صدرت، مؤخرا، عن منشورات دار الأصالة، الطبعة الثانية المزيدة والمنقحة لكتاب موسوم ب”مالك بن نبي رجل الحضارة” للدكتور مولود عويمر المختص في فكره والباحث في القضايا الإسلامية، العمل عبارة عن محاولة لإثراء النقاش البنّاء والمتصل بحياة مالك بن نبي وعطائه الفكري وفتح آفاق جديدة لدراسات أخرى حول الرجل. يأتي إصدار هذا الكتاب من طرف الدكتور مولود عويمر، كتعزيز للمؤلفات التي تناولت سيرة ومسار الرجل بن نبي وكذا نظرا لما رآه الكاتب خصوصا الإقبال المتزايد حول مؤلفات مالك بن نبي، والكتب المنجزة حوله والتي تعتبر دليلا قاطعا وساطعا على عودة هذا المفكر إلى الواجهة بعد عديد السنوات من التهميش والإقصاء والإهمال لأسباب سياسية وشخصية في الوقت نفسه، ويضيف مولود عويمر في آخر الكتاب ضمن ملخص كتبه عن المؤلف: ”معنى هذا أنّ نبوءته تحققت، فقد أوصى زوجته أن لا تقلق ولا تحزن عليه لأنّ الزمن سينصفه يوما في المستقبل، حيث ردد بكل ثقة على لسان الكاتب ”سأعود بعد ثلاثين سنة وسيفهمني الناس”. وفي السياق يحلل عويمر مقولة الراحل بن نبي قائلا ”نعم لقد عاش المفكر مالك بن نبي للفكرة ولم يعش لذاته، تلك الفكرة التي اكتملت معانيها بموته، حينما أطعمها بروحه لتبقى حيّة”. ويؤكدّ عويمر بأنّ الفكرة تلك الفكرة التي اكتملت معانيها بموته، إنّها فكرة حية تعبّر عن هاجس الفعالية في زمن تخلّف المسلمين وتقدّم فيه الغرب بشكل كبير، فبات الفارق لا يقاربن بين الطرفين، كما ترسمت لهم معالم النهوض الحضاري، الذي يأمل فيه عويمر أن يتحقق في المستقبل القريب، كما عاد بن نبي بعد ثلاثين سنة. تجدر الإشارة أنّ مولود عويمر حاصل على دكتورا دولة في التاريخ المعاصر، من جامعة باريس يعمل حاليا، أستاذ للتعليم العالي بكلية العلوم الإنسانية جامعة الجزائر 2، صدرت له عدّة كتب أهمها ”أعلام وقضايا في التاريخ الإسلامي المعاصر”، ”مالك بن نبي رجدل الحضارة”، ”الإسلام والغرب بين رواسب التاريخ وتحدّيات المستقبل”، ”مجالس فكرية”، ”تراث الحركة الإصلاحية الجزائرية”، إضافة إلى مؤلف آخر تحت عنوان ”مقاربات في الاستشراق والاستغراب” وغيرها.
