مع انطلاق امتحانات الفصل الأوّل طوارئ عبر العائلات لتحضير التلاميذ * تكثيف الدروس الخصوصية لتحسين النتائج.. تشهد العائلات حالة طوارئ مع بداية امتحانات الفصل الأول في مختلف الأطوار وهو ما صار يطبع أغلب الأسر في السنوات الأخيرة خلال فترة الامتحانات ولم نعهده فيما سبق فيبدو أن جيل الإصلاحات التي مست القطاع التربوي أنهك كاهل العائلات بسبب كثافة البرامج وحشوها لاسيما في الطور الابتدائي إذ يُستعصى على التلميذ الفهم من دون مساعدة الأولياء أو إقحام المعلم الخصوصي في المهمة في حال تعذر الأمر على الولي. نسيمة خباجة تغلب أجواء التوتر والقلق على أولياء التلاميذ خلال فترة اجتياز الامتحانات التي دخل التلاميذ غمارها في الفصل الدراسي الأول بحيث تشهد العائلات حالة طوارئ حقيقية فلا دخول ولا خروج وعقارب الساعة مضبوطة على التحضير الجيد لاختبارات الفصل الأول في مختلف الأطوار بحيث ازداد اهتمام العائلات في السنوات الأخيرة بمتابعة الأبناء في مراحل تمدرسهم ورأوا أن المرافقة ضرورية جدا في ظل برامج مكثفة أثقلت كاهل التلاميذ وأوليائهم. أمهات برتبة معلمات! تقع الأمهات في ورطة خلال فترة الامتحانات فإضافة إلى الأعباء المنزلية يتحولن إلى معلمات في البيوت لتحضير أبنائهن تحضيرا جيدا خاصة في ظل غياب الثقة فيما بات يٌلقّن للتلميذ في القسم بعد أن ألقيت المهمة الصعبة في مرمى الأولياء وهو ما تُجمع عليه أغلب الأمهات اللواتي تقربن من بعضهن لرصد أجواء الامتحانات عبر البيوت الجزائرية. تقول السيدة كريمة: هي فعلا أجواء مشحونة نعيشها على الأعصاب من أجل تحضير الأبناء للامتحانات وأضافت أن أبناءها الثلاثة في الطور الابتدائي مما يضاعف جهدها في التحضير من حيث الشرح والحفظ بسبب كثافة البرامج والاتكالية المعلنة ضد الأولياء فحرص الأولياء على أبنائهم حوّل الأمر إلى حتمية فبعض المعلمين سامحهم الله لا يبذلون أي جهد مع التلميذ لاسيما متوسط المستوى أما ضعيف المستوى فهو في خانة النسيان تقول فالمهمة صعبة على الولي في مرافقة الأبناء. أما السيدة وردة موظفة فقالت إنها اضطرت إلى أخذ عطلة من العمل خلال فترة الامتحانات لتحضير أبناءها تحضيرا جيدا لاسيما أن هناك من بينهم من سيجتاز شهادة التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا ورأت أن المرافقة تبدأ من الفصل الأول لتحقيق نتائج مرضية وأردفت بالقول إن الدراسة في الوقت الحالي صارت مكلفة للأولياء من جميع النواحي من حيث الجهد والوقت وحتى تكاليف الدروس الخصوصية التي صارت جزءا من ميزانية الأسرة مما يؤكد أن هناك فجوة عميقة في البرامج التعليمية التي أنهكت التلميذ والولي معا وهو ما لم نسجله بالأمس فجيل الماضي كان يدرس لوحده فلا عناء للولي ولا دروس خصوصية التي أصبحت حتمية لا مفر منها وكأننا ندفع أبناءنا دفعا للدراسة وعدم المخاطرة بمشوارهم الدراسي تقول. تكثيف ساعات الدروس الخصوصية تشهد أقسام الدروس الخصوصية تزامنا وامتحانات الفصل الأول إقبالا كبيرا من طرف التلاميذ وفي مختلف الأطوار بحيث ضبطت تلك الأقسام أجندتها لاستقبال التلاميذ في مختلف الأطوار للتكثيف من برامج شرح المواد بالتفصيل وحل التمارين ووضع خطط للحفظ السريع والاستيعاب إذ تخفف الدروس الخصوصية من عبء الأولياء بعد ان اختار الكثيرون إرسال أبنائهم إلى مراكز الدعم للتحضير للامتحانات بسبب ظروف عملهم وانشغالهم وفضلوا الزيادة في الأعباء المادية لدفع مشاعر التوتر والقلق والإحباط المعنوي بالنظر إلى ما يتطلبه تحضير الأبناء للامتحانات من جهد وصبر. يقول السيد لطفي إن ساعات عمله المكثفة تجعل متابعته لأبنائه المتمدرسين من الأشياء المستحيلة كما أن الزوجة عاملة لذلك وجدوا الحل في التكثيف من ساعات الدروس الخصوصية خلال هذه الفترة للأبناء في مختلف المواد من أجل التحضير الجيد للامتحانات ففترتها صارت صعبة جدا على الأولياء لاسيما العاملين إذ لا يمكن التفرغ الكامل للتحضيرات في البيت وكانت مدارس الدعم حلاً بعد فتح دورات خاصة بامتحانات الفصل الأول لتحضير التلاميذ في مختلف الأطوار.