* أزمة النفط العالمية وقدوم الشتاء يؤججان التنافس بين عمالقة المحروقات في العالم يبدو أن ”حرب الغاز العالمية” التي اندلعت هذا العام بين العملاقين للطاقة سوناطراك الجزائرية وغازبروم الروسية، ستتواصل بقدوم الشتاء وزيادة الطلب على الغاز في الفصل البارد، وتسابقهما لافتكاك الأسواق الأوروبية وأسواق أخرى لتمويلها بالغاز ستحتدم تزامنا مع أزمة النفط العالمية، فبات من الضروري التركيز على الغاز لتعويض نقص العائدات الناجمة عن تهاوي أسعار البترول. وتعتبر أسعار الغاز الحلقة الأهم لكسب مزيد من الأسواق والحصص العالمية، بالنسبة لسوناطراك أو منافستها غازبروم، ويبدو أن غازبروم قد كسبت معركة الغاز خلال السداسي الثاني من العام الجاري، فقد أعلن أليكسي ميلر، رئيس شركة الغاز الروسية العملاقة جازبروم، نهاية الأسبوع المنصرم، إن الشركة صدرت 41.4 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا وتركيا في الربع الثالث من العام الجاري بزيادة 23 بالمئة على أساس سنوي. وبلغت صادرات الشركة في شهر سبتمبر 13.3 مليار متر مكعب بزيادة 24 بالمائة. وزاد مشترو الغاز الروسي وارداتهم قبل اشتداد البرودة ومع تراجع سعره المرتبط بأسعار النفط بفارق زمني من ستة أشهر إلى تسعة. وقال ميلر إن ألمانيا أكبر مستورد للغاز الروسي زادت مشترياتها 19 بالمائة إلى 11.2 مليار متر مكعب في الربع الثالث. ورفعت ايطاليا مشترياتها 69 بالمائة إلى سبعة مليارات متر مكعب، إذ تلعب غازبروم على وتر ”الأسعار” لاستعطاف وكسب أسواق جديدة تورد لها الغاز. فقد وجد المجمع الطاقوي سوناطراك نفسه في ورطة حقيقية، بعد أن أعلنت شركة غازبروم الروسية تخفيض سعر الغاز، ما دفع بإيطاليا إلى مراجعة حسابها لاستبدال شريكها سوناطراك بغازبروم التي تعرض أقل سعر للغاز المطروح. فبعد أن قلصت إيطاليا وارداتها من الغاز الروسي نتيجة أزمة القرم، وكانت تتجه للاتفاق مع سوناطراك لكي تزودها بالغاز هذا العام، وبعد موافقة إيني الإيطالية على ذلك بدعم من الاتحاد الأوروبي، ها هي غازبروم الروسية تسحب البساط من سوناطراك بإعلانها عن تخفيض تسعيرة الغاز، ما جعل مخطط المجمع الطاقوي لاستغلال أزمة القرم للرفع من صادراته الطاقوية يبوء بالفشل. وقد توصلت شركة غازبروم الروسية إلى اتفاق مع إيني، يقضي بخفض السعر الذي تدفعه شركة النفط الإيطالية العملاقة لشراء الغاز الروسي، وذلك بعد أيام من توصل موسكو لاتفاق غاز مع الصين. وقالت إيني في بيان لها، أن الاتفاق الذي وقعه الرئيسان التنفيذيان للشركتين فى مدينة سان بطرسبرغ الروسية، يتضمن تغييرا مهما في آلية ربط الأسعار المستخدمة في العقود لضمان التطابق التام مع أسعار السوق. ومن حين لآخر تعيد إيني التفاوض بخصوص عقود الغاز طويلة الأجل مع روسيا وغيرها من كبار الموردين للأخذ فى الاعتبار عدم التطابق بين الأسعار الفورية والأسعار الطويلة المدى المرتبطة بالنفط. وكانت غازبروم توصلت لاتفاق طال انتظاره مع الصين، في وقت سابق، يشكل محورا رئيسيا لتدفقات الطاقة الروسية إلى آسيا، وقال الرئيس التنفيذي للشركة الروسية، إن الاتفاق مع بكين سيؤثر على الأسعار في أوروبا. وقالت إيني التي تسيطر عليها الحكومة الإيطالية، إن شروط الاتفاق مع غازبروم ستطبق بأثر رجعي اعتبارا من بداية عام 2014، وأضافت أنه بموجب الاتفاق ستشهد شروط الحصول على إمدادات الغاز المدفوعة مقدما من غازبروم ”تحسنا كبيرا” في العام الحالي. وفي فيفري الماضي اتفقت إيني على تعديل عقودها الطويلة الأجل بشأن إمدادات الغاز المبرمة مع شتات أويل النرويجية، بينما أعادت التفاوض العام الماضى حول عقود الإمداد الطويلة الأجل مع الجزائر واتفقتا على خفض الواردات.
