإضافة إلى وصوله إلى المباراة النهائية عام 1994 وصل مرتين إلى الدور نصف النهائي كما مثل الجزائر مرة واحدة في كأس الاتحاد الإفريقية ومرة واحدة في كأس العرب للأندية الحائزة على الكؤوس لكن لعنة حسود أصابت هذا الفريق في الصميم ففي الوقت الذي كان ينتظر محبي هذا النادي مواصلة التألق لعل وعسى أن يتمكن من إهداء أول لقب وطني لمدينة عين مليلة وإذا بفريقهم يفشل في نهاية موسم 2000 - 2001 البقاء ضمن حظيرة القسم الوطني الأول فكان ضمن النازلين إلى هذا القسم رفقة اتحاد الحراش وجمعية وهران.
شكل مغادرة فريق جمعية عين مليلة لبطولة القسم الوطني الأول ضربة موجعة في مسيرته الكروية حيث تضاعفت مشاكله بعد أن تركه أبناؤه المخلصون فكان لقدوم بعض الأسماء الدخيلة الأثر السلبي على مسيرته الأمر الذي كلفه غاليا فتوالت الضربات الموجعة ونزل الى بطولة مابين الجهات وهو القسم الذي طال به المقام ولم يغادره إلا منذ ثلاثة مواسم وينشط حاليا في القسم الثاني هواة المجموعة الشرقية ومهدد بالعودة الى حيث كان وهو اللعب في بطولة مابين الجهات وكان بالقدر أراد لفريق جمعية عين مليلة أن يلعب في قسم لا يليق بمقامه.
من بين اللاعبين الذين لعبوا لأمل عين مليلة وتقمصوا ألوان المنتخب الوطني نذكر كل من الحارس ليامين بوغرارة الذي دافع عن ألوان شبيبة القبائل بعد نزول فريقه إلى القسم الثاني وإضافة إلى هذا الحارس نجد كذلك بن حمادي الملقب بالحمامة كونه كان يمتاز بالسرعة الفائقة وكذلك محمد علوي.
ينشط حاليا فريق جمعية عين مليلة ضمن بطولة القسم الوطني هواة المجموعة الشرفية ويتواجد ضمن مؤخرة الترتيب.
نادي مولودية قسنطينة
أجاكس أمستردام الجزائر!
حين نعيد عجلة التاريخ إلى مابعد الإصلاح الرياضي الذي تم تطبيقه عام 1977 كانت الساحة الكروية ببلادنا تزخر بفريق اسمه مولودية قسنطينة (الموك) لكن أين هو هذا الفريق في الخارطة الكروية في بلادنا؟ قبل أن نتعرف سويا عن مكان تواجد هذا الفريق هيا نعود إلى ماضي هذا الفريق وسجله الكروية وأجود اللاعبين الذين حملوا ألوانه.
قد يتفاجأ الكثيرون إذا قلت لهم أن مؤسس فريق مولودية قسنطينة هو الشيخ عبد الحميد رحمه الله رائد النهضة الجزائرية واحد العلماء الأجلاء الذين عرفهم العصر الحديث.
جاءت فكرة تأسيس فريق مولودية قسنطينة إثر الزيارة التي قام بها الشيخ عبد الحميد بن باديس إلى العاصمة لملاقاة الشيخ العربي التبسي من اجل توسيع قاعدة النضال إبان الحقبة الاستعمارية بين الحربين العالميتين الأولى والثانية وإثناء تواجده في العاصمة شاءت الصدف أن يلتقي ببعض مؤسّسي فريق مولودية العاصمة فطرح على المرحوم بن باديس فكرة تأسيس فريق كروي بمدينة قسنطينة للمّ الشمل عبر أوساط الشباب
الفكرة تحولت في بضعة أشهر إلى حقيقة فولد فريق مولودية قسنطينة الذي تعدت شهرته حدود الوطن وبات بعد الاستقلال أحد أقوى الأندية الوطنية فنشط ثاني نهائي لكأس الجزائر بعد الاستقلال عام 1964 أمام وفاق سطيف وخسره بهدفين لواحد.
الأداء الراقي الذي كان يقدمه لاعبوه على مدار 14 سنة التي تلت الاستقلال جعله محل إعجاب الجمهور الرياضي الجزائري ليطلق عليه اسم اجاكس امستردام لكن إذا كان هذا الأخير كان يحصي الألقاب والكؤوس فإن فريق (الموك) فضل في انتزاع ولو لقب وطني واحد حيث خسر نهائيين متتاليين عامي 1975 أمام مولودية وهران بهدفين لصفر والثاني عام 1976 أمام مولودية الجزائر وبنفس النتيجة 2/0.
لعب لفريق قسنطينة نخبة من اللاعبين الكبار نخص بالذكر كل من رابح قموح وخاين وكروكور وفندي والحارس حنشي ولا ننسى المهاجم الفذ زغمار.
لكن وفي غفلة من الجميع اختفى فريق مولودية قسنطينة عن الأنظار فاختفت معه تلك اللمحات الكروية التي كان يطرب بها نجومه هواة كرة القدم في بلادنا واليوم ينشط في قسم صغير اسمه الجهوي الأول.
والسبب الرئيسي الذي جعل الفريق يختفي من دائرة الأضواء هو رفض أصحاب القرار في تلك الفترة دمجه في إحدى المؤسسات الوطنية الكبرى لا لشيء وإنما لإعطاء الفرصة لفريق شباب قسنطينة (csc) للبروز لكن هيهات وهيهات فسرعان ما تبخر حلم أصحاب (القرار) بعد أن تحول فريق (السياسي) إلى أضحوكة نظرا للهزائم الثقيلة التي كان يمنى بها.
ترى متى يعود فريق الموك إلى عصره الذهبي؟ من الصعب أن لم نقل من المستحيل رؤية فريق الموك الحقيقي على الأقل في القسم الوطني الثاني كونه ينشط حاليا في قسم صغير اسمه الجهوي الثاني لرابطة قسنطينة.
شباب برج منايل
اغتيل تحانوتي.. فتهاوى البرج
يعد فريق شباب برج منايل من أحد أعرق الأندية الوطنية حيث تأسس قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية وبعد الاستقلال انتظر 18 سنة ليصعد إلى القسم الوطني الأول بقيادة نخبة من اللاعبين نذكر منهم مغريسي ورشيد شاوشي والد الحارس الحالي لمولودية الجزائر فوزي شاوشي وفرحات وتلا اوبريد.
ست سنوات بعد صعوده تمكن من الوصول إلى نهائي كأس الجزائر عام 1987 أمام اتحاد الحراش لكن هدف حكيم مدان حرم الفريق المنايلي من ولوج منصة التتويج رغم أن تشكيلته كانت تزخر بأسماء رنانة نذكر منها خماسي النصرية عبد الله قنون وايت الحسين وزميتي وصالح كمال وزقور ولا ننسى كذلك كل من فرحات وحمراني ومغريسي وطونكان وتحت إشراف المدرب نور بن زكري.
وقبل هذا النهائي وصل شباب برج منايل إلى المربع الذهبي لكأس الجزائر لكن الحظ خانه أمام مولودية وهران في ضربات الجزاء.
لكن حتى وإن أهدر شباب برج منايل فرصة انتزاع كأس الجزائر عام 1987 أمام اتحاد الحراش إلا أن قوته لم بفقده وظل محافظا عليها بفضل الرئيس المرحوم تحانوتي وهو الرئيس الذي استطاع أن يقود الفريق خلال النصف الأول من عشرية التسعينيات لمنافسة أقوى الأندية الجزائرية ففي موسم 1993/1994 خسر فرصة التتويج باللقب الوطني لمصلحة اتحاد الشاوية.
لكن على عكس مولودية قسنطينة أو ديناميكية البناء كان لاغتيال الرئيس تحانوتي من طرف مجهولين بالقرب من بيته بمدينة برج منايل عام 1996 بمثابة رصاصة في صدر فريق شباب برج منايل.
كان لوفاة الرئيس تحانوتي الأثر السلبي على مسيرة شباب برج منايل فتفرق شمل الفريق وبات لاعبوه أشبه بالعصافير التي يجب اصطيادها وبما أن خليفة المرحوم تحانوتي استعصى عليه إيجاد حلول للأزمة المالية التي كان يتخبط فيها كان من البديهي أن يفقد شباب برج منايل جميع عناصره حتى الاحتياطية منها ومع مرور الموسم استفحلت مشاكل الفريق وبما أن كل من تعاقب على رئاسة النادي همهم المصلحة الشخصية.
فمن يعيد لفريق شباب برج منايل كرامته بل شخصيته؟ الجواب صعب طالما أن الفريق ينشط حاليا في القسم الجهوي الثاني لرابطة الجزائر.
ترجي قالمة
الصقر الأسود الذي تحول إلى أرنب
فريق آخر يستحق وقفة مطولة ويتعلق الأمر بترجي قالمة فهذا الفريق الذي يعود تأسيسه إلى 1936 شكل هو الآخر ولسنوات طويلة احد أقطاب الكرة الجزائرية لكن سرعان ما تلاشت قوة أصحاب الزي الأسود والأبيض فبات لقمة صائغة لدى منافسيه فكان مصيره النزول الأفقي من أعلى درجة إلى أصقل قسم.
تعتبر سنوات النصف الثاني من عشرية الستينيات والنصف الأخير من عشرية الثمانينيات من أزهى أيام ترجي قالمة الذي لعب له هو الآخر نخبة من اللاعبين الكبار يتقدمهم اللاعب مصطفى سريدي والإخوة شكاتي ولا ننسى مخناش الذي كان وراء سقوط مولودية الجزائر عام 1985 إلى القسم الوطني الثاني إثر توقيعه لهدف الفوز للترجي بملعب 5 جويلية الذي كلف المولودية النزول إلى الدرجة الثانية.
يعد موسم 1991/1992 الأخير الذي لعب فيه ترجي قالمة في القسم الوطني الأول مع نخبة من اللاعبين الممتازين يتقدمهم الإخوة شكاتي والحارس غفار لكن ونظرا للمشاكل التي اعترضت سبيل (السرب الأسود) كان من البديهي أن يكون مصيره كمصير العديد من الأندية التي كان مسيروها يتقاتلون من اجل المصلحة الشخصية.
ترجي قالمة الذي أنجب مصطفى سريدي ومخناش والإخوة شكاتي يعاني اليوم الأمرين في بطولة القسم الثاني هواة المجموعة الشرقية ومهدد بالنزول الى بطولة مابين الجهات لرابطة الشرق وكل من عايش العهد الذهبي لفريق (النسر الأسود) يتذكر بدون شك اللقاء الذي تمكن فيه هذا الفريق من هزم مولودية العاصمة عام 1985 بملعب 5 جويلية وهي الهزيمة التي أسقطت العميد إلى القسم الوطني الثاني.
ينشط حاليا فريق ترجي ضمن بطولة القسم الوطني هواة المجموعة الشرقية ويتواجد هو الآخر ضمن مؤخرة الترتيب.
... يتبع