في معرض حديثة، أول أمس، في المنتدى الإعلامي لسطيف الذي حمل عنوان ”5 على 5” والذي نظمته خلية الإعلام بولاية سطيف، قال والي سطيف، نور الدين بدوي، إن المسؤولين المحليين بهذه الولاية ما كانوا ليحققوا البرامج التنموية ولا أن ينجحوا في تحقيق معدلات تنموية عالية بهذه الولاية لو لم يتجاوب سكان سطيف مع المشاريع، فهم من فرض على الإدارة وتيرة عمل وسرعة معينة، حتى أصبحت الإدارة المحلية والمسؤولون تابعين لهذه الحركة التي فرضها المواطن السطايفي والمجتمع المدني المحلي. الآن فهمنا سرّ تفوق هذه الولاية التي صارت تنافس العاصمة، ليس من حيث عدد السكان فحسب، بل من حيث الإنجازات في ميدان الصناعة والعمران والثقافة والرياضة والصحة وفي كل مجالات الحياة، حتى أنها سبقت ولايات عريقة مثل قسنطينة وعنابة، وصارت بذلك قطبا صناعيا، واستحقت بذلك تسمية عاصمة الهضاب عن جدارة. فالإنسان هو العنصر الأساسي في كل المشاريع، عنصر أساسي في حركة التنمية، لأن المبالغ المالية التي تخصص للمشاريع في أية ولاية، لا يمكن أن تنفع ما لم تكن هناك أفكار وإرادة ومتابعة لهذه المشاريع. والمشاريع لن تكون نافعة ما لم تستجب لحاجة السكان. وسكان سطيف عرفوا بدقة ما هم في حاجة إليه، فكانت النتيجة تلك التي عرضت، أول أمس، في قاعة الاجتماعات بمقر ولاية سطيف، تفوّق في مشاريع السكن، وفي مدّ شبكة الطرقات والإنارة الريفية ومدّ شبكة الغاز الذي لم يعد على حد تعبير الوالي، يسمى بغاز المدينة، بل صار غاز الريف بعد أن وصل إلى كل القرى والمداشر، وتفوّق في الصناعة فصارت الولاية قطبا صناعيا يقصدها المستثمرون من كل جهات الوطن، وتفوّقت في إيصال الماء الشروب إلى كل بيت، وأكثر من ذلك شرعت في إنجاز ما سمي بمشروع القرن مشروع التحولات الكبرى، الذي سيوفر الحياة لسكان أربع أو خمس ولايات لأزيد من خمسين سنة قادمة، المشروع الذي يعود إلى سنوات السبعينيات. ولا أتحدث عن الصحة والتغطية الصحية والتربية بإيصال الثانويات إلى القرى حتى لا تحرم البنات من الدراسة في ظل الظروف الأمنية التي كانت سائدة. وأكبر تحد رفعته الولاية، التحدي الأمني، الذي كان إلى غاية فترة قريبة هاجسا حقيقيا مثلما هو شأن الولايات الأخرى، وقد استتب الأمن وجميلة تحتفل كل سنة ليس بالمهرجان كمهرجان، بل كدليل على الأمن والأمان في هذه الولاية الجميلة بكل المعاني. فالإنسان هو كل شيء هنا - قال الوالي - وهذه الحقيقة لا بد أن تفهمها باقي الولايات وكل المؤسسات الوطنية التي تحمل على عاتقها مهمة السمو بالبلاد، والخروج بها من مأزق التخلف، لأن الإنسان يبقى المصدر والوسيلة والغاية لكل حركة تنموية ولكل بناء حضاري!