نعمل على تحسين الظروف الاجتماعية للأرامل والمطلقات

الأمين العام لجمعية الإحسان الخيرية في حوار ل السياسي :

تعد فئات اليتامى والمعوزين والأرامل والمطلقات من النساء من أكثر الفئات تضررا ومعاناة في المجتمع، ما دفع ببعض الفاعلين في المجتمع الاهتمام بهذه الفئة لمد يد العون ومساعدتهم من خلال الانضواء في جمعيات ذات طابع خيري، تطوعي، وجمعية الإحسان الخيرية التي تنشط بإقليم دائرة رأس العيون بولاية باتنة، هي إحدى الجمعيات التي كان طموحها كبيرا في هذا الصدد، وللتعرف أكثر على نشاطات الأخيرة، حاورت السياسي محمود بوترعة، الأمين العام للجمعية، الذي كشف عن مشاريع الجمعية وطموحاتها المستقبلية، سعيا منها لنشر ثقافة التعاون والتضامن في المجتمع.
هل لك في البداية أن تعرفنا بجمعية الإحسان الخيرية؟ - هي جمعية خيرية محلية تنشط على مستوى بلدية رأس العيون بولاية باتنة، أسّسها مجموعة من الإطارات في هذه المدينة، يتقدمهم ثلاثة أطباء وأستاذ جامعي، أستاذ في الطور الثانوي وآخر في الطور المتوسط، طبيب بيطري وصيدليان، تحصلت الجمعية على اعتمادها رسميا يوم 17 - 01 - 2013، وفيما يخص عدد الأعضاء المنخرطين بصفة رسمية والذين تقدموا باستمارات وطلبات الإنخراط، فعددهم يتراوح بين 35 و40 منخرطا، وهناك حوالي 185 شخص منخرطين بصفة شكلية فقط كونهم لم يتقدموا بطلبات واستمارات الإنخراط، ويمكن اعتبارهم كمتبرعين ومتطوعين، فكل شخص يتبرع ويساهم في تقديم مساعدات للجمعية نقدم له بطاقة منخرط بصفة شكلية تشجيعا منا على انخراطه رسميا معنا في الجمعية.
كيف كانت فكرة تأسيسكم للجمعية؟ - صراحة، فكرة تأسيس الجمعية تعود الى الدكتور همال عمر والدكتور الجودي بربريس، وبحكم أنهما من أشهر وأقدم الأطباء في البلدية، فقد مرت عليهما عدة حالات تحتاج الى مساعدة في عدة جوانب خاصة الجانب الصحي، نظرا لان وضعية بعض المرضى المادية لا تسمح لهم بدفع مصاريف العلاج واقتناء الأدوية خاصة باهظة الثمن، وبالتالي هذين الطبيبين عندما لاحظا ان معظم المرضى الذين يقبلون على العلاج عندهما هم من فئة اليتامى والفقراء والمعوزين ويحتاجون الى مساعدتهم والتكفل بهم في هذا الجانب، طرح عليّ الدكتور همال فكرة تأسيس جمعية خيرية تعنى بهذه الفئات التي تعاني في المجتمع، أعجبتني الفكرة ووافقت عليها مباشرة واتفقنا نحن الثلاثة عليها، بعدها باشرنا في الاتصال ببعض الإطارات من أساتذة وموظفين وغيرهم واقترحنا عليهم هذا المشروع، والحمد لله، تقبل الجميع الفكرة واستجابوا لها وأسّسنا هذه الجمعية، وبالنسبة لتسميتها، فهي تسمية بريئة جدا وحقيقة لم نفكر فيها طويلا، فأحد الأعضاء المؤسسين للجمعية وهو الزميل إبراهيم بن الصغير هو الذي اقترح علينا تسميتها بجمعية الإحسان الخيرية، ولما فكرنا في هذا الاسم، رأينا انه يتناسب مع أهدافنا التي نسعى الى تحقيقها وهي تحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للفئات المعوزة والمحتاجة في المجتمع. وماذا عن النشاطات التي تقومون بها؟ - بعد حصولنا على الإعتماد رسميا، كانت البداية بالإعلان عن تأسيس الجمعية، تلاها بعد ذلك عقد عدة اجتماعات تم على إثرها وضع النظام الداخلي والإجراءات المتعلقة بطريقة ومنهجية العمل، ويوم 30 مارس 2013 قمنا بوضع إعلان موجه بالدرجة الأولى للأرامل والمطلقات من النساء لتقديم ملفاتهن الى المكتب التنفيذي للجمعية قصد حصولهن على المساعدات والتبرعات، وحدّدنا مدة شهر كامل لإرسال الملفات وبعد ذلك شرعنا في دراسة حوالي 88 ملفا تم استقباله كمرحلة أولى، وبعد دراسة جميع الملفات، قمنا بانتقاء الحالات الأكثر معاناة وتضررا والتي تستحق فعلا المساعدات. وفي ذات الوقت، أعلنا عن فتح باب التبرع للأشخاص الذين يودون تقديم يد العون، من جهة وفتح باب الإنخراط من جهة أخرى، وحقيقة، لما فتحنا باب التبرعات، أردنا من المتبرعين ان ينخرطوا في الجمعية بصفة آلية، فكل شخص يقدم مساعدات نمنحه بطاقة متبرع تشجيعا منا له على الإنخراط بشكل رسمي في الجمعية، بعدها مباشرة شرعنا في جمع المساعدات سواء كانت عينية او نقدية، وكانت جل نشاطاتنا مرتكزة على توزيع التبرعات على الفئات المعوزة والمحتاجة بما في ذلك الأرامل والمطلقات وكانت أول عملية توزيع المساعدات والتبرعات النقدية والعينية على المركز والمحيط يوم 23 جويلية 2013، حيث استفادت حوالي 49 عائلة في المركز مكونة من 170 فرد من مساعدات مالية بمبلغ إجمالي قدره مائة واثنين وتسعون ألف دينار جزائري وفي نفس الوقت قدّمنا لحوالي 70 عائلة دائما في المركز تبرعات عينية رمزية تمثلت في كتب ومصاحف. وعلى غرار هذه الإعانات والمساعدات، قمنا مطلع شهر سبتمبر من ذات السنة وتزامنا مع الدخول المدرسي بتكريم التلاميذ اليتامى المعوزين المسجلين لدينا والمتفوقين في مختلف الأطوار الدراسية بمنحهم شهادات ومبالغ مالية رمزية تشجيعا وتحفيزا منا لهم، كما شملت نشاطاتنا توزيع ملابس وأحذية ومواد غذائية متنوعة وأكياس دقيق، وبهذا الشكل استمرت العملية بطريقة منظّمة ومدروسة وكلما كانت المساعدات المتبرع بها للجمعية كثيرة، كلما كان عدد المستفيدين منها أكبر.
