العاهل المغربي ينفخ في وتر التعنّت ويعين سفيرا جديدا لدى الأمم المتحدة

في وقت يدخل فيه ملف الصحراء الغربية منعطفا حساسا

عيّن ملك المغرب محمد السّادس أمس السيد عمر هلال سفيرا جديدا لدى الأمم المتحدة، خلفا للوشيكي، ويأتي هذا التعيين بالتزامن مع دخول ملف الصحراء المغربية منعطفا حساسا.
وذكر بلاغ الديوان الملكي هذا التعيين، لكن المفاجأة هو أن البيان لم يذكر اسم السفير السابق محمد لوشيكي، حيث اعتاد المخزن تفادي ذكر أسماء المسؤولين المغضوب عنهم. ويتزامن تعيين هلال في وقت حساس تأخذ فيه قضية الصحراء الغربية المحتلة منعطفا، بعد أن أوصى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي بضرورة مراقبة حقوق الإنسان بها، وضرورة مراقبة نهب الثروات الطبيعية في منطقة الصحراء.
ويذكر أنّه منذ صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية، وملك المخزن يعزف على وتر التعنت والتهديد والابتزاز إزاء المنتظم الدولي عشية نشر تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية وفي أفق مشاورات مجلس الأمن المرتقبة الخميس المقبل حول القضية الصحراوية. وبحسب المراقبين، يحاول ملك المغرب ”التشويش” على مداولات مجلس الأمن بلغة التصعيد والتعنت في وجه الشرعية الدولية، متنكرا لحق الشعب الصحراوي في الحرية وتقرير المصير والاستقلال.
وفي ذات الشأن، أدان مجلس التضامن البيروفي مع الشّعب الصحراوي ما أسماه ”وقاحة ملك المغرب” ، حيث أبرز رئيس المجلس السيد سييرا سانتشيز أن المخزن أضحى في عزلة دولية، مما جعله ينتقد ويهدد الأمم المتحدة لثنيها عن البحث عن حل للنزاع في الصحراء الغربية. واعتبر سانتشيز أن الوقاحة التي تضمنتها تصريحات ملك المغرب محمد السادس تجاه تقرير الأمين العام الأممي وتحذيره مما أسماه ”المقاربة المنحازة والخيارات الخطيرة” حول الصحراء الغربية، شيء غير مقبول.
كما دعا متظاهرون بالعاصمة الفرنسية باريس يوم السبت ،الدولة الفرنسية ” إلى اتخاذ مواقف متقدمة من القضية الصحراوية وأن تنأى فرنسا بنفسها عن الوضعية السلبية المعرقلة لأية مساع للحل والمتمادية مع الاحتلال المغربي وجرائمه المستمرة ضد الصحراويين وذلك خلال التظاهرة التي نظمتها أرضية التضامن مع الشعب الصحراوي بفرنسا التي تأتي ضمن أسبوع التضامن مع المعتقلين السياسيين الصحراويين.
ومن جهتها دعت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان هيومان رايت واتش مجلس الأمن إلى إدراج آلية مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ضمن مهمة بعثة الأمم المتحدة من اجل تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) معربة عن ارتياحها للاقتراحات المقدمة في التقرير الأخير للامين العام لمنظمة الأمم المتحدة بشأن هذه القضية. وفي منظور اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي سيعقد في نهاية شهر ابريل الجاري للفصل في مشروع اللائحة حول ملف الصحراء الغربية وجهت منظمة هيومان رايت واتش أوّل أمس الاثنين رسالة إلى البلدان ال15 الأعضاء في هذه الهيئة الأممية ذكرت فيها بان المينورسو تعتبر البعثة الأممية الوحيدة لحفظ السلم ”التي لا تتضمن مهمتها المراقبة و إعداد تقارير حول وضعية حقوق الإنسان” في الصحراء الغربية.