تدعمت عدة أحياء سكنية بمدينة سكيكدة، وبلديات رمضان جمال وبني بشير وحمادي كرومة، ببرامج محلية لتوصيل الغاز الطبيعي إليها، بعد أن ظلت لسنوات طويلة تعاني من مشاكل كبيرة في التموين بهذه المادة الحيوية وتعتمد على قارورات غاز البوتان، خصوصا في أحياء تقع في قلب عاصمة الولاية. سيتم حسب البرنامج المحلي الذي سيتم تمويله من ميزانية البلديات ذات الإمكانيات المالية الكبرى كبلدية سكيكدة التي تتوفر حاليا على تراكمات مالية، تتجاوز الألف وسبعمائة مليار سنتيم، بحكم أنها لم تنجز خلال السنوات الثلاثة الماضية أي مشاريع ذات أهمية اقتصادية واجتماعية، تستوجب الإنفاق الكبير، وبلدية حمادي كرومة ثاني أغنى بلدية بالولاية يصل دخلها السنوي من عائدات ضرائب الوحدات البتروكيماوية إلى حوالي خمسة وعشرين مليار سنتيم، بينما يتم تمويل جزء من البرنامج من ميزانية الولاية. وبموجب ذلك ستستفيد عدة أحياء بسكيكدة تقع في الضاحيتين الشمالية و الغربية، كبولقرود و سيدي أحمد و أخرى في قلب المدينة كبوعباز والمنطقة الصناعية الصغرى، من توصيل شبكات للتموين بغاز المدينة، فيما ستستفيد من ذات البرنامج بعض الأحياء الجديدة التي يجري إنجازها حاليا بأماكن متفرقة من عاصمة الولاية والبلديات المذكورة. البرنامج جاء بعد العاصفة التي اندلعت في كل الأحياء المحيطة بمدينة سكيكدة وبالبلديات المذكورة أثناء تهاطل الثلوج بداية هذا الشهر، واستمرار الانقطاع في تزويد السكان بقارورات غاز البوتان، حيث لجأ العديد من السكان، خصوصا في بن مهيدي وفلفلة والزرامنة، إلى قطع الطرق والاستيلاء على شاحنات معبأة بقارورات الغاز، كانت مارة بجوار أحيائهم. وعلى الرغم من توفرها على مصنع لإنتاج غاز البوتان، إلا أن نسبة التغطية بالغاز الطبيعي لا تتعدى في الوقت الحاضر 38 في المائة، ومازالت مدن بأكملها تعاني من عدم وجود شيكات للتزود بالطاقة بدءابتمالوس، وإلى غاية واد الزهور عند الحدود مع ولاية جيجل وهناك أحياء كبيرة في أطراف المدينة لا تتوفر على قنوات لتوصيل الغاز الطبيعي إليها. بعض التجمعات السكنية في قرية واد القصب وفلفلة، وفي الجهة الشمالة ما بين العيفات وبلدية الزويت أصبحت تعتمد صراحة على الاحتطاب للتزود بالتدفئة، وحتى دعم عملية الاستغلال المنزلي، رغم أنها تعد مناطق مندمجة في النسيج العمراني منذ ثلاثين سنة مازالت هي الأخرى محرومة من غاز المدينة رغم أن عمليات تهيئتها تقع على عاتق بلدية سكيكدة، ومازال السكان يجلبون قارورات الغاز بوسائلهم الذاتية في ظل غياب وسائل للتوزيع أوحتى مراكز للتخزين.