هل من نشاطات أخرى تُذكر؟ - فيما يخص شهر رمضان لهذه السنة، قمنا بتوزيع قفة رمضان مكونة من 26 مادة غذائية من حليب وزيت وسكر وغيرها، إضافة الى كيس دقيق مع كل قفة واستفادت من هذه العملية 81 عائلة من المركز و55 عائلة من المحيط، وبحلول شهر سبتمبر وتزامنا كذلك مع الدخول الاجتماعي، قمنا بتكريم عدد من التلاميذ اليتامى المتفوقين في مختلف الأطوار الدراسية و المسجلين لدى الجمعية بمنحهم مبالغ مالية رمزية كما تخلل الحفل التكريمي الذي نظّم بقاعة السينما بالبلدية إلقاء محاضرة حول كفالة اليتيم ووضعه في المجتمع من طرف الأستاذ دوادي أحد زملاء المهنة، فضلا عن عرض أبرز نشاطات الجمعية والتعريف بها أكثر وكيفية الإنخراط بها.
باعتبار اليتامى من بين الفئات التي توليها جمعيتكم أهمية كبيرة، كيف ترى وضع اليتيم اليوم في المجتمع الجزائري؟ - صراحة هذه الشريحة لا تزال، للأسف، تعاني التهميش في مجتمعنا، وقد وقفنا من خلال هذه الجمعية على عدة حالات تأثرنا واصطدمنا عندما رأيناها وهي تعيش في وضعية مزرية ومتدهورة، فهي بحاجة ماسة الى مد يد العون وتقديم المساعدة لها، وبالتالي، فنحن نعطيها أهمية كبيرة حتى لا يفكر اليتيم ويحس انه غريب عن هذا المجتمع ويعيش بمعزل عنه.
إلى ما تهدفون من جل هذه النشاطات؟ - هدفنا نبيل وخيري، وهو تحسين الوضعية الاجتماعية والاقتصادية للفئات المعوزة في المجتمع.
ما هي الصعوبات التي تعيق نشاطاتكم؟ - افتقادنا لمقر رئيسي ودائم يعد أكبر هاجس نعاني منه، فنحن نتخذ من محل تابع لمنزلي الشخصي مقرا مؤقتا وهو في حقيقة الأمر متواجد في مكان غير مناسب، وغير معروف للجميع، وفي هذا الصدد، وعدنا رئيس البلدية بمنحنا مقرا لمواصلة عملنا، إلا ان هذا لم يتجسّد على أرض الواقع بعد.
كيف تقيّمون نشاطاتكم منذ تأسيسكم للجمعية؟ - حقيقة، نحن راضون كل الرضى بكل ما قمنا به لحد الآن، فكل شيء يسير بشكل منظّم ووفق ما هو مخطط له، تلقينا دعما وثقة كبيرة من طرف المجتمع المدني سيشجعنا ويحفزنا أكثر على مواصلة المشوار.
وماذا عن مشاريعكم وطموحاتكم المستقبلية؟ - مشاريعنا وطموحاتنا في هذا الصدد كثيرة، فنحن نسعى مستقبلا الى إعادة ترميم البيوت الهشة والآيلة للسقوط لبعض العائلات المعوزة والمتضررة، ناهيك عن مشروع تنظيم زواج جماعي لفائدة الشباب اليتامى، وأكبر مشروع نطمح الى تحقيقه وتجسيده على أرض الواقع هو اقتناء آلات وتجهيزات كآلات الخياطة والطرز على سبيل المثال وتوزيعها على الأرامل والنساء المطلقات كل حسب الحرفة او المهنة التي تمتلكها، تشجيعا منا لهن على القيام بمشروع للاستفادة والإفادة. وكل هذه المشاريع، كما قلت، تبقى طموحات وأحلام نود تحقيقها يوما ما وكل هذا يتوقف على مدى الإعانات والتبرعات المقدمة للجمعية.
كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - تحية تقدير لكل أعضاء الجمعية من رئيسها الى آخر عضو بها، كما أشكر كل المحسنين والمتبرعين على دعمهم وثقتهم بنا، والشكر موصول لجريدتكم المحترمة على التفاتتها الطيبة، موفقون في مساركم الإعلامي الهادف.