قد لا تكون القنوات الفضائية، او البرامج التلفزيونية مجرد تسلية لدى البعض، بل شيئا ضروريا لا يمكن الاستغناء عنه بحال من الأحوال، وهو الامر الذي يدفعهم الى التحايل لاستقطاب القنوات المشفرة، وقد ظهر ما يسمى ب"الديكودور" ليسهل عليهم مسالة مشاهدة المقابلات الرياضية، والمسلسلات التي يعشقونها. مصطفى مهدي بعد "الفلاش" وبعد بطاقات "هابراكا دابرا" التي كانت تفتح كل القنوات المشفرة، راح المواطنون اليوم يركضون وراء ما يسمى ب"الديكودور" وهو جهاز صغير يُوصل بالتلفاز، وبهوائي خاص به، لكي يفتح القنوات الفضائية المشفرة، والتي عادة ما تحتوي على البرامج الأكثر إثارة، مثل مباريات كرة القدم لأقوى النوادي كبرشلونة، ومانشيستر يونايتد، وغيرها، والتي لا يمكن ان يشاهدها الناس عبر الاجهزة العادية، ولذلك فانهم لطالما ركضوا وراء التقنيات التي تمكنهم من فتح تلك القنوات، والتي تعتبر وسائل مفبركة، فالاصح ان يشتري المواطنون بطاقات عادية، ولكن بما انها باهظة الثمن، فإنهم يفضلون تلك التقنيات، ولعلّ المواطنين هذه الأيام يتهافتون على جهاز "الديكودور" والذي إلى حد الآن له قدرة كبيرة على فتح كل القنوات، ولهذا فان المواطنين المدمنين على المقابلات، وعلى المسلسلات التلفزيونية التركية، خاصة، فضلوا ان يقتنوه حتى لا يضيعوا برامجهم المفضلة. وعند اقترابنا من كمال، بائع أجهزة الكترومنزلية بحي هواء فرنسا، قال لنا أنّ هذا "الديكودور" يفتح تقريبا كل القنوات، وان له نوعين، واحد قديم واخر جديد، اما الاول فيمكن ان يتوقف لمدة ما، واما الثاني فلحد الان، يقول لنا، لم يتوقف، او لا يزال قادرا على حل القنوات، لكن كمال صارحنا بان هذا "الديكودور"، والذي هو من صنع صيني، مهمته ان يفكك كلمات السر، او الشفرات الخاصة بكل قناة، وانه يمكن ان يتوقف في أي حين، أي انه ليس مضمونا مائة بالمائة، فما ان تكتشف الشركات المسؤولة عن تلك القنوات السر في تعطيله، او في العثور على شفرات لا يمكن فتحها فانها ستفعل، لهذا، يضيف، فانه يمكن ان يشتري الزبون هذا "الديكودور" ولكنه قد لا يتمتع به اكثر من اشهر معدودات. اما عن المواطنين، فيقول كمال انهم يشترونه عادة لكي يشاهدوا المقابلات، والمسلسلات، خاصة بالنسبة للفتيات، والماكثات بالبيت، وكذلك يستعمله البعض في مشاهدة القنوات الاباحية المشفرة هي كذلك. ولان نهاية البطولات الكروية في مختلف البلدان، الأوروبية خاصة، لانها على وشك الانتهاء، او مراحل العودة، جعل هذا اللقاءات اكثر حرارة واثارة، فراح لذلك المواطنون يتهافتون على اقتناء هذا الجهاز العجيب، يقول سفيان:" للاسف فان الفلاش لم يعد تقنية مضمونة، ولهذا لا بد علينا ان نلجا الى هذا الجهاز الذي يفتح كل القنوات، ومن مختلف "الساتيليهات"، يكفي فقط ان نغير وجهة الهوائي، وان لم نفعل فليست هناك برامج تستحق المشاهدة على القنوات العادية، ولن نشاهد الا مباريات دوري بلدان الخليج المملة". رابح شاب اخر قال ان هذه الطريقة غير عملية، ففيها جهد واموال كثيرة، ويضيف:" عوض ان اشتري هذا الجهاز بستة الاف دينار، واشتري هوائيا وغيرها من التجهيزات، وقد ألجا الى عامل لكي يركب كل ذلك، لمَ لا اشتري بطاقة بعشرة آلاف دينار، وينتهي الامر، صحيح ان "الديكودور" يفتح كل القنوات، ولكن يحتاج الى عمل كبير" . لكن الفتيات والنسوة المدمنات على المسلسلات التركية لهن راي اخر، فهن يعتبرن ان هذا "الديكودور" هو الحل لما يفعله القذافي من تشويش على القنوات الفضائية، والتي تبث فيها المسلسلات التركية، خاصة المسلسل الذي صرن لا يقدرن على تضييعه، وهو العشق المجنون لبطله مهند، حيث انهن صرن يطلبن من أزواجهن ان يشتروا لن هذا الجهاز، تقول رانيا: "منذ شهر تقريبا اخبرني زوجي بقصة هذا الجهاز الذي يحل كل القنوات، ولكني لم أنتبه للأمر، بل رفضته على اساس انه اهدار للاموال، لكني مؤخرا طلبت منه ان يشتريه، خاصة وان القنوات التي كنت اشاهد فيها مسلسلي التركي المحبوب اختفت، وقد لا استرجعها بواسطة هذا الجهاز، ولكن سأشاهده عبر قنوات اخرى مشفرة، تبثه في نفس الوقت، وقد استغرب زوجي ان قلت له ان عليه ان يشتري "ديكودور" ليشاهد مبارياته المفضلة".