دائما تربط المناسبات الدينية في الجزائر بأسمى وأجلّ مظاهر التضامن والتآخي من خلال العمل المكثف للتكفل بالعائلات المعوزة، والفئات المحتاجة لالتفاتة تضامنية، وفي هذا الإطار عرفت فعاليات المجتمع المدني حركية كبيرة خلال عيد الأضحى المبارك عبر كافة أرجاء الجزائر، باعتباره مناسبة هامة وفرصة لإبراز دور هذه الجمعيات في عملية التكافل الاجتماعي، في ظل غياب كلي لبعض الجمعيات، في وقت فضل فيه الكثير من الشباب قضاء يوم العيد في عمليات الذبح الجماعي، أو في زيارة المستشفيات ودور العجزة، وهو ما لاقى استحسان هذه الفئات، حيث إن عمل هذه الجمعيات قد فتح الباب لبروز الروح التطوعية والتضامنية التي يتميز بها الشاب الجزائري من خلال سعيه للعمل وتقديم المساعدات إما بشكل مادي، أو بالجهد المبذول، ولذلك رصدت ''السياسي'' نشاطات بعض من هذه الجمعيات• جمعية ترقية الفتاة تقاسم نزيلات المؤسسات العقابية فرحة العيد
فضلت عضوات جمعية ترقية الفتاة قضاء يوم ثالث عيد مع السجينات لمقاسمتهن فرحة العيد، خاصة وأنهن بأمس الحاجة للإحساس بنكهة عيد الأضحى المبارك، والجلسات العائلية، بالموازاة مع العادة ذبح الأضاحي في كل المؤسسات العقابية عبر الوطن، حيث كرمت الجمعية النزيلات اللواتي قمن بصيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، كما تم توزيع عدد من الهدايا على الأطفال الذين يرافقون أمهاتهم في الإقامة العقابية، وقد تمكنت الجمعية من خلق جو من البهجة في جلسة نسائية لاقت استحسان النزيلات حسب ما أكدته عائشة بن شلبي رئيسة جمعية ترقية الفتاة· يأتي ذلك حسب ذات المتحدثة في إطار الاتفاقية المبرمة مع مديرية إدماج المساجين والتي سمحت بالاحتكاك المباشر بالسجينات، من خلال تخرج دفعات في صنع الحلويات ورسم على الزجاج، وهو ما سمح لهم خلال الفترة الأولى من تكوين 62 نزيلة، ثم تلتها دفعة ب28 نزيلة، بالإضافة إلى النشاطات الثقافية، والمعارض والمسابقات، ناهيك عن الخرجات التي أصبحت تمثل متنفسا كبيرا لهن وتدفعهن للالتزام بمبدأ السلوك الحسن· كافل اليتيم توزع أكثر من 001 أضحية على العائلات المحتاجة
تمكنت العديد من فعاليات المجتمع المدني من الوصول إلى شرائح مختلفة هي أكثر احتياجا لتذوق نشوة فرحة العيد، وفي مقدمتهم الأطفال، فقد عمدت جمعية كافل اليتيم إلى توزيع أكثر من 001 كبش على العائلات وعلى وجه الخصوص الأرامل، بالإضافة إلى توزيع ألفين و006 كيلو من اللحم على العائلات التي لم يشملها توزيع الأضاحي، كل هذا تم قبل يوم العيد، فيما عرفت الجمعية من بداية ثاني أيام العيد تقديم أكثر من قنطارين من اللحوم من المحسنين تكفلت الجمعية بإيصالها إلى الأرامل والعائلات المعوزة· وحسب أعضاء جمعية كافل اليتيم فإن الحركية التي عرفتها الجمعية كانت جد هامة ومميزة لم يسبق وان وصلت لها في السنوات الماضية، تمكنت من خلالها من التكفل باحتياجات عدد هام من العائلات، خاصة وأنها وزعت ما يقارب 3 آلاف و005قفة بها مواد غذائية متنوعة، ناهيك عن محاولة إسعاد اكبر قدر ممكن من الأطفال بمنحهم ثياب للعيد·
الكشافة الإسلامية تسطر نشاطات مكثفة عبر كل ولايات الوطن
قررت الكشافة الإسلامية الجزائرية مواصلة عادتها الحميدة واختارت هذه السنة ولايتي خنشلة وبليدة لاحتضان عمليتي ذبح الأضاحي وتوزيعها على العائلات والفئات المحتاجة، حيث وصل عدد الأضاحي هذه السنة بالنسبة للكشافة الإسلامية الجزائرية إلى 001 أضحية، قام شباب الكشافة الذي اختار قضاء يوم العيد في العمل التضامني بذبحها وتقسيمها على العائلات المعوزة· من جهة أخرى سطرت المحافظات الولائية للكشافة الإسلامية الجزائرية خلال عيد الأضحى المبارك برنامجا هاما قصد التكفل بالعائلات والفئات المحتاجة ومساعدتها على تجاوز الصعوبات المادية من جهة، والتخفيف عليها من جهة أخرى وهو ما يفسر تنظيم زيارات مكثفة للمستشفيات والمؤسسات العقابية
جمعية النجدة تدخل الفرحة لقلوب المعاقين
