قدمت العديد من الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية، مؤخرا، مبادرات للخروج من الأزمة السياسية التي تهدد البلاد، وهذا بعدما رحبت قيادة الجيش الوطني الشعبي بكل اقتراح بناء ومبادرة نافعة لحل الأزمة والوصول بالبلاد إلى بر الأمان. وفي السياق، خلص اللقاء التشاوري التاسع لفعاليات قوى التغيير لنصرة خيار الشعب الذي يضم احزابا عن المعارضة ونقابات وشخصيات وطنية إلى تنظيم لقاء وطني لإيجاد حل للأزمة السياسية بالبلاد يستجيب للمطالب الشعبية السلمية. واوضح بيان عن هذا اللقاء، انه تم التأكيد على تشكيل لجنة لتنظيم لقاء وطني لقوى التغيير يكون مفتوحا على كافة فعاليات المجتمع، باستثناء الذين كانوا سببا في الازمة الحالية او طرفا فيها، من اجل البحث عن حل يستجيب للمطالب الشعبية السلمية. كما اعرب المشاركون في الاجتماع عن تفتحهم على كل مبادرة يمكنها المساهمة في تلبية المطالب الشعبية، مشددين على التزامهم بمبدأ الحوار في ايجاد الحلول التي تستجيب لذلك. وبالمناسبة، رحب المجتمعون بالدعوة الى الحوار المعبر عنها من طرف الجيش الوطني الشعبي من خلال بيانه الصادر الاربعاء. بدورها، قدمت شخصيات وطنية مبادرات للخروج من الأزمة السياسية التي تهدد البلاد، وفي السياق دعا الحقوقي ميلود إبراهيمي إلى تنصيب لجنة سيادية تكلف تسيير المرحلة الانتقالية، وتنظيم الانتخابات الرئاسية. وأوضح أنه يمكن هذه اللجنة، التي سيتم تنصيبها بالاتفاق مع الأحزاب السياسية وممثلي المجتمع المدني، تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية وتمهيد الطريق لضمان الرحيل النهائي لهذا النظام. وقال إن اللجنة ستتخذ القرارات والإجراءات الضرورية بشأن ما يجب القيام به ومن سيقوم بماذا ومتى يتم ذلك. وأشار إبراهيمي، إلى أن السياق السياسي الحالي للبلاد لا يسمح بتنظيم انتخابات رئاسية في 4 جويلية في مستوى تطلعات الجزائريين، إذ يجب إعادة تنظيم شؤون البلاد وبناء نظام يجاري طموحات المواطنين. وأضاف أن الهيئة التي اقترحها بن صالح، في رسالته إلى الأمة، يمكن أن تتحول إلى لجنة انتقالية تعمل على التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة. في المقابل، قال رئيس الحكومة الاسبق أحمد بن بيتور، إن حل الأزمة يتطلب اعتماد فترة انتقالية لا تقل مدتها عن 8 أشهر، من أجل تحضير الظروف وإعداد الوسائل الكفيلة تنظيم انتخابات رئاسية نزيهة، مبدياً موافقته على المشاركة في إعداد خريطة طريق واقتراح الطاقات المناسبة لتولي تسيير الحكومة الموقّتة. وكان رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، قد أكد الأربعاء الماضي، أنه يرحب بأي مبادرة بناءة من أجل حل الأزمة في البلاد. وقال في بيان الأربعاء: الجيش يبارك كل اقتراح بناء ومبادرة نافعة لحل الأزمة والوصول بالبلاد إلى بر الأمان ، كما شدد على أن الجزائر ستخرج من أزمتها أكثر قوة وصلابة بفضل العلاقة بين الشعب والجيش.