لقد دفعت الحرارة ببعض المواطنين، وربات البيوت إلى التسوق في ساعات الليل، خاصة وان الأسواق المكتظة صباحا تزيد من مشقّة الصوم، ففي السهرات الرمضانية، يتّجه الكثيرون إلى بعض الأسواق التي تفتح أبوابَها للزبائن ليلا، وتوفر للزبائن، والمواطنين فرصة الهروب من الجو الحار. مصطفى مهدي تكتظ الأسواق ليلا بالمواطنين الذين يفضلون التسوق في جو فيه نسمات، على الزحمة التي تعرفها الأسواق نهارا، وصباحا، وهو الأمر الذي صارحتنا به خليدة، التي تقول: "في الحقيقة في بداية الشهر كنت ارتاد السوق في الصباح الباكر، وهي عادتي حتى في الإفطار، ولكن صديقة لي نصحتني بان أرافقها في الليل، فصرنا نتجه إلى سوق بن جرا الذي يبعد عن مقر سكني بحوالي الكيلومترين، صرنا نذهب بسيارتها ليلا وهو أمر جميل، وأرجو أن يُعمم على كل الأسواق، صحيح أنّ بعضها لا توفر على الإضاءة الكافية، وهناك أسواق أيضا بعيدة، ومشكل النقل يسبب الكثير من المشاكل، خاصّة وأنّ التنقل ليلا فيه الكثير من المجازفات، وهو الأمر الذي يجعل البعض، وحتى قبلا، يتردد قبل المجيء، إلاّ من كانت له سيارة". نفس مشكل النقل طرحته علينا نادية التي تقول: "في الحقيقة استغل أحيانا فراغ وقت أخي الذي اطلب منه أن يقلني إلى السوق، ولولا ذلك لما استطعت أن اذهب، لأننا لا نسلم من السرقات، ومن الاعتداءات حتى في النهار فما بالكم في الليل، وهو الأمر الذي يجعلنا نتردد كثيرا، أما بالنسبة للفكرة فهي جميلة، أن نخرج في الليل للتسوق خير من أن نخرج في النهار، ولو أنني أخشى أن يبيعوني سلعة فاسدة لا أراها في الليل ، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن الخروج والتسوق ليلا يسمح لنا بتفادي الحرارة الكبيرة صباحا، ويسمح لنا كذلك بأن نشتري بأسعار زهيدة، فأحسب أن التجار سيحاولون أن يبيعوا سلعهم في الليل بسعر زهيد، كما أنّ الأمر في صالحهم، منهم من لم يتمكن من بيع سلعته في النهار، وحتى لا يتركها إلى الصباح يبيعها ليلا، ولكن وكما قلنا فانه ليس هناك نقل، وهو ما يجعل التسوق بالنسبة للبعض شبه مستحيل، يقول لنا علي وهو خضار بسوق بوزريعة: "نحن نفتح مساء لكي نبيع سلعتنا، ولكي نستطيع إحضار كميات أخرى في الصباح الباكر، ولكنني إن تمكنت من البيع فلن أبيع في الليل، ولكن هناك أصدقائي الذين يفعلون، وهو الأمر الذي يسمح للمواطنين بأن يقدموا ويشتروا في الليل ، ربما يحتاجون إلى بعض الأغراض ، وربما وعوض التسوق نهار يأتون ليلا،وأنا اعرف بعض الزبونات اللائي ياتين في السهرة الرمضانية، وكذلك في النهار، وذلك لأنهن يحببن التسوق، أنها هواية بالنسبة لهن، ونحن بالنسبة لنا هي تجارة".