عرضت الخطوط العريضة لدراسة التهيئة والتنمية للولاية المنتدبة المنيعة ومدى تقدمها خلال لقاء للمسؤولين التنفيذيين لولاية غرداية، حسب ما أفاد الأمين العام للولاية. وقد أسندت هذه الدراسة، التي يجري إعدادها بمبادرة من وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إلى المركز الوطني للدراسات والتحاليل الخاصة بالسكان والتنمية شهر نوفمبر 2018، بتكلفة مالية تفوق 14 مليون دج بغرض السماح لهذه الجهة من التحول إلى منطقة ذات جذب قوي من خلال تجنيد كافة قدراتها، مثلما أوضح بوعلام عمراني. وتناول المشاركون في هذا اللقاء الذي جمع مهندسون ومحللون من ذات المركز بالشراكة مع كافة المتدخلين من ضمنهم السلطات المحلية والمنتخبين وهيئات أخرى معنية الخطوط الكبرى لدراسة التهيئة ومدى تقدم المرحلة الأولى منها، والتي سيتم التصديق عليها في القريب من قبل المنتخبين المحليين. وسيسمح مخطط التهيئة من التحكم في تنمية المناطق الحضرية للمنطقة وضمان تعمير وفق نظرة عقلانية، مع احترام البيئة وإحداث توازن بين مختلف الإستعمالات للأراضي وتقديم دعم لمشاريع الإستثمار الاقتصادي التي تساهم في توفير مناصب الشغل، كما شرح ذات المسؤول. وترمي هذه الدراسة إلى الارتقاء بالمنيعة إلى مصاف المدن الكبرى من خلال تثمين تراثها الثقافي والحضاري وحماية المساحات الخضراء والبيئة وتحسين الخدمات والتجهيزات الاجتماعية الجوارية وتعزيز الحكامة، كما أشار من جهته الوالي المنتدب للمنيعة، محمد دحماني. وتشمل الدراسة إعادة تأهيل النسيج الحضري وتعزيز وعصرنة التجهيزات وتفعيل الأنشطة الإقتصادية وتدعيم منشآت الطرقات وتهيئة الفضاءات الخضراء، يضيف ذات المتحدث. كما تهدف كذلك إلى ترقية الإشعاع الإقتصادي الإجتماعي والثقافي للمنيعة وإعطاء حركية اجتماعية-اقتصادية جديدة للمنطقة، وكذا تدعيم خصوصيتها السياحية والفلاحية واستحداث مناصب شغل. وتقدم هذه المرحلة من الدراسة، التي أعدت وفق إستراتيجية تشاورية للتنمية مع الفاعلين المحليين أولا، تشخيصا شاملا حول الإختلالات المكانية للمنظومة الاقتصادية الاجتماعية والبيئية، وحول القدرات التي يتوجب تثمينها فيما تعلق منها بالموارد الطبيعية والإقتصادية والبشرية. وبناء على هذا التشخيص، تحدد الدراسة مجموع فضاءات المشاريع الموجهة لتوفير شروط التنمية المستدامة لهذه المنطقة التي تمت ترقيتها إلى ولاية منتدبة في 2015. وعليه، فإن منطقة المنيعة تحتاج إلى وضع شروط تعاون وقطبية بين أقاليمها، لاسيما فيما يخص مجالات الفلاحة والسياحة وكذا المنشآت، بما يسمح بتحقيق تنمية مستدامة منسجمة. وتطبيقا لتوجيهات السلطات العمومية بخصوص إعادة إنعاش مشاريع المدينة الجديدة المنيعة بهدف ضمان للأجيال الحاضرة والمستقبلية حياة ذات نوعية وفرص أكيدة وأيضا آفاق مستقبلية واعدة للمنطقة، فإنه يتعين على تقنيي المركز الوطني للدراسات والتحاليل الخاصة بالسكان والتنمية الأخذ في الحسبان هذه المدينة الجديدة وإدماجها ضمن مخطط التهيئة. وستستقبل المدينة الجديدة المنيعة، التي تقع فوق موقع طبيعي يتوفر على فضاءات مسطحة مجاورة للطريق الوطني رقم (1) (10 كيلومتر شمال مدينة المنيعة الحالية)، والتي تتميز بطابعها العمراني الفريد من نوعه وصديقة للبيئة (ستستقبل) على المدى البعيد وعلى مساحة 600 هكتار قابلة للتوسيع نحو 50.000 ساكن. ويتوفر هذا الفضاء العمراني المستقبلي على كافة الشروط التي يتطلبها تجمع حضري عصري ذي طابع سياحي وفلاحي.