يناقش مسؤولون فرنسيون تقريرا جديدا أعد حول معالم باريس في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، ذكر بخصوص تعداد خلفيات إطلاق فرنسا عملية ”برخان” في الساحل الإفريقي أنها تمت تحت ترقب من السلطات الجزائرية. وأوضح التقرير الجديد أن مبادرة المصالحة الليبية التي قادتها باريس وإطلاق مجموعة ال5 من منطقة الساحل، سيمكن من ضبط مشكلة الهجرة غير الشرعية. وقال التقرير أن أزمة الهجرة غير الشرعية التي تسعى فرنسا إلى مكافحتها بالبحر المتوسط نجمت عن الحرب الأهلية السورية وعدم استقرار ليبيا. ويعد البحر المتوسط الطريق الرئيسي للهجرة السرية إلى أوروبا في ظل غياب دولة ليبية وتطوير مافيا تهريب البشر من أساليبها لتزيد من عدد الوافدين إليها وإلى إيطاليا ما يصعب على نحو متزايد من إدارتها للازمة على المدى الطويل. ومن أجل القيام بمحاربتها تلزم فرنسا بأن تستفيد من إغلاق الطرق الرئيسية للمهاجرين القادمين من الصحراء الكبرى، وربط ليبيا بالتزاماتها في منطقة الساحل عن طريق بناء قدرات قوات دول الساحل الخمس بمساعدة الجنود الذين حشدوا في عملية برخان، للحد من العنف، وأيضا تشديد إغلاق الحدود بين دول الساحل الإفريقي والصحراء في ليبيا لمنع الاتجار بالأسلحة والمخدرات من المهاجرين. واعتبر التقرير أن إطلاق مجموعة ال5 من منطقة الساحل في ماي، ومبادرة المصالحة الليبية التي قادتها باريس في جويلية 2017 تحرك في الاتجاه الصحيح. ويرى المعهد الفرنسي أن باريس حققت العام 2012 نجاحا دبلوماسيا كبيرا من خلال الحصول على تصويت قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1973، الذي يأذن له بالتدخل لحماية الشعب الليبي وأخذ زمام المبادرة في التحالف العسكري الذي طبق هذا القرار، حتى لو اتهمته بعض الدول بوقوع تجاوزات من خلال المساعدة في الإطاحة بنظام القذافي. وأوضح التقرير أن تحقيق الاستقرار في ليبيا التي انهارت تدريجيا عزز من انتشار الاضطرابات في منطقة الساحل الإفريقي، ولا سيما في مالي، ما اضطر فرنسا إلى إطلاق عملية ”برخان” تحت ترقب من السلطات الجزائرية التي حذرت منذ فترة طويلة من خطر زعزعة الأمن الإقليمي عقب سقوط القذافي.