تعد بلدية قدارة بوزقزة التاريخية، جنوب مقر الولاية بومرداس، التي أنشأت بموجب التقسيم الإداري ل1984، من البلديات الغنية بالولاية من حيث مواردها الطبيعية وإمكانياتها السياحية المتنوعة، إلا أنها لا زالت تبحث عن الإطار الأمثل لتثمينها وتسخيرها لفائدة تنمية ورفاهية السكان. ومن بين أهم ما يعاني منه سكان هذه البلدية، حسبما جاء على لسان عدد من السكان، نقص في التزود والربط بشبكة قنوات المياه الشروب حيث لا تتعدى ال65 بالمائة رغم وجود أحد أكبر سدود الوطن على ترابها إلى جانب مشكل الصرف الصحي. كما تعاني هذه البلدية الجبلية، بحسب السكان، من نقص في نسبة ربط السكنات الريفية والمؤسسات التربوية بشبكة الكهرباء والغاز ونقص في ترميمها وصيانتها بصفة دورية وقلة الإنارة العمومية والمسالك الجبلية المؤدية والرابطة فيما بين القرى المبعثرة عبر تراب البلدية والنقل بكل أنواعه وقاعات العلاج والولادة على وجه الخصوص وغيرها . موارد طبيعية وسياحية هامة في حاجة إلى تثمين وتتوفر بلدية بوزقزة قدارة على موارد طبيعية وإمكانيات سياحية وفلاحية هامة يتطلع سكانها إلى تثمينها على غرار سبعة محاجر عمومية التي تدفع حاليا الجباية الخاصة بهم خارج البلدية، وبالتالي، لا يجني منها سكان هذه المنطقة إلا تلوث البيئة (الهواء وإفساد المساحات الجبلية الطبيعية) بسبب ما تنفثه المحاجر) من غبار كثيف أثناء الحفر وتدهور الطرقات وغيرها. وكان قد تم رفع هذا الانشغال إلى والي الولاية خلال زيارة إلى المنطقة مؤخرا حيث أكد بأن العمل جار من أجل تسوية هذه الوضعية وجعل البلدية تستفيد مباشرة من عائدات وجباية استغلال هذه المحاجر. وتتوفر هذه المنطقة الجبلية بإمتياز كذلك على مورد مائي طبيعي هام يتمثل في سد قدارة الذي يستوعب ما يزيد عن 140 مليون م3 ويزود سكان الجزائر العاصمة وجزء من سكان بومرداس بالماء الشروب، إلا أن استفادة سكان البلدية منه ليس بالشكل المطلوب حيث يطالب السكان بضرورة تثمين هذا المورد لفائدتهم. وفي هذا الصدد، أكد رئيس البلدية، كمال أخزرون، بأن جزء من سكان البلدية يستفيدون من هذا المورد المائي وهناك مشاريع جارية حاليا لتوسيع مجال استغلاله من طرف سكان البلدية. وتزخر قدارة بوزقزة كذلك بإمكانيات سياحية هامة يطالب سكان البلدية بتثمينها وإعادتها إلى سابق عهدها تتمثل أهمها في السياحة الجبلية نظرا لتموقعها وسط جبال شاهقة وجميلة المنظر من كل جانب علاوة على فضاءات سياحية طبيعية خلابة تحيط بسد قدارة ومواقع حموية غير مستغلة تقع بمحاذات بعض القرى الجبلية ومساحات غابية شاسعة تعبرها طرق ولائية تؤدي إلى ولايتي البويرة وتيزي وزو المجاورتين تبحث عمن يستغلها. ميزانية ضعيفة ومشاريع هامة قيد الإنجاز وفي لقاء جمع مؤخرا والي الولاية رفقة منتخبي بالبلدية مع المواطنين لعرض حصيلة الإنجازات، ذكر رئيس البلدية، كمال أخزرون، بأن ميزانية البلدية عرفت إرتفاعا من نحو 200 مليون دج إلى ما يزيد عن 290 مليون برسم ميزانية 2017 بسبب تطور الجباية ومساعدة ميزانية الدولة، إلا أنها تبقى ضعيفة الأمر الذي لم يمكن من برمجة إنجاز مشاريع تنموية حسب تطلعات السكان. ومن خلال الميزانية المذكورة تم برمجة، إستنادا إلى رئيس البلدية، 68 عملية مشاريع تنموية في الخمس سنوات الأخيرة أنجز من مجملها 64 عملية و4 أخرى قيد الإنجاز وتسجيل 47 عملية تنموية في إطار المخطط البلدي للتنمية بقي قيد الإنجاز من مجملها عمليتين اثنتين فقط إضافة إلى تسجيل 38 عملية ضمن ميزانية الولاية أنجز 31 منها والباقي قيد الإنجاز. ومن بين أهم المشاريع التي استفادت منها البلدية في السنوات الأخيرة، يضيف رئيس البلدية، إنجاز مجمع مدرسي وثانوية ومركز للتكوين المهني لتفادي تنقل التلاميذ نحو بلدية بودواو وقاعات علاج ومقر حضري للأمن الوطني لتعزيز الأمن بالبلدية وإنجاز وترميم ما يزيد عن 20 كلم من الطرق لفك العزلة عن القرى وإنجاز مرافق رياضية ومكتبة ومحلات تجارية. يذكر أن هذه البلدية إستفادت في السنوات الأخيرة من أداة تنموية هامة متمثلة في المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير يمتد لآفاق 2025 لإعانتها على تدارك النقائص التنموية وفك العزلة ووضع حلول للمشاكل التنموية المطروحة كتدعيم البلدية بطرق