قال إن المركزية النقابية ستراجع منهجية عملها مستقبلا: تاقجوت يثمّن إجراءات الرئيس تبون لصالح العمال    لرفع العراقيل عن شركات النقل واللوجيستيك: إطلاق منصة رقمية لصندوق ترقية الصادرات اليوم    سوناطراك: توقيع بروتوكول تفاهم مع الشركة الأمريكية "إتش جي آر إنيرجي"    حملوه نقل تحياتهم إلى رئيس الجمهورية: العرباوي يلتقي الرئيسين الكيني والموريتاني ورئيس الوزراء الإثيوبي    عطاف في مكالمة هاتفية مع نظيرته السنغالية: الجزائر تريد مرحلة جديدة في علاقتها مع السنغال    عرقاب يؤكد من إيطاليا: الجزائر ملتزمة بتعزيز دورها كمزود موثوق به للطاقة    بتهم ارتكاب جرائم إبادة جماعية    في انتظار ضبط تاريخ نهائي الكأس: تأخير موعد الجولة 25 لبرمجة مواجهتين مؤجلتين    بعد سقوط الكاف في مستنقع الأخطاء    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي    رابح بيطاط.. مسار مجاهد من التحرير إلى البناء    الاحتلال يفشل في تشويه "الأونروا"    سياسة الاحتلال الصهيوني الأخطر في تاريخ الحركة الأسيرة    هكذا يُمهّد الصهاينة لاجتياح رفح..    مجلس الأمة يشارك في منتدى حوار الثقافات بأذربيجان    نظام جديد لتشفير بيانات متابعة طلبات الاستيراد    الشروع في تنفيذ غراسة نموذجية لإنتاج شتلات الأرقان    ترقية التعاون بين "كوصوب" وهيئة قطر لأسواق المال    بهدف القيام بحفريات معمقة لاستكشاف التراث الثقافي للجزائر: مولوجي:منحنا 152 رخصة بحث أثري على المستوى الوطني    تظاهرات مُكثّفة.. وإبراز المكاسب العريقة    هذه الأمور تصيب القلب بالقسوة    محرز يقود ثورة للإطاحة بمدربه في الأهلي السعودي    بلومي يُشعل الصراع بين أندية الدوري البرتغالي    شباب بلوزداد يستنكر أحداث مباراة مولودية وهران    أنديتنا أظهرت مستوى رفيعا بالموعد القاري في وهران    بن شيخة يغادر العارضة الفنية    مفتشتان من وزارة الريّ بعنابة    عرض محاور إستراتيجية الجزائر لتعزيز الأمن الغذائي    "حماس" ترد على مقترح إسرائيل بوقف إطلاق النار 40 يوما    الأربعاء 1 ماي عطلة مدفوعة الأجر    اتفاق على ضرورة تغيير طريقة سرد المقاومة    إبراز أهمية إعادة تنظيم المخازن بالمتاحف الوطنية    منتخبو بلدية المحمدية ينهون حالة الانسداد    لا بديل عن تعزيز الجهود لدعم ومرافقة مشاريع تربية المائيات    بن رحمة يُهدي البياسجي اللقب!    الأمن السيبراني : ورشة حول الاستراتيجية الوطنية لأمن الأنظمة المعلوماتية    الشرطة تواصل مكافحة الإجرام    مصادرة 100 قنطار من أغذية تسمين الدجاج    لا أملك سرا للإبداع    إخماد حريق شب في منزل    الجزائر تتحول إلى مصدّر للأنسولين    استئناف حجز التذاكر للحجاج عبر مطار بأدرار    عنابة: حجز قرابة 30 ألف قرص مهلوس    مهرجان عنابة.. فرصة مثالية لاسترجاع جمهور السينما    الكيان المجرم فشل في تشويه "الأونروا"    الوريدة".. تاريخ عريق يفوح بعبق الأصالة "    موعد عائلي وشباني بألوان الربيع    سنتصدّى لكلّ من يسيء للمرجعية الدينية    هنية يُعبّر عن إكباره للجزائر حكومةً وشعباً    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    الجزائر وفرت الآليات الكفيلة بحماية المسنّين    العالم بعد 200 يوم من العدوان على غزة    دورة تدريبية خاصة بالحج في العاصمة    عون أشرف على العملية من مصنع "نوفونورديسك" ببوفاريك: الجزائر تشرع في تصدير الأنسولين إلى السعودية    تعزيز القدرات والمهارات لفائدة منظومة الحج والعمرة    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عزام الأحمد: حضور مؤتمر "الأفلان" مناسبة لتجديد الإرادة على تعميق العلاقات النضالية
