أشار بحث جديد لمنظمة الصحة العالمية، أن شخصا واحدا ينتحر كل أربعين ثانية في العالم، وأن نحو مليون شخص يموتون في العالم من جراء الانتحار سنويا، وأظهر البحث بأن أكثر الناس انتحارا يوجدون في دول البلطيق، أين تم تسجيل 40 حالة انتحار لكل 100 ألف نسمة، إضافة إلى أن عدد الذين يموتون من جراء الانتحار يفوق عدد الذين يموتون من جراء الحروب، وأن هذه النزعة في تنامي رغم خطورتها وتداعياتها• ويؤكد خبير الصحة النفسية في منظمة الصحة العالمية "خوسيه بيرتولوتي" أن ظاهرة الانتحار أصبحت تمثل مشكلة كبيرة للصحة العامة، وأنها تكلف عالميا 1،5 بالمائة من النفقات التي تصرف على الأمراض• وتؤكد منظمة الصحة، أن عدد حالات الانتحار في العالم ارتفعت منذ عام 1955 بمقدار 60 بالمائة، وأن هذا الأسلوب في مغادرة الحياة يعتبر الثالث الأكثر استخداما من قبل الناس، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و40 عاما• ويحذر الخبراء أيضا من أن عدد محاولات الانتحار تفوق العدد المسجل للوفيات، من جراء ذلك بعشرين مرة، مما يعني أن عدد محاولات الانتحار تتم سنويا من قبل 20 مليون شخص• ويلجأ الناس للانتحار في معظم الأحيان، بسبب مشاكل شخصية وعائلية، وبسبب فقدانهم أشخاصا مقربين منهم، أو بسبب فقدانهم لأعمالهم أو بسبب قضايا لها علاقة بالشرف، كما تؤثر على قرارات الناس بالانتحار عوامل أخرى، مثل المناخ السائد في دولهم، والأوضاع السياسية أو المعتقدات الدينية• وتشير معطيات المنظمة إلى أن أكثر الناس ميلا للانتحار، هم سكان الدول المتقدمة، ولا سيما الوسطين الأوربي والآسيوي، فيما تتراجع حالات الانتحار في أمريكا اللاتينية• ويبدو أن أكثر الناس انتحارا يوجدون في دول البلطيق، حيث تم تسجيل 40 حالة انتحار لكل 100 ألف نسمة، أما أكثر الشعوب انتحارا فهم سكان ليتوانيا، حيث انتحر في عام 2002 مثلا 7،44 شخصا من أصل كل 100 ألف نسمة، أي 1551 شخصا، وينتحر الرجال أكثر من النساء وفق منظمة الصحة العالمية، باستثناء الوضع في الصين، حيث تنتحر النساء أكثر من الرجال• وتعتبر تشيكيا وفق مكتب الإحصاء التشيكي من الدول التي تسجل فيها حالات الانتحار بشكل أعلى من المعدل الوسطي، أما في أوروبا فإن الوضع الأفضل في هذا المجال قائم في اليونان وإسبانيا وإيطاليا•