تشهد العديد من مناطق ولاية تيزي وزو أزمة حادة في مادة حليب الأكياس بسبب الندرة والتذبذب الحاصل في عملية التوزيع، حيث وصل سعر الكيس الواحد إلى 50 دج في بعض المناطق ولاسيما النائية منها، حيث زحفت إليها أمس أزمة أكياس الحليب المبستر، ما دفع بالمواطن إلى شن حملة بحث عن هذا المورد الحيوي الهام الذي لا يستغني عنه الفرد في حياته اليومية. واقتربنا أمس من مصالح مديرية التجارة لمعرفة تفاصيل أكثر بخصوص الندرة، إلا أنها أكدت عدم ورود إلى مصالح مراقبة النوعية وقمع الغش أي شكاوى من هذا القبيل، في حين أرجعت مصادر أخرى سبب الندرة إلى التحول الحاصل على مستوى الملبنات التي قلصت من كمية إنتاج الحليب لصالح الأجبان والياغورت بعد استكمال الحصة التي منحتها الدولة من غبرة الحليب. وأضافت ذات المصادر أن الأزمة من المحتمل أن تتواصل إلىغاية نهاية ديسمبر المقبل. وتشهد المحلات ببلديات تيزي وزو خلال الساعات الأولى من الصباح طوابير لامتناهية للمواطنين الذين يصطفون وينتظرون أن تفتح المحلات أبوابها حتى يتمكنوا من الحصول على أكياس الحليب، فبعدما كانت هذه المادة الأساسية متوفرة بشكل كبير بما فيه الكفاية والتي يمكن للمستهلك اقتناؤها في أي وقت من النهار وبأي محل تجاري، أصبحت منذ يومين محل بحث المواطنين الذين يضطرون للنهوض باكرا من أجل الحصول على كيس حليب، حيث تنفد الكميات المطروحة في الأسواق قبل التاسعة صباحا. وأمام هذه الوضعية راح بعض ملاك المحلات التجارية يفرضون منطقهم ويجبرون المواطن على اقتناء حليب البقر بسعر يتجاوز 50 دج مع استفزازه بكيس حليب واحد مبستر وهي تقنية جديدة راح البعض من هؤلاء يبتكرونها من أجل الربح السريع على حساب المواطن البسيط وقد طالب السكان مديرية التجارة بضرورة التدخل العاجل لوقف مثل هذه الممارسات والاستفزازية. يذكر أن ولاية تيزي وزو تتوفر على أربع ملبنات حيث أن ملبنة ذراع بن خدة لوحدها تلبي احتياجات الولاية بكميات كافية لتغطية الطلب المحلي بإنتاجها نحو 240 ألف لتر يوميا، إلى جانب ما تنتجه ملبنتا باتوراج دالجيري وماتينال اللتان تعتمدان بشكل أوسع على إنتاج الأجبان.