نشر في صوت الأحرار يوم 03 - 06 - 2015

كشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس كتلتها البرلمانية ومسؤول ملف المصالحة عزام الأحمد في حوار خص به"صوت الأحرار" على هامش مشاركته في المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني عن تشكيل لجنة جزائرية فلسطينية تعنى بالتشاور السياسي، ورحب بدعوة الأفلان إلى توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الصهيوني، معتبرا مشاركته في مؤتمر الحزب مناسبة لتجديد الإرادة المشتركة والتصميم على تطوير العلاقات النضالية وتعميقها، ودعا حماس إلى تمكين حكومة التوافق الوطني من تأدية مهامها قائلا »ليس من حق حماس ولا فتح ولا الشعبية ولا من حق كل الفصائل الأخرى أن تتدخل بعمل الحكومة«، مشيرا إلى أن الانقسام الذي كان موجودا داخل الساحة السياسية عطل إحراز مكاسب للقضية الفلسطينية.
حضرتم المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني، ضيفا عزيزا، ماذا تمثل لكم هذه الدعوة؟
ما يربط حركة »فتح« ومنظمة التحرير الفلسطينية بحزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية علاقات تاريخية نضالية أخوية قديمة فهي ليست حديثة، فالأفلان احتضن حركة فتح منذ بداية تأسيسها قبل انطلاق الكفاح المسلح وكان أول مكتب لفلسطين فتح دوليا في الجزائر عام 1963 ، بعد استقلالها بسنة في شارع 15 فيكتور هيغو برئاسة الشهيد الخالد أبو جهاد الذي اغتالته إسرائيل في تونس في التسعينات، فمنذ بدء التحضير لتأسيس حركة فتح وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية والعلاقات مع حزب جبهة التحرير الجزائرية والشعب الجزائري وطيدة أخوية، لقد تأثرنا بتجربة الجزائر ونحن نؤسس للثورة الفلسطينية وارتبطنا بعلاقات أخوية تنسيقية مع حزب الأفلان، للجزائر بصمات كبيرة في تاريخ فلسطين الحديث ، وعندما نأتي اليوم لنشارك في المؤتمر العاشر للأفلان نشعر أنها فرصة ومناسبة نجدد فيها الإرادة المشتركة والتصميم على تطوير هذه العلاقات النضالية وتعميقها والمضي بها قدما، حتى نصل إلى الأهداف المشتركة المتمثلة في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتجسيد ما قاله الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في اجتماع عربي في القدس عام 1964 »لن يكتمل استقلال الجزائر إلا باستقلال فلسطين«، في ظل المسيرة المشتركة لن ننسى مواقف الجزائر التي شكلت لنا غطاء في التحرك العربي والإقليمي والدولي وكانت شريكا لنا في التصدي للمخاطر التي تعرضت لها الثورة الفلسطينية، وعندما قال الرئيس الراحل هواري بومدين »الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة«، طبعا فلسطين لا يمكن أن تكون ظالمة، لكن هذا تأكيد على موقف الشعب الجزائري وموقف حزب جبهة التحرير الوطني على ضرورة حماية المسيرة الفلسطينية ودعمها.
جدد حزب جبهة التحرير الوطني دعوته إلى توحيد الصفوف الفلسطينية لمواجهة الاحتلال، ما رأيكم؟
تكاد تكون تركيبة »فتح« مشابهة لتركيبة جبهة التحرير الوطني، فهي تضم مختلف التيارات منذ بداية تأسيسها وجاء تأسيس منظمة التحرير واحتضان الجزائر لدورات المجلس الوطني الفلسطيني، وهو أعلى سلطة فلسطينية ويعتبر البرلمان للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، تأكيد على ضرورة توحيد كل القوى والفعاليات والطاقات الفلسطينية، من مختلف الاتجاهات والأعراق والتيارات من أجل مجابهة الاحتلال، كنا جبهة وطنية فضفاضة لكن بعد25 سنة من تأسيسنا واعتراف العالم بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني، تأسست حركة »حماس« من قبل حركة الإخوان المسلمين الدولية، خارج إطار منظمة التحرير ورغم ذلك، ومن منطلق ايماننا بالوحدة، استمر الرئيس عرفات رحمه الله بالحوار مع حركة »حماس« وحركة الإخوان المسلمين الدولية، لممارسة نفوذها على حركة حماس لتنضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، لكن للأسف بقيت حركة حماس خارج إطار المنظمة، وعندما قامت السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة والقطاع، عارضت حماس أيضا هذه السلطة، نحن لا نؤمن بالاقتتال الفلسطيني وعلّمنا الرئيس أبو عمار أنه لا يجوز رفع السلاح الفلسطيني في وجه الفلسطيني، لكن للأسف حماس ارتكبت أخطاء في هذا المجال ورغم ذلك فتحنا حوارا وتم التوقيع على اتفاقات لا أريد أن أذكر مسلسلها، »فتح« كانت أول من وقع ولكن رغم الاتفاق لم توقع »حماس« إلا بعد سنتين، وحتى بعد ما وقعت لم ينفذ الاتفاق إلا بعد سنتين أخريين،وشكلنا حكومة التوافق الوطني بعد الحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة لكن حماس حتى الآن لم تلتزم بفتح المجال أمام حكومة التوافق الوطني للقيام بأعمالها وفق الاتفاق الموقع من كل الفصائل الفلسطينية ووفق القوانين ومازالت المشكلة قائمة حتى الآن.
رغم ذلك نحن نحاول وسنبقى كذلك مع حركة حماس لتترك الحكومة تقوم بأعمالها وفق الاتفاق والقانون، إن من يريد محاربة إسرائيل وإنهاء الاحتلال، عليه أن يلتزم بالبرنامج الوطني الفلسطيني المتفق عليه، الذي أقر في الجزائر بإعلان الاستقلال، وتم التأكيد على روح البرنامج في وثيقة الوفاق الوطني وأعيد التوقيع على هذه الوثيقة من طرف كل الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس والجهاد الإسلامي.
نحن نرحب بدعوة حزب جبهة التحرير الوطني إلى توحيد الصفوف الفلسطينية لإنهاء الاحتلال، وهذ الدعوة مرحب بها سواء من الأفلان أو الأشقاء العرب، سواء كانوا حركات سياسية أو أحزابا أو حكومات، أدعو الجميع لمراقبة ما يدور في فلسطين وفضح وتعرية أي طرف فلسطيني يضع عراقيل أمام هذه الوحدة التي بدونها لن ينتهي الاحتلال ، من يريد إنهاء الاحتلال عليه أن يدعم توحيد الصفوف ويلتزم بها.
كيف تقيمون علاقة فتح مع حزب جبهة التحرير الوطني حاليا؟
هذه العلاقة ليست جديدة، إنها علاقات تاريخية، لكن أن تكون تاريخية ليس كافيا، تعلمون أن الجزائر مرّت بظروف صعبة خلال فترة الإرهاب الذي تعرضت له و رغم هذا لم تترك فلسطين وكانت توّفي بالتزاماتها تجاه فلسطين ودعمها.
