يحتضن المركز الثقافي الفرنسي يوم 22 أكتوبر القادم، العرض الأول للفيلم الوثائقي الموسوم ب”لقاء مع مايسة باي”، يروي مسيرة الكاتبة الجزائرية مايسة باي، أخرجه الفرنسيين نانسي وفيليب بروال، وسيكون العرض الأولي لهذا العمل الوثائقي، فرصة لتقدّم الكاتبة التي ستكون حاضرة لتنشيط ندوة موازية مع عرض هذا العمل بالمعهد الثقافي الفرنسي بالعاصمة. وسيسلط ”لقاء مع مايسة باي”، الضوء على مسار الكاتبة الجزائرية مايسة باي الذي يتقاطع مع المسار التاريخي للجزائري، حيث ينطلق العمل من تاريخ الاستقلال عندما كان عمر مايسة باي 12 سنة متمسكة بدراستها على غرار كل ذلك الجيل الذي عاش فترة من الحماس الاندفاع ميزت أجواء سنوات الاستقلال، مرورا بالعشرية السوداء التي مرت بها البلاد وكيف صورتها الكاتبة في أعمالها وكيف رسمت شخصيات تلك الأحداث الدامية حيث تميّزت المنجزات الروائية الأولى لمايسة بالإفراط في وصف بشاعة عقد التسعينيات في الجزائر، إفراط متصل بحالتي قلق واستعجال أحياناً، معتمدة على نهج الرواية/الشهادة، القائمة على البطل الراوي، بغية المساهمة في توثيق تلك المرحلة. وهي حساسية طبعت كتابات الكثير من الأسماء الروائية المهمة، على غرار أنور بن مالك ورشيد ميموني، الحديث عن قضايا المرأة وكسر الطابوهات وتعرية مجتمع منقسم بين الحداثة والتقاليد وإنطاق التاريخ الصامت عن عدد من الحقائق هي سمة أعمال الكاتبة مايسة باي التي سيتطرق لها العمل الوثائقي ليقف عند نظرة مايسة باي للوطن وللعالم وللمرأة كيف تختار الكاتبة موضوعها كيف تنسج شخوصها وكيف يؤثر الواقع على كتاباتها ؟ هذا وسيسلط العمل الضوء أيضا على تجربتها في تأسيس مكتبة بسيدي بلعباس وكيف كانت مقرا ولمدة 10 سنوات للجمعية الثقافية ”كلمات وكتابات”، وقبل كل ذلك كيف كانت البداية مع باكورتها ”في البدء كان البحر” وكيف انطلقت الرحلة بعدها في اثني عشر عملاً عبر 15 سنة بين قصة قصيرة ورواية منها المجموعة القصصية ”أخبار الجزائر” التي نالت من خلالها الجائزة الكبرى للقصة التي تمنحها سنوياً مؤسسة ”جمعيّة أهل الأدب” في فرنسا، ثم رواية ”تلك الفتاة” التي حظيت ب”جائزة مارغريت أودو” ورواية ”هل تسمعون صوت الجبال” التي شرعت فيها باي في الغوص أكثر عمقاً في تاريخ الجزائر الحديث، والعودة إلى مرحلة الاحتلال الفرنسي.