شرع في تجسيد برنامج لترميم وتثمين عدد من المواقع التاريخية بولاية تلمسان، حسبما استفيد أول أمس من محافظ التراث الأثري والتاريخي والمتحفي. وتهدف هذه العمليات، التي يقدر عددها الإجمالي ب127 عملية، إلى تثمين المواقع التي تتميز بقيمة تاريخية وأثرية كبيرة شيدت عبر مختلف الحقب الإسلامية ”المرابطين والموحدين والزيانيين والمرينيين والعثمانيين”، وذلك تحسبا للتظاهرة الثقافية الدولية ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية” التي ستنظم سنة 2011، حسبما أشار إليه شنوفي إبراهيم. ومن بين المواقع المدرجة في هذا السياق، والتي هي في طور الترميم، تم إحصاء 31 مسجدا من بينها خمسة مساجد ”تسجل تقدما لا يستهان به في الأشغال” على غرار ”لالة مرفودة” و”سيدي ابراهيم الغريب” و”سيدي بلحسن” إلى جانب ”سيدي منديل” و”الجامع الكبير”. وتشكل أعمال الحد من تسربات المياه داخل أركان هذه البنايات العتيقة الإنشغال الأكبر في إطار هذه العمليات، حيث تمثل خطرا حقيقيا يحدق بالمباني القديمة، كما أوضحه نفس المصدر. ويشتمل هذا البرنامج أيضا على ترميم الدروب والأضرحة والأسوار والأبراج والمدارس - يضيف ذات المصدر- الذي ذكر أن الأشغال تعتمد على تشخيص مسبق لتحديد درجة تدهور كل موقع. ويعكف على تجسيد البرنامج 12 مؤسسة و26 مكتب للدراسات تحت إشراف ستة رؤساء مشاريع، وتكتسب هذه المؤسسات تجربة في هذا المجال باعتبار أنها ساهمت في برنامج إعادة الاعتبار للمواقع والمعالم التاريخية التي أنجز بين 1996 و2004، يضيف محافظ التراث الأثري والتاريخي والمتحفي لولاية تلمسان. وأشار السيد شنوفي إلى أن جميع المعالم للقرون الوسطى لمناطق تلمسان وندرومة وهنين وبني سنوس والحناية وسبدو، معنية بعمليات الترميم.