عند عودة الرئيس أبو مازن من الزيارة الأخيرة للجزائر، اجتمع مع كل القيادات الفلسطينية والفصائل واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وقيادة »فتح«، وقال لنجدد هذه العلاقات ولنعمقها ونوطد التنسيق وتبادل الخبرات والاستماع إلى النصائح، ليس سرا أن الجزائر وحزب جبهة التحرير لعبا دورا أساسيا في كثير من المحطات في مواجهة أي خطر يهدد الساحة الفلسطينية، وأبرز ذلك كان عام 1987 أين ساعد آنذاك قادة الأفلان في حل الخلافات بين قيادات حركة فتح ، نحن بحاجة إلى هذا الدور لأنه نزيه بدون مقاصد وليس تدخلا في الشأن الداخلي الفلسطيني، نأمل أيضا أن نجدد وسائل التنسيق وتبادل الخبرات وتوسيع الاتصالات في كافة المجالات السياسية والشعبية والنقابية ومختلف الأطر الأخرى، حتى نستمر في المسيرة المشتركة التي بدأناها معا.
التقيتم بمسؤولين جزائريين هذه الأيام، ما هي فحوى المحادثات التي دارت بينكم؟
كانت هناك لقاءات رسمية، كلفني الرئيس أبو مازن بها، التقيت رئيس مجلس الأمة ورئيس المجلس الدستوري، والتقيت في اجتماع مطول مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أطلعناهم على الأوضاع الفلسطينية بأدق تفاصيلها والمخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية، ويندرج ذلك في إطار التنسيق المتفق عليه لمتابعة هذه المخاطر بشكل مشترك سواء كان ثنائيا أو على الصعيد العربي أو الإقليمي أو الدولي، سواء في المؤسسات الدولية أو البرلمانية الإقليمية والدولية،خاصة في ظل التحرك السياسي الراهن الذي تقوم به القيادة الفلسطينية بالتنسيق مع لجنة المتابعة العربية مع الاتحاد الأوربي، مع برلمانات العالم للحصول على مزيد من الاعتراف بالدولة الفلسطينية وكذلك تنسيق الجهود للحصول على قرار أممي جديد من مجلس الأمن من أجل تحديد تاريخ لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وفق الشرعية الدولية والقدس الشرقية عاصمتها ، طبعا لا نقول القدس الشريف لأنه جزء صغير من القدس الشرقية، وحارة المغاربة جزء من القدس الشريف، سيدي بومدين هو الذي بنى هذا الحي من خلال وقف أين جاء المناضلون الجزائريون إلى فلسطين مع صلاح الدين الأيوبي لتحريرها . إسرائيل لم تتحمل رؤيته، بعد 5 حزيران، كنت أنا داخل فلسطين، قامت الجرافات والدبابات الإسرائيلية بإزالته من الوجود وترحيل سكانه خارج القدس وإقامة مستوطنة لليهود المتعصبين قرب المسجد الأقصى. القرار الذي نسعى الحصول عليه يتمثل في ضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم وتعويضهم وفق القرار الأممي رقم 194، كذلك التقيت وفق الوقت المتاح بالعديد من الأحزاب والتجمعات السياسية، منها جبهة القوى الاشتراكية، حمس، تاج، التقينا بقادة جبهة التحرير على هامش المؤتمر العاشر في جلسة خاصة وناقشنا كل المواضيع التي أشرت إليها، وسنواصل إن شاء الله لقاءاتنا مع كل الأحزاب الجزائرية التي تلتزم وتتفق أولا من أجل استقرار الجزائر وتطورها والحفاظ على أمنها ومكافحة الإرهاب، وخارج هذا الإطار لن نلتقي.

ما مدى تجسيد نتائج الزيارة الأخيرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الجزائر؟

أعتقد أن التنسيق جاري الآن بشكل منتظم وفعال، تجسيدا لهذه الزيارة ونتائجها، وأذكر أن وفدا من المجلس الوطني الفلسطيني جاء قبل فترة للجزائر والتقى مع رؤساء كل من المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة والمجلس الدستوري ومع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و الحكومة، وأشير أيضا إلى الأسبوع السينمائي الذي سيفتتح في وهران في إطار مهرجان الفيلم العربي، الزيارات تتواصل وتتكرر من قبل المؤسسات والقوى والمنظمات الفلسطينية لمثيلاتها في الجزائر والتنسيق السياسي يوجد على أعلى مستوى، على مستوى الرئاسة و الخارجية، وهناك لجنة مشتركة سيتم تشكيلها ، حيث تم الاتفاق مع السيد وزير الشؤون الخارجية على التشاور على موعد عقد اللجنة، أنا واثق أن العلاقات الثنائية ستكون على أوسع نطاق.

توصلتم مؤخرا إلى مصالحة وطنية مع حركة حماس، ما هي العراقيل التي تعترض عمل حكومة التوافق الوطني؟

للأسف، حتى الآن الإخوة في »حماس« من خلال سيطرتهم على غزة ، وهناك فاصل جغرافي بينها وبين الضفة، الكيان الصهيوني يحول دون التزام حماس حتى هذه اللحظة بما وقعت عليه وخاصة عمل الحكومة، هذه بالنسبة لنا هي العقبة الأساسية الموجودة، أعتبر أنه من السهل حل كل القضايا الأخرى ، حماس تتذرع بسبب يتعلق برواتب الموظفين الذين قامت هي بتعيينهم خارج القانون أثناء فترة الانقسام، بالنسبة لهم هذه هي المشكلة الرئيسية، نحن قلنا لهم، لن نقبل أن يجوع فلسطيني واحد وأي مشكلة ستحل والاتفاق نص على أن تشكل الحكومة لجنة قانونية إدارية من المؤسسات المعنية، ديوان الموظفين، وزارة العدل ، وزارة التخطيط، هيئة التقاعد، حيث تدرس أوضاع كل الموظفين في قطاع غزة حتى تحدد من يستمر في ضوء القانون والمؤهلات ومن يخرج إلى التقاعد، من يأخذ مكافأة ومن لا تستطيع دوائر الحكومة استيعابه سنجد له الحلول، أما أن توضع قضية الموظفين عقبة، هذه جريمة في حق الوطن الفلسطيني، نأمل أن نتمكن من حلها ونسمح للحكومة أن تقوم بمسؤولياتها لاستكمال إعمار غزة والإسراع بوتيرة الإعمار، لأن كل المانحين لن ينفذوا ما التزموا به في قمة القاهرة الخاصة ، فإسرائيل لن تلتزم بفتح المعابر وحتى مصر بسبب الخلاف مع حركة حماس لن تفتح معبر رفح إلا بوجود حكومة شرعية معترف بها من قبل جامعة الدول العربية ومن العالم، هذه الحكومة هي حكومة السلطة الفلسطينية التي يختارها الرئيس أبو مازن، لذلك نريد عملا شرعيا قانونيا وطنيا وليس حزبيا، في تقديري ليس من حق حماس ولا فتح ولا الشعبية ولا من حق كل الفصائل الأخرى أن تتدخل بعمل الحكومة، الأحزاب شيء والحكومة شيء آخر، وبالتالي علينا أن نلتزم بوحدة الوطن، إذا كنا صادقين بإنهاء الاحتلال يجب أن يكون الولاء للوطن الفلسطيني وليس للحزب، فلسطين أكبر من فتح وحماس و كل الأحزاب الفلسطينية.

تخوض السلطة الفلسطينية معركة لحمل المجتمع الدولي على الاعتراف بالدولة الفلسطينية بالانضمام إلى الهيئات الدولية، على غرار محكمة الجنايات الدولية، كيف وجدتم الطريق في هذه المعركة؟

حققنا في هذه المعركة نتائج أكبر من الواقع الفلسطيني والعربي، لما قبلت فلسطين بعد إقرار البرنامج المرحلي، سنة1974، قٌبلنا كفلسطين وليس كدولة فلسطين، رغم أن قوتنا العسكرية كانت كبيرة، كنا موجودين في لبنان ، جنوب لبنان وفي كثير من الأقطار العربية التي تحيط بإسرائيل، الوضع العربي كان جيدا تحصلنا على 70 صوت وفي 2012 حصلنا على قبول دولة فلسطين عضوا مراقبا في الأمم المتحدة مثلها مثل الفاتيكان، سويسرا بأغلبية 138 دولة و هذا يدل على المكانة التي تحتلها فلسطين في العالم وعلى اقتناع المجتمع الدولي بالنضال وبحق الشعب الفلسطيني، رغم أن قوتنا العسكرية محدودة لا تقارن بقوتنا العسكرية عام 1974 ورغم أن الوضع العربي في تقديري منذ قرون لم يشهد سوءا أكثر مما هو عليه الآن، فاليوم الأمة العربية مجزأة، حروب أهلية وطائفية منتشرة في أكثر من قطر عربي، لقد أصبحت الأمة العربية مقسمة ومدمرة ورغم ذلك حصلنا على هذه الأغلبية.
عند انضمامنا لهيئات الأمم المتحدة، حصلنا على أصوات أكثر بكثير من دول مستقلة وأضعاف ما حصلت عليه إسرائيل، الآن دول أمريكا اللاتينية بدون استثناء، لم تكن معنا قبل 5 سنوات ، الدول الإفريقية و ومعظم الأسيوية في صفنا، أوروبا وحتى فرنسا صوتت لصالحنا والبرلمانات الأوربية بدأت تعترف وتضغط على حكوماتها ، هذا يدل على نجاح البرنامج الوطني الفلسطيني ونجاح القيادة الفلسطينية في الانتماء للمؤسسات الدولية، وفي تقديري لو كان الانقسام غير موجود لكانت النجاحات أكبر من ذلك.
ألا ترون أن ما يسمى ب»ثورات الربيع العربي« التي شملت عديد الدول العربية قد كان لها اثر سلبي على القضية الفلسطينية؟
نضع تونس جانبا ، كل ما جرى في الأقطار العربية الأخرى لم يكن ربيعا وإنما كان محركا من أصابع أجنبية، خاصة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا لأغراض خبيثة لا تريد الخير للأمة العربية، صحيح أن هناك قوى صادقة تحركت في كثير من الدول، كان هدفها نزيها ، من حقها أن تناضل من أجل الديمقراطية، التعددية، التنمية، القضاء على الفقر، الحرية و التداول على السلطة ، هذا حق مشروع، لكن بعد أقل من بروز هذه الظاهرة بشهرين انكشفت على حقيقتها، حروب أهلية ودمار في سوريا، العراق، ليبيا، اليمن ، السودان قسمت، هنا أذكر أمتنا العربية والقوى السياسية أن تعود لكتيب كتبه الصحفي الهندي الشهير صديق نهرو صديق حركات التحرر العربي »خنجر اسرائيل« نشر في بداية الستينات يكشف المخطط الصهيوني الاستعماري لتقسيم الأقطار العربية، ما يدور اليوم ترجمة لما جاء في هذا الكتيب، وأقول ليت كل وسائل الإعلام بما فيها "صوت الأحرار" تعيد نشره.
ما هي الأساليب التي تعتمدون عليها لمواجهة سياسة تهويد القدس الشريف ووقف عملية الاستيطان الصهيوني؟
لا بأس أن أوضح بأن السلطة الفلسطينية هي سلطة حكم ذاتي شكلتها منظمة التحرير لإدارة الشؤون الحياتية اليومية في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، لا شأن لها بالمفاوضات والعمل السياسي وهي تتبع منظمة التحرير، لذلك الآن أنتم تلاحظون منذ قيام السلطة لليوم كم انتفاضة حصلت، انتفاضة الأسرى، انتفاضة النفق الذي حفرته اسرائيل تحت المسجد الأقصى، وهدده بالانهيار فثار أهل القدس و فلسطين دفاعا عنه وسقط آلاف الشهداء في التسعينات، بعد فشل كامب ديفيد الثانية والتعنت الإسرائيلي وبسبب رفض أبو عمار الضغوط الأمريكية والإسرائيلية وبسبب الخلاف حول القدس وحول اللاجئين، وقد تناول كلينتون ذلك في مذكراته، حيث قال له ياسر عرفات لن نتنازل على حق العودة ولن نتنازل على حارة الأرمن، بالمناسبة توجد حارة في القدس تدعى حارة الأرمن لأن معظم سكانها أرمن، فلسطينيين ، ممن هاجروا قبل مئات السنين من أرمينيا وتركيا، هم جزء نفتخر به في فلسطين، في يوم قال باراك لياسر عرفات ما علاقتك بالأرمن، أجابه بالقول إن اسمي عرفاتيان أعطاه اسما أرمينيا يعني هذا شعبي، وقال لكلينتون قبل أن أتنازل إلحق لحضور جنازتي في فلسطين، لن نتنازل عن القدس، فحدثت انتفاضة الأقصى التي استمرت خمس سنوات وسقط الشهيد ياسر عرفات شهيدا بالسم على أيدي الاحتلال وحوصر مقره على مدار ثلاث سنوات في بقايا مقره، المقاطعة لم يبق من 100 غرفة إلا 3 غرف فيها ياسر وعرفات و300 شخص محاصرين بالدبابات الإسرائيلية على بعد مترين من غرفته، أعطوه إنذارا لعشر دقائق إما تخلي المكان أو ننسف وندمر المبنى، فكان رده يومها عبر إحدى الفضائيات يريدونني أسيرا أو قتيلا أو طريدا قال لن أكون إلا شهيدا شهيدا شهيدا.
رغم منع التجول في رام الله آنذاك خرجت النساء والأطفال أولا بالطناجر يطبلون فأصبح الجنود الإسرائيليون يفرون من الشوارع وفك الحصار عن يسار عرفات ، لذلك منذ قيام السلطة والتوقيع على اتفاق أوسلو لم تكن حالة مفاوضات واستقرار كما يدعي البعض كانت مجابهة، وأكثر من ذلك منذ قيام السلطة لليوم سقط أكثر من 5 آلاف شهيد في الضفة وفي غزة سقط حوالي 30 40 آلاف شهيد ، خلال اجتياح الضفة الشهير الذي سمته اسرائيل السور الواقي سقط آلاف الشهداء والجرحى، وأكثر من ألف من رجال الأمن الفلسطينية أسرى في سجون اسرائيل إلى اليوم، لذلك نحن في مجابهة وفق الظروف المتاحة، هناك المقاومة الشعبية السلمية التي يتصدى بها الفلسطينيون بصدورهم العارية يشاركونهم أصدقاء أجانب أوربيين أمريكان ومن أمريكا اللاتينية وبعض الدول الأسيوية، هناك كل يوم جمعة تحرك ضد الجدار دفاعا عن القدس و الاستيطان، من أبرز الشهداء الوزير زياد أبو عين، القائد يتقدم مثل الجندي عندنا.
هذه هي الظروف المتاحة لذلك سنستمر من اجل حماية القدس المسجد الأقصى، الأماكن المسيحية، ومواجهة سياسة الاستيطان والجدار حتى ينتهي الاحتلال، هذه معركة متواصلة وفق إمكانياتنا ووفق الظروف المتاحة، لن يتوقف النضال الفلسطيني إلا كما قال عرفات حتى يرفع شبل فلسطيني وزهرة فلسطينية العلم الفلسطيني فوق مآذن القدس وكنائس القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.