عن مالك بن دينار قال: ما شبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خبز قطّ ولا لحم إلا على ضفف 14. وعن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان بن بشير يقول:ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وما يجد منالدقل ما يملأ به بطنه15. والدقل: رديء التمر. وذكر عمر - صلى الله عليه وسلم - ما أصاب الناس من الدنيا. فقال: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يظل اليوم يلتوي ما يجد دقلاً يملأ به بطنه16. وعن عائشة - رضي الله عنها- قالت: إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نار.. وعن مالك بن دينار قال: ما شبع آل محمد - - صلى الله عليه وسلم -- منذ قدم المدينة من طعام بر ثلاث ليال تباعاً حتى قُبض. وعن محمد بن سيرين قال: كنا عند أبي هريرة وعليه ثوبان ممشقان من كتان فتمخط فقال: بخ بخ أبو هريرة يتمخط في الكتان لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حجرة عائشة مغشياً عليَّ فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون وما بي من جنون ما بي إلا الجوع. وعن أبي هريرة - صلى الله عليه وسلم - قال: خرج رسول الله في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد فأتاه أبو بكر فقال: ما جاء بك يا أبا بكر؟ قال: خرجت ألقى رسول الله أنظر في وجهه وأُسلم عليه. فلم يلبث أن جاء عمر فقال: (ما جاء بك يا عمر؟). قال: الجوع يا رسول الله! قال: (وأنا قد وجدت بعض ذلك). فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري وكان رجلاً كثير النخل والشاء ولم يكن له خدم فلم يجدوه فقالوا لامرأته: أين صاحبك؟ فقالت: انطلق يستعذب لنا الماء. فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها فوضعها ثم جاء يلتزم النبي ويُفِّديه بأبيه وأمه ثم انطلق بهم إلى حديقته فبسط لهم بساطاً ثم انطلق إلى نخله فجاء بقنو فوضعه فقال النبي: (أفلا تنقيت لنا من رطبه؟). فقال: يا رسول الله إني أردت أن تختاروا أو تخيروا من رطبه وبسره فأكلوا وشربوا من ذلك الماء فقال: (هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة ظل بارد ورطب طيب وماء بارد). فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاماً فقال النبي: (لا تذبحن لنا ذات در). فذبح لهم عناقاً أو جدياً فأتاهم بها فأكلوا فقال: (هل لك خادم؟). قال: لا. قال: (فإذا أتانا سبي فأتنا). فأُتي برأسين ليس معهما ثالث. فأتاه أبو الهيثم فقال النبي: (اختر منهما). فقال: يا رسول الله! اختر لي. فقال النبي: (إن المستشار مؤتمن خُذ هذا فإني رأيته يصلي واستوص به معروفاً). فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته فأخبرها بقول رسول فقالت امرأته: ما أنت ببالغ حق ما قال فيه النبي إلا بأن تعتقه قال: فهو عتيق فقال: (إن الله لم يبعث نبياً ولا خليفة إلا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تألوه خبالاً ومن يوق بطانة السوء فقد وقي). وعن سعد بن أبي وقاص قال: إني لأول رجل أهراق دماً في سبيل الله _ صلى الله عليه وسلم - وإني لأول رجل رمى بسهم في سبيل الله لقد رأيتني أغزو في العصابة من أصحاب محمد ما نأكل إلا ورق الشجر والحبلة حتى تقرحت أشداقنا وإن أحدنا ليضع كما تضع الشاة والبعير وأصبحت بنو أسد يعزرونني في الدين لقد خبت وخسرت إذاً وضل عملي. وعن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:( لقد أُخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أوذيت في الله وما يُؤذى أحد ولقد أتت عليَّ ثلاثون من بين ليلة ويوم وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال).