تتوالى الزيارات العائلية بعد عيد الفطر المبارك، خاصة التي تمت برمجتها خلال عطلة نهاية الأسبوع، على اعتبار أن عيد الفطر كان يومي الأحد والإثنين، وكثيرون لم يتسن لهم القيام بالزيارات العائلية خلال يومي العيد، فيما عاد الكثيرون إلى مقرات عملهم بعد العيد مباشرة، وهو ما يجعل أيام الخميس والجمعة والسبت أياما مناسبة جدا للزيارات العائلية وتبادل التهاني بعيد الفطر المبارك. ولأن الوجبات الدسمة، والحلويات الشهية بأنواعها المختلفة، هي السمة الغالبة على موائد عيد الفطر المبارك، فإن البعض قد لا ينتبه لخطورة الإفراط في تناول الأطباق التقليدية المتنوعة، والحلويات بأشكالها الكثيرة، بالإضافة إلى الوجبات الخفيفة، ووجبات الشواء، وغيرها، سواء داخل المنازل أو خارجها، هذا دون الحديث عن الولائم العائلية المقامة على شرف الأقارب والأهل والأحباب، و التي تتضمن في مجملها، وجبات ثقيلة ومشبعة، ناهيك عن موائد القهوة والشاي المرفقة بالحلويات الكثيرة. في هذا الإطار، تقول السيدة سامية من القبة، إنها عانت الأمرين خلال الأيام الثلاثة الأولى من عيد الفطر المبارك، بسبب تنويعها في المأكولات والحلويات، سواء في منزلها، أو في منزل عائلتها، أو في منزل عائلة زوجها، وهو ما اضطرها إلى الاستنجاد ببعض أدوية مكافحة حموضة المعدة، التي تسببت لها في معاناة شديدة وإسهال قوي للغاية، مؤكدة أنها قررت الابتعاد كلية عن تناول أي شيء آخر طيلة الأسبوع الأول من عيد الفطر المبارك. وحسب الكثير من مختصي التغذية، فإن وجبات عيد الفطر المبارك، غالبا ما تكون عالية في محتواها من الدهون والسكريات، ما يجعلها ذات سعرات حرارية مرتفعة للغاية، وتزداد الخطورة بالنسبة لبعض المصابين بالأمراض المزمنة، التي يعتبر النظام الغذائي غير المتوازن، أكبر تهديد لها، فيما ترتفع درجة الخطورة أكثر، خلال أيام عيد الفطر المبارك، ومن هؤلاء، مرضى السكري، الذين ينصحون بعدم الإفراط في تناول السكريات والنشويات؛ حتى لا تؤدي إلى ارتفاع في مستوى سكر الدم، ومرضى القلب الذين عليهم تجنُّب تناول وجبات كبيرة يمكن أن ترهق القلب، مع ضرورة تقسيم الوجبات اليومية إلى ست وجبات صغيرة، والإقلال من الملح والدهون، وكذلك المشروبات المحتوية على الكافيين مثل الشاي، القهوة، والشوكولاتة، دون إهمال مرضى ارتفاع ضغط الدم والكلى، الذين يتوجب عليهم تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على الملح والدهون مع الإكثار من شرب الماء، حيث إنه يخفف من ضغط الدم المرتفع، ويحمي نسيج الكلى من الأثر السلبي لضغط الدم المرتفع، وهنالك أيضا مرضى قرحة المعدة، الذين عليهم بدورهم تجنب تناول وجبات كبيرة، وتقسيم الوجبات إلى عدة وجبات صغيرة، والتقليل من تناول الأطعمة الدسمة والمقليات، والأطعمة كثيرة البهارات والصلصات، والمشروبات المحتوية على الكافيين، ويبقى مرضى السمنة من الفئات التي عليها أن تنتبه بشدة إلى صحتها خلال أيام العيد، وعليها تجنب الإفراط في تناول الحلويات والأطعمة الدسمة أيام العيد، وتخصيص جزء من إجازة العيد لممارسة أي نشاط رياضي مناسب، وعدم الخمول الذي يؤدي إلى البدانة والسمنة.