ب(تسويقت) الذي يعد حدثا هاما يخص به حصريا الأطفال الذكور. وتتمثل أهمية هذا الحدث الذي يعود إلى سنوات خلت في أنه يسمح للطفل بأن يرتقى في أسرته إلى مرتبة (رجل). ولذلك فإن الحدث يستدعي بعض التحضيرات اللازمة على غرار حلق شعر الطفل الذي سيذهب يوم الغد إلى السوق لاقتناء رأس عجل يرمز ل (القوة)، وهي الصفة التي تميز الرجل وتعرفه بدوره كرب عائلة. ويكون الصبي خلال يوم أدائه للتسوق (تسويقت) مرفوقا برب العائلة والذي غالبا ما يكون والده أو جده من أبيه وذلك لاقتناء رأس عجل. ولم تعد ترادف كلمة (تسويقت) اليوم سوى كلمة (السوق) وذلك لافتقادها معناها ومغزاها الحقيقي يقول عمي السعيد الذي يبلغ من العمر سبعين سنة والذي لا يزال يتذكر بكل حنين سنوات الصغر، حيث كان في عمره أربع سنوات عندما رافق جده من أبيه نحو سوق عين الحمام لشراء رأس عجل. (لقد كان حدثا هاما لا أزال أتذكره) يضيف عمي السعيد. ولا تزال العديد من العائلات تحتفل بيوم (تسويقت) ولكن بطريقة عصرية، بحيث لا يذهب الصبي إلى السوق لشراء رأس عجل بل ينزل إلى مدينة تيزي وزو لاقتناء ملابس العيد وكذا الألعاب. ولم يعد الطابع الحصري الذكوري يمثل هذا الحدث، وذلك باعتبار أن البنات هن كذلك أصبحن يذهبن إلى السوق لاقتناء ملابس ولعب العيد. غير أنه يبقى القول في الأخير أن العديد من العائلات الغيورات على تراثهن والقاطنة بقرى جرجرة على غرار أث أوعبان واث القايد حيث تعرفان بنشاط جمعوي ثقافي مكثف لا زالت تحيي (تسويقت) بطقوسها الحقيقية وذلك للحفاظ على ممارسات الأجداد ونقلها للأجيال الصاعدة.