يتواصل خلال الأسبوع الجاري وإلى غاية شهر نوفمبر القادم بمتحف الفن الحديث والمعاصر بالعاصمة فعاليات المهرجان الوطني للصورة الفوتوغرافية في طبعته الثانية تحت عنوان ”الصورة الحدث”. يشارك في المعرض الذي نظم في إطار مهرجان فن التصوير الفوتوغرافي مجموعة من المصورين المحترفين من كل ربوع الجزائر، بلغ عددهم 23 مصورا ينتمي أغلبهم إلى الصحافة الوطنية المكتوبة، حيث يعرض هؤلاء عشرات الصور الفوتوغرافية لبعض الظواهر المختلفة التي تدل عن عمق الحياة الاجتماعية في الجزائر والعالم. ومن أهم ما عبّر عنه المشاركون في هذا العمل الفني جملة من القضايا المتنوعة في الوقت الراهن فشكل تصوير الطبقة الاجتماعية الفقيرة في وهران وظاهرة التسول التي تعرفها بمختلف أشكالها الحديثة والقديمة بالإضافة إلى البدو الرحل بمنغوليا وزلزال هاييتي، ناهيك عن قضية الحج إلى مكة وظاهرة اكتساح الإشهار وعلاقتها بالاستهلاك في المجتمع الفرنسي أحداث رئيسية أضاءوا بها جوانب مظلمة من الحياة المتباينة التي التقطتها صورهم في بعض أنحاء العالم. وعبّر في ذات الصدد من بين 23 مصورا مشاركا، مصور جريدة الوطن سهيل بغدادي في فسيفساء من الصور التي التقطها في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن عن العنصرية وقسوة الحياة اليومية الصعبة التي طالت شاب سوري الأصل في الثلاثين من عمره، كما رصد عبد القادر فيدوح من يومية” ليكو دورون” بدوره معاناة فئات المجتمع الهشة في الشوارع الوهرانية ثاني أكبر المدن الجزائرية، حيث صور من خلال ألبوم من الصور المأساة والحرمان اليومي الذي تتعرض له هذه الطبقة، ونقل أيضا بن يوسف مراسل وكالة ”غاما” في باقة من الصور المتنوعة الدقيقة التي عنونها ب”نافذة على مكة” أماكن التجمع العديدة والمختلفة حجاج بيت الله في مكةالمكرمة، بالإضافة إلى صور أخرى متوفرة بالمعرض لا تقل أهمية عن سابقاتها تعالج في مجملها قضايا متفرقة. وفي نفس السياق، أوضح علي جنيدي محافظ المعرض بأن الغاية من هذا الحدث الثقافي إبراز الشعور الجمالي الذي يتحلى به الصحفيون المصورون الذين يلعبون دورا هاما في إبراز الواقع الاجتماعي بكل جوانبه، والدليل الصور المعروضة التي تعكس هذا الوضع لكن من خلال مشاعر وزاوية نظر كل واحد منهم.