(1) الإسراع في تجهيز الجنازة ودفنها : تخفيفًا على أهلها ورحمة بهم لحديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك فشرٌّ تضعونه عن رقابكم (متفق عليه) . (2) عدم البكاء بصوت عال : وعدم النواح والندب وشق الجيوب لقوله صلى الله عليه وسلم : ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية (رواه البخاري) . (3) يُستحب مرافقة الجنازة حتى تُدفن لقوله صلى الله عليه وسلم : من شهد الجنازة حتى يصلَّى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تُدفن فله قيراطان قيل : وما القيراطان ؟ قال : مثل الجبلين العظيمين (متفق عليه) . (4) الثناء على الميت بذكر مآثره ومحاسنه : وعدم التعرض لإساءته لقوله صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا (رواه البخاري) . (5) الاستغفار للميت بعد دفنه : فعن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل (رواه أبو داود وصححه الألباني) . (6) يُستحب مواساة أهل الميت وصنع الطعام لهم : لقوله صلى الله عليه وسلم : اصنعوا لآل جعفر طعامًا فإنه قد أتاهم ما يشغلهم (رواه أبو داود وصححه الألباني) . (7) يُستحب تعزية المصاب وتصبيره : والقول له : إنَّ لله ما أخذ وله ما أعطى وكلُّ شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب (متفق عليه) ... شجاعة الزبير بن العوام رضي الله عنه ولما قصد عمرو بن العاص مصر لفتحها كانت معه قوات تبلغ ثلاثة آلاف وخمسمائة رجل فكتب إلى عمر بن الخطاب يستمده - يطلب المدد من الرجال- فأشفق عمر من قلة عدد قوات عمرو فأرسل عمر أربعة آلاف رجل عليهم من الصحابة الكبار : الزبير والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد وكتب إليه : إني أمددتك بأربعة آلاف على كل ألف منهم رجل مقام ألف وكان الزبير على رأس هؤلاء الرجال . وحين قدم الزبير على عمرو وجده محاصرًا حصن (بابليون) فلم يلبث الزبير أن ركب حصانه وطاف بالخندق المحيط بالحصن ثم فرق الرجال حول الخندق وطال الحصار حتى بلغت مدته سبعة أشهر فقيل للزبير : إن بها الطاعون فقال : إنما جئنا للطعن والطاعون وأبطأ الفتح على عمرو بن العاص فقال الزبير : إني أهب نفسي لله أرجو أن يفتح الله بذلك على المسلمين. فوضع سلمًا وأسنده إلى جانب الحصن من ناحية سوق الحمام ثم صعد وأمرهم إذا سمعوا تكبيره أن يجيبوه جميعًا فما شعروا إلا والزبير على رأس الحصن يكبر ومعه السيف فتحامل الناس على السلم حتى نهاهم عمرو خوفًا من أن ينكسر فلما رأى الروم أن العرب ظفروا بالحصن انسحبوا وبذلك فتح حصن بابليون أبوابه للمسلمين فانتهت بفتحه المعركة الحاسمة لفتح مصر وكانت شجاعة الزبير النادرة السبب المباشر لانتصار المسلمين على المقوقس .