انطلاق حملة شاملة لغرس مليون شجرة عبر التراب الوطني الجزائر.. خضراء انطلقت يوم أمس السبت على الساعة الثامنة صباحا الحملة الوطنية للتشجير في مبادرة بيئية تحمل شعار خضراء بإذن الله حيث تهدف إلى غرس ملايين الأشجار وزيادة المساحات الخضراء في كل ربوع الجزائر بإشراف من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والمديرية العامة للغابات وبالشراكة مع جمعية الجزائر الخضراء التي يترأسها الناشط فؤاد المعلى منذ سنوات. وتعد هذه المبادرة الأكبر في تاريخ الجزائر حيث شهدت مشاركة واسعة لفئات المجتمع الجزائري عبر 58 ولاية وتحقيق الهدف بغرس مليون شجرة في يوم واحد خلال 24 ساعة. وهذا ما أكده فؤاد معلى صاحب المشروع في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام المحلية قال فيها : المبادرة تعد الأولى من نوعها في الجزائر . موضحا أن العملية تشمل غرس الأشجار في أكثر من 1500 بلدية وبمعدل 600 شجرة في كل بلدية لتحقيق الهدف الوطني . وفي السياق ذاته بيّن أن هذه العملية تتم وفق خطة مدروسة تشمل: مراعاة العمق والمسافة والتباعد تأمين شروط البقاء والنمو السقي النظم... لا سيما في المراحل الأولى من الغرس وهذا لضمان نجاحه وحمايته من الجفاف ومن ثَم ضمان استدامته لوقت أطول. يضاف لذلك اختيار النوع النباتي للمناخ والتربة بعناية وفق بيئة تتلاءم مع الخصائص الجغرافية لكل منطقة وتنسجم مع طبيعة كل شجرة. ويأتي هذا كله في خطوة تعكس مدى التزام الجزائر بحماية البيئة وإسهامها الدائم في تعزيز مساحة الغطاء النباتي في البلاد ضمن إطار استراتيجي شامل يعمل على مكافحة التغيرات المناخية مثل التصحر وحماية الموارد الطبيعية وفي مقدمتها الغابات وبالتالي تعويض الخسائر التي قد تسببها حرائق الغابات مثل ما حدث في الأعوام الماضية حيث أدت الحرائق إلى إتلاف الآلاف من الهكتارات خاصة في ولايات شرق وشمال الجزائر. الأمر الذي يجعل من استعادة المساحات الخضراء أمرا ضروريا باعتبارها جزءا من برنامج التنمية المستدامة. وبهذا الصدد دعا فؤاد معلى إلى الانخراط الفعلي في هذه الحملة والمشاركة فيها سواء عن طريق تقديم العتاد والدعم اللوجيستي أو من خلال المشاركة الميدانية داخل المناطق الصناعية أو عبر محيط الفضاءات الاستثمارية مشيرا إلى أن هذه المبادرة لا تقتصر على الجهات الرسمية فحسب بل هي دعوة مفتوحة لكل أصناف المجتمع الجزائري بما في ذلك المواطنين الجمعيات المؤسسات مع إشراك المدارس والهيئات المدنية المحلية وهذا لضمان استمرارية الحملة. وفي مقابل ذلك نبّه فؤاد إلى أنّ هذه الحملة لا تهدف إلى غرس مليون شجرة فحسب بل هي تشجيع لإحداث تغيير إيجابي في الوطن من خلال غرس ثقافة الوعي في عقول أبنائه وتوعيته للحفاظ على المحيط البيئي بالأخص الغابات وهي مسؤولية جماعية لا تقتصر على الفردية. وفي هذا الصدد قال فؤاد بأن الجهود المبذولة تسعى إلى : استعادة اخضرار الجزائر وتشجيع المواطنين على الانخراط في العمل البيئي التطوعية . ولعلّ ما ميز هذه المبادرة هو تسطير آليات متابعة لما بعد الغرس تحتوي على: الرعاية والمراقبة المستمرة فضلا عن سقي الأشجار خاصة في المراحل الأولى من العملية كما جرى أيضا اعتماد نظام رقمي متطور يتيح استخدام البيانات وقياس الأثر في أي موضع غرس بدلا من الاكتفاء بالإعلانات... وقبيل انطلاق الحملة بساعات نشرت جمعية الجزائر الخضراء عبر منصتها في موقع فيس بوك قائمة بأسماء الأماكن المخصصة بعمليات الغرس موزعة عبر جميع مناطق الوطن وسط تحضيرات مكثفة لضمان نجاح العملية في انتظار أن ينضم باقي المتطوعين لها خصوصا وأن مواقع التواصل الاجتماعي قد ساعدت كثيرا في الترويج لهذا الحدث الوطني التاريخي ما جعلها تحظى بدعم كبير من طرف الجزائريين. ليتحول بعد ذلك إلى مشروع مهيكل دمج الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني مع بعض في مسعى واحد على أمل أن تشكل هذه الخطوة انطلاقة جديدة لموسم بيئي سنوي دائم. ويبددو واضحاً أن التحدي الأكبر في ضمان هذه الديمومة ونجاح استمراريتها يتوقف بالدرجة الأولى على بناء خطة استراتيجية موحدة تضمن دوام التواصل بين الأفراد والهيئات إلى جانب انخراط الوجوه المؤثرة من صانعي المحتويات الهادفة في التحفيز المجتمعي مع مواكبة الأسرة الإعلامية ببثها عبر القنوات العمومية والخاصة ثم جعل هذه المتابعة جزءًا من الدينامية اليومية التي قد تضمن مع الوقت ديمومة المشروع مع تعزيز ثقافة الوعي بين الأجيال في ظل جزائر خضراء جديدة.