مع افتتاح موسم الأعراس دعوات واسعة إلى فتح قاعات الحفلات تكبّد أصحاب قاعات الحفلات خسائر معتبرة منذ ظهور وباء كورونا وحظر نشاطها منذ شهر مارس للسنة الماضية خاصة وأن نشاطها يقتضي حصول تجمعات كما أن ظهور أولى حالات للوباء في الجزائر كانت إثر إقامة عرس داخل قاعة بالبليدة مما أدى إلى تشديد الإجراءات وتضييق الخناق على نشاط قاعات الحفلات لتجنب أي ضرر وعدوى إلا أن عودة الحياة إلى طبيعتها بصفة تدريجية جعل أصحاب قاعات الحفلات يطالبون برفع التجميد عن نشاطاتهم التي فاق توقفها سنة كاملة ما أدى بهم إلى تكبد خسائر متفاوتة وحالات إفلاس. نسيمة خباجة يرتبط فصل الصيف بإقامة الحفلات على مستوى العائلات الجزائرية وتفضل العديد منها إقامة أعراسها في قاعات الحفلات بالنظر إلى الظروف المريحة والملائمة وتوفر الشروط الضرورية التي تضمن راحة أصحاب العرس والمدعوين على حد سواء كما أن مشكل ضيق الشقق هو من بين الأسباب التي دفعت العائلات إلى قاعات الحفلات التي تحولت إلى عرف ملزم في الأعراس الجزائرية بالنسبة للعائلات البسيطة والميسورة لتكون القاعات العادية المعقولة الثمن من نصيب العائلات المتوسطة والقاعات الفخمة من نصيب الأغنياء إلا أن قرار التجميد لم يستثن ولا قاعة وكانت كلها موصدة الابواب في وجوه الزبائن لفترة طويلة مما جعلهم في حيرة جراء استعصاء إيجاد حل ومكان آخر لإقامة العرس وعدم تأجيل فرحة العمر.
فيلات ومطاعم تدخل دائرة التنافس لم تتوقف الأعراس الجزائرية خلال فترة الوباء رغم تضييق الخناق عليها بل اتجهت العائلات إلى الفيلات الملحقة بالحدائق والمطاعم المغلقة التي عرضت خدماتها على أصحاب الأعراس وحلت محل قاعات الحفلات وتحول الفايسبوك إلى مساحة ترويجية لتلك الفيلات والمطاعم التي عرضت خدماتها بعشرات الملايين ودخلت الصراع من بابه الواسع ونافست القاعات المغلقة في الأسعار وكانت تعمل بصفة غير قانونية وفي الخفاء إلا ان الكثير من العائلات وجدت فيها الحل وتعاملت تلك الأماكن مع مصممي الديكور والمصورين الفوتوغرافيين والطباخين وشكلت لهم فرصة للعمل بعد ان جمّد غلق قاعات الحفلات نشاطهم وكانت مصدرا لاسترزاقهم فالغلق لم يلحق الضرر بأصحاب القاعات فحسب بل حتى العديد من العاملين بها على غرار اعوان الامن والتنظيف والنادلين والطباخين والمصورين وفرق الديسك جوكي التي تجمدت نشاطاتها لفترة طويلة وتضرروا كثيرا من مخلفات الغلق السلبية وانعدام المداخيل ومنهم من استبدل الوجهة إلى الفيلات والمطاعم والمساحات المفتوحة للاسترزاق. يقول السيد اسماعيل طباخ في الأعراس ان غلق قاعات الحفلات اثر كثيرا على نشاطه وعانى من البطالة وانعدام المدخول مما ادى به إلى الترويج لنشاطه عبر الفايسبوك وحظي باهتمام بالغ من العائلات التي كانت في ورطة بحيث حجز عدة طلبيات للطبخ في الفيلات والمطاعم التي اقامت بعض العائلات أعراسها بها ولم ترض تأجيل العرس وطالب في الاخير بضرورة اعادة فتح نشاط الحفلات تزامنا وافتتاح موسم الأعراس كونها مصدر لاسترزاق مئات العمال والناشطين عبرها وتضررهم خلال فترة غلقها. مَطَالب واسعة برفع التجميد يطالب أصحاب قاعات الحفلات وممثليهم برفع التجميد عن نشاطاتهم والسماح لهم بالعودة إلى العمل وفق التقيد بالإجراءات الوقائية الصارمة ويجمع ممثليهم انه لا يعقل عودة مختلف النشاطات واستثناء قاعات الحفلات من العودة إلى نشاطها فبعد فتح دور المعارض والسينما وفتح المطارات وانطلاق الرحلات الجوية وقاعات الرياضة والمطاعم كان لابد من منح الترخيص لقاعات الحفلات للعودة إلى نشاطها خصوصا وأنها مطلب للعائلات الجزائرية مع انطلاق الأعراس خلال الصيف كما ان طبيعة الفصل وارتفاع درجة الحرارة لا تتلاءم مع اقامة الأعراس في البيوت لاسيما مع انتشار الوباء بالإضافة إلى خطر التسممات الغذائية لأن الشقق لا توفر الشروط الضرورية لتحضير الوجبات للمدعوين على خلاف قاعات الحفلات التي توفر ظروف الراحة وشروط النظافة وعلى العموم هناك مطالب واسعة بضرورة فتح قاعات الحفلات لكونها أكثر أمنا وسلامة مع التقيد الإجباري بالتدابير الوقائية وتقليص عدد المدعوين واحترام البرتوكول الصحي.