الصرع هو أحد الأمراض العصبية التي لا ترتبط بأسباب مباشرة، وينتشر هذا المرض عند العديد من الفئات الاجتماعية، إذ يمكن أن يصيب الإنسان خلال مراحل عمرية متفاوتة قد تكون منذ ولادة الفرد، وترافق هذه الأعراض البيولوجية معاناة نفسية، ليبقى المريض بالصرع يعاني ضغطا نفسيا كبيرا نتيجة النوبات التي تجعله يشعر أنه حالة خاصة وسط محيطه، وما يزيد في تعقد الأمور، كون الشفاء من المرض ليس بالسريع وقد يستحيل علاجه في بعض الأحيان، وللتخفيف وإرشاد الأولياء في كيفية التعامل مع أطفالهم المرضى، تم تأسيس بعض الجمعيات لمساعدة هؤلاء الأطفال، ومن بين هذه الجمعيات، جمعية طفولة وأمل لمساعدة مرضى الصرع بقسنطينة، وللتعرف أكثر على هذه الأخيرة، حاورت السياسي حمراوي رضا، رئيس الجمعية، الذي أكد على ضرورة إنشاء مركز متخصص في علاج مرضى الصرع. حاورته: ليندة. ح متى تأسّست جمعية طفولة وأمل لمساعدة مرضى الصرع بقسنطينة؟ - جمعية طفولة وأمل لمساعدة الأطفال المصابين بمرض الصرع المتواجدة على مستوى ولاية قسنطينة، هي جمعية إنسانية تسعى لمساعدة فئة الأطفال المصابين بالصرع تحت إشراف رئيسها حمراوي رضا حيث تفتح الجمعية أبوابها لكل المساعدات وكل الأشخاص الراغبين في تقديم يد المساعدة، تأسّست في سنة 2011 وكانت تنشط من قبل باعتبار أن أغلب المؤسسين أولياء يعاني أبناؤهم من مرض الصرع، فاجتمعنا لمحاولة دراسة وضعية أبنائنا، فأنا مثلا لديّ طفلان يعانيان من هذا المرض، فمن هذا المنطلق، قررنا تأسيس جمعية أطلقنا عليها طفولة وأمل لمساعدة الأطفال المصابين بمرض الصرع بصفة عامة. فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - أغلب نشاطاتنا تصب في إطار الاعمال الخيرية الهدف الأساسي منها هو مساعدة الأطفال مرضى الصرع كالتكفل بهم من ناحية متابعة العلاج ومصاريف الطبيب، فالجمعية خصصت جزءا مهما من نشاطاتها لتخفيف وتسهيل علاج هؤلاء الأطفال بالإضافة إلى نشاطات متنوعة كزيارة مرضى الصرع في المستشفيات للتخفيف من معاناتهم وتنظيم رحلات جماعية إضافة إلى حفل الختان الجماعي الذي نسعى إلى تنظيمه كل سنة الذي يشمل حتى الأطفال غير المرضى في محاولة لمساعدة العائلات المعوزة. وعلى غرار هذا ومع حلول شهر رمضان المعظم، وبمساهمة أهل الخير، قدمت جمعية طفولة وأمل على مستوى مقرها الكائن بحي سيساوي أحمد قسنطينة مساعدات رمزية لبعض العائلات مساهمة منها في توفير جو للتعاون والمحبة، فشكر خاص لكل من كانوا لنا عونا على مثل هذه المبادرات. إلى ما تهدفون من وراء تأسيس الجمعية؟ - تهدف الجمعية أساسا إلى مساعدة الأطفال المرضى بالصرع والتكفل بهم. والسعي إلى حل المشاكل والعقبات التي تواجه المريض قبل وأثناء العلاج. وتوعية المجتمع بالمرض والتعاون مع جمعيات والهيئات التي لها علاقة بالمرض، لضمان التواصل على كافة المستويات، لتوسيع نطاق العمل والوصول لكل المعنيين بالمرض والهدف الأساسي الذي نسعى إلى تحقيقه في المستقبل هو العمل على توفير مركز للتكفل بأطفال الصرع على مستوى ولاية قسنطينة والتكفل، ولو قليلا، بانشغالات هذه الفئة التي تعاني كثيرا في الجزائر. نظمتم العام الماضي حفل ختان جماعي لعدد من الأطفال المرضى، فهل من تفاصيل أكثر حول لك؟ - صحيح هي مبادرة أفرحت العديد من الأسر حيث تم الأمر في جو من البهجة والسرور، في البداية، تلقينا صعوبة في الحصول على تصريح من طرف وزارة الصحة نظرا لنوعية المرض، لكننا لم نكن مستعدين للعودة إلى الوراء وقمنا باللازم لتنظيم الحفل الذي كان محكما وشمل 23 طفلا مريضا، إضافة إلى بعض الأطفال غير المرضى. هل من مشاريع تسعون لتحقيقها؟ - في الحقيقة وفي خضم الواقع والمعاناة التي يعيشها أطفال الصرع وعائلاتهم، نسعى لإنشاء مركز صحي متخصص لمساعدة المرضى ونأمل ان يرى هذا المشروع النور بغية تحقيق أهدافنا والتخفيف عن المرضى. كيف تقيّمون وضعية الأطفال المصابين بالصرع في الجزائر؟ - في الحقيقة، لا يوجد تكفل تام بهذا المرض، فحسب منظمة الصحة العالمية، هناك حالات يمكن شفاؤها ولكن نقص إمكانيات بعض العائلات وعدم قدرتها على تلبية مصاريف علاج أبنائهم تجعلهم يتخلون عن مواصلة العلاج بصفة منتظمة، لذا نطلب من الدولة أن تأخذ هذه الفئة بعين الاعتبار وتقدم لها الدعم والتوجيه اللازم. وعليه، دق المختصون في طب الأعصاب ناقوس الخطر بعد تزايد عدد الحالات المصابة بداء الصرع، خاصة عند الأطفال حديثي الولادة، وذلك في غياب التكفل الطبي الحقيقي بهذه الفئة، فعدد المصابين به في تزايد مستمر خاصة عند الفئة أقل من 18 سنة، 80 % منهم يعانون من أزمات شديدة كثيرا ما تتسبّب في إحباطات نفسية لديهم خاصة الأطفال المتمدرسين الذين يجدون أنفسهم في عزلة عن بقية زملائهم، وذلك ما يجبرهم على مغادرة أقسام الدراسة في سن مبكّرة، لغياب التكفل النفسي بهم، بعدما يتم وضعهم غالبا في زاوية منعزلة عن بقية زملائهم والجزائر لازالت، كما تضيف محدثنا، عاجزة عن التأقلم مع الحالات المرضية لهذا الداء، حيث أن الجزائر متأخرة في التكفل بالمرضى الذين يتضاعف عددهم يوما بعد يوم، كما أن الأدوية الخاص بالمرضى لا تتوفر عند الصيدليات، وذلك ما انعكس سلبا على الحالة الصحية للمرضى. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - جمعية طفولة وأمل لمساعدة الأطفال المصابين بالصرع ستواصل مشوارها لمساعدة مرضى الصرع، فنسعى من جهتنا إلى التكفل بانشغالاتهم وتسهيل عملية العلاج، ونتمنى أن تلقى هذه الجمعيات وغيرها التي تنشط في هذا المجال الدعم اللازم لتحقيق أهدافها.