تشهد حركة قطارات الضواحي بالعاصمة خطي “العفرون-الجزائر” و”الثنية-الجزائر” تذبذبا في مواعيد انطلاقها ووصولها من وإلى المحطات، تسببت في استياء زبائن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، لتبقى أسباب التأخرات المستمرة مجهولة، حسب المسافرين ودون تحرك الإدارة لمعالجة هذا المشكل الذي بات يؤرق زبائن الشركة منذ اعتماد برنامج النقل الجديد في 15 فيفري المنصرم. لاتزال حركة قطارات الضواحي بالعاصمة خاصة خطي “العفرون- الجزائر” و”الثنية-الجزائر” تعرف خللا ظرفيا كل يوم سواء في الفترة الصباحية أو المسائية، وهذا من خلال التأخرات في مواعيد انطلاق القطارات ووصولها من وإلى المحطات، حيث صار المسافر وزبون الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية لا يعرف متى يقلع القطار من محطة ومتى يصل إلى أخرى، لجهله المواقيت الحقيقية وليست تلك المعلن عنها عبر مكبرات الصوت المنصبة على مستوى المحطات في العاصمة أو في الضواحي، وحتى المدونة على تذاكر السفر صار مقتنوها من الزبائن لا يعيرونها أي اهتمام ولا يأخذون بها، لأن الواقع مغاير لذلك، الأمر الذي جعلهم يعبرون عن استيائهم أكثر من مرة لاسيما في الفترة الصباحية، أين تحولت تأخرات القطارات إلى شبح أثقل كاهلهم مع وصولهم متأخرين سواء إلى مقرات عملهم بالنسبة للعمال والموظفين، وحتى طلبة الجامعات، حيث صادفهم ذلك مع فترة الامتحانات للسداسي الأول لهذا العام، خصوصا مستقلي القطارات التي تنطلق في حدود الساعة 6 صباحا إلى غاية 7 ونصف. وفي هذا الشأن يقول الطالب “ع.ك” يدرس السنة الثالثة كلية العلوم الطبية بجامعة البليدة “كان من المفروض على مسيري ومسؤولي شركة النقل بالسكك الحديدية الإعلان عن أي طارئ في وقته يعرقل الحركة العادية لسير القطارات، بدلا من المغامرة في التنقل عبره ومع رحلة السفر تكون المفاجآت بالتوقف من حين لآخر، دون معرفة السبب”. وتشاطره الرأي الطالبة “ق.س” تدرس بكلية العلوم القانونية بجامعة البليدة أيضا “سئمنا في كل مرة توقف القطارات بعد انطلاقها، خاصة وأن ذلك تزامن هذه المرة مع فترة الامتحانات والتي وصلت البعض منها متأخرة، وهو ما كاد يكلفني غاليا لولا تفهم الأساتذة”. أما السيد “د.ع” الذي يعمل بالمنطقة الصناعية بالرويبة ويقطن بمدينة الشفة ذكر “على مدار 20 سنة عمل في “الرويبة” تنقلاتي كلها عبر القطارات، صحيح أن التأخرات تحصل من حين لآخر لكن ليس بهذا الحجم حيث تصل إلى 40 دقيقة، وأحيانا أخرى إلى ساعة كاملة سواء موعد انطلاق القطار أو وصوله، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات لم نجد لها أجوبة كافية”، مضيفا بقوله “ربما الأمر يتعلق ببرنامج النقل الجديد الذي اعتمدته شركة النقل بالسكك الحديدية منتصف شهر فيفري من العام الجاري، بعد أن ضاعفت هذه الأخيرة عدد القطارات ورحلات الذهاب والإياب، والتي وصل عددها إلى 21 رحلة وحدها خط “العفرون-الجزائر” وقرابة 60 رحلة ذهاب وإياب خط “الثنية-الجزائر” هذا المخطط ربما لا يتوافق ووجود خطي سكة حديدية من جهة أو برنامج مواعيد الرحلات غير مدروس بدقة، لاسيما وأن نوعين من القطارات تسير منها “الديازال” و”الكهربائي”. في ذات السياق، اعتبر بعض عمال الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية ممن تحدثت إليهم “الفجر” أن الأمر ربما يرجع إلى العدد الكثير من الرحلات والقطارات التي تمت إضافتها منذ اعتماد برنامج النقل الجديد الذي شرع فيه منذ منتصف شهر فيفري المنصرم، صحيح أن الأمر لاقى استحسانا في بادئ الأمر لدى المسافرين والزبائن، لكن منذ أن بدأت ظاهرة “التأخرات” تستفحل من يوم لآخر استاء لها الكل وفي كثير من المرات تقع مشادات كلامية بين الزبون وعامل الشباك، لما يتضح بعد الإعلان عن وقت قدوم القطار إلى المحطة أنه يتأخر فيقصد الزبون رئيس المحطة أو أي عامل آخر ليصب جام غضبه عليه. وتبقى هذه الوضعية على حالها وكان آخرها صباح أمس لما تعطل أحد القطارات الخاص بالبضائع بعد خروجه من محطة البليدة، ما تسبب في توقف لحركة القطارات ذهابا وإيابا إلا بعد أن تم إصلاح العطب لكن ذلك جعل القطار السريع “ أوتوراي خط الشلف-العاصمة” يتوقف في محطة العفرون.