بقلم: ماهر أبو طير* تتواصل اقتحامات المسجد الأقصى وآخرها البارحة أمام صمت عربي والرعاية الإسرائيلية لهذه التقاسمات يراد منها تطويع العرب لفكرة التقاسم المكاني بعد التقاسم الزمني الذي بتنا نراه فعليا عبر هذه الاقتحامات التي تسميها تل أبيب زيارات. معنى الكلام أن إسرائيل بدأت بتطبيق التقاسم الزمني بشكل جزئي وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي من العرب يقولون إن تل أبيب لديها تطمينات عربية بعدم الاعتراض كثيرا على التقاسم الزمني شريطة أن يجري تدريجيا وأن يتجنب أوقات الصلاة التي يتواجد فيها المسلمون وخصوصا ماقبل الظهيرة. علينا أن نلاحظ أن إسرائيل لا تجد أي موقف عربي ضدها لا رسميا ولا شعبيا فمن سوف يوقفها عن إكمال مخططها بتقاسم الحرم القدسي مكانيا؟!. كنا سابقا نشهد ردود فعل معقولة عربيا لكن اليوم تنحصر ردود الفعل في بيانات منددة بالتصرفات الإسرائيلية وتل أبيب ذاتها تعرف أن هذه بيانات للاستهلاك المحلي ولا قيمة لها فعليا ولا تؤثر على إسرائيل. لا يمكن للفلسطينيين أن يتفرجوا على مخطط التقاسم حلقة بعد حلقة وأن يواصلوا السكوت فهم أيضا أمام كارثة فالقيادات الرسمية الفلسطينية والعربية تعتبر أي انتفاضة ثالثة مجرد انتحار للشعب الفلسطيني كما أنهم لا يلعبون دورا ولو عبر علاقاتهم مع العالم في وقف إسرائيل عند حدودها وكأنهم يضعون الشعب الفلسطيني بين حجري الرحى فلا السكوت منتجا ولا الغضب مطلوبا. لا تدرك إسرائيل أن ملف المسجد الاقصى في نهاية المطاف كفيل بقلب كل المعادلات وركون الاحتلال إلى حالة الشعب الفلسطيني أو التواطؤ العربي والدولي أو إلى حالة الضعف والهشاشة لشعوب العرب ركون وهمي لأن أي خطأ على الطريق كفيل بتغيير كل المعادلات خصوصا أن ذات تل أبيب تعرف أن دخول شارون سابقا للحرم القدسي كان سببا في تفجير انتفاضة ثانية. المسجد الأقصى ليس أمرا عابرا ولايمكن لأحد أن يتوقع ردود الفعل ومن المؤكد هنا أن على الاحتلال انتظار عمليات طعن خلال الأيام المقبلة وعمليات من نوع آخر فذات إسرائيل التي تندد بما تسميه العنف تقوم بتوليد الأسباب الإضافية للغضب فوق السبب الأساس أي احتلال فلسطين. قد يأتي يوم يخرج فيه الفلسطينيون في ثورة غضب عارمة ضد إسرائيل فلا تردهم مناشدات ولا تنظيمات ولا فصائل ولاحكومات ولا سلطة والواضح هنا أن مثل هذا المشهد يرتسم بسرعة وكلما تم استفزاز الناس بالمسجد الأقصى اقتربنا من ذلك اليوم حتى لو ظنت تل أبيب أن الشعوب مسحورة وغير قادرة على التنفس.