تمكنت جمعية النجدة من إدخال الفرحة لقلوب أكثر من 001 عائلة معاق في عيد الأضحى المبارك من خلال التكفل بتوفير المواد الأساسية اللازمة لهم بتوزيع قفف تحتوي على أهم المواد الغذائية التي عادة ما تحتاجها العائلات الجزائرية في مثل هذه المناسبات الدينية التي ترتبط في الجزائر بأسمى معاني التعاون والتكافل الاجتماعي، وفي هذا السياق أكدت فريدة موسي رئيسة جمعية النجدة ل '' السياسي'' أن المعاقين المنخرطين بالجمعية والمعوزين يستفيدون بصفة شهرية من كميات هامة من المواد الغذائية تقدم لهم على شكل قفف شهرية لما يناهز 001 معاق محتاج منخرط بالجمعية موزعين على خمسة أفواج أي بمعدل 52 معاق لكل فوج، وقد اعتبرت رئيسة جمعية النجدة العمل الذي تقوم به الحركة الجمعوية في الجزائر خلال المواسم، أو في باقي أيام السنة عمل فعال وميداني، باعتبار أنه يومي، ونابع من الاحتكاك المباشر بالمواطن والوقوف على حاجياته باعتبارها الأقرب· وتعرف هذه الإعانات زيادة نوعية خلال المواسم والأعياد مرتبطة بصفة مباشرة بما يقدمه المحسنين، وفي هذا الإطار تجدر الإشارة أن التعاون الذي أصبح يميز عمل الجمعيات مع الكثير من المؤسسات أو الأفراد العاديين الراغبين في المساعدة، من شأنه أن يضيف الكثير للعمل التضامني والخير في ضمان وصول هذه الإعانات لأصحابها المحتاجين إليها، في ظل تمكن العديد من فعاليات المجتمع المدني من الوصول إلى شرائح مختلفة جمعية النهوض بالمرأة تدخل البهجة لأطفال مرضى السرطان
صنع أعضاء جمعية النهوض بالمرأة صور من البهجة وعودة الأمل بالتعاون مع إذاعة متيجة بالنسبة للأطفال المرضى بداء السرطان بمستشفى بن بولعيد بالبليدة، حيث تم إقامة حفل بمشاركة وجوه فنية معروفة على غرار الممثلة الجزائرية نوال زعتر، وقد وزعت الجمعية عدد من الهدايا المخصصة لأطفال مرضى السرطان الذين اضطروا للبقاء في المستشفى خلال عيد الأضحى المبارك ففي أجواء تميزتها الفرحة تشوبها مسحة من الحزن يمضي العديد من المرضى أيام العيد في المستشفيات بدل قضائها في أحضان عائلاتهم ولا يخفف من معاناتهم سوى قدوم العديد من المتطوعين لزيارتهم حاملين هداياهم البسيطة للصغار و ابتساماتهم و حنانهم الصادق على الكبار، ولكن مظاهر التكافل التي ميزت العديد إن لم نقل جل المستشفيات استطاعت أن تخلق جو من الفرحة والبهجة اللذان وإن لم يكونا كل ما تصبوا إليه هذه الفئة إلا أنه على الأقل خفف من الضغط النفسي الذي يعيشون فيه هم وعائلاتهم الذين قضوا معهم يوم العيد· وحسب رئيس جمعية النهوض بالمرأة فإن الأطفال المرضى وعائلاتهم ابدوا ترحيبهم الكبير بمثل هذه المبادرات، حيث تخللت الحفلة أناشيد ومسرحيات، في جو من إعادة بعث الحياة فيهم·
ككل سنة لم يفوت الهلال الأحمر الجزائري فرصة العيد، حيث نظمت مكاتبه عدد من النشاطات فمثلا على مستوى المكتب البلدي للهلال الأحمر الجزائري لتيسمسيلت، آثر أعضاء المكتب قضاء أولى أيام عيد الأضحى المبارك في الزيارات التضامنية، حيث تم تنظيم زيارة تضامنية بالمؤسسات العمومية الاستشفائية بالولاية لفائدة الأطفال المصابين بأمراض مزمنة حسب رئيس المكتب وسمحت هذه الزيارة بتوزيع ألعاب وهدايا على هؤلاء الأطفال المرضى الذين رحبوا بمثل هذه المبادرات، بالإضافة إلى برمجة ألعاب بهلوانية، هذه الأخيرة التي خلقت صور من بهجة وفرحة العيد، و يبقى الهدف من هذه المبادرة التضامنية هو إدخال البهجة والسعادة في قلوب هذه الفئة من المرضى بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك وككل عيد هذا العيد الذي ميزه كالعادة التآخي والتضامن والتسامح بين أفراد المجتمع، كان بالنسبة لفعاليات المجتمع المدني مناسبة سانحة لإظهار أسمى صور التضامن، ليتشارك الأطفال الأصحاء والمرضى المعوزين وموفوري الحال في التباهي بألبستهم الجديدة وألعابهم والشعور بنكهة العيد ولو بين أحضان المستشفيات، وهي نفس المظاهر التي تجلت في دور العجزة، عملا بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى ضرورة التكافل بين المسلمين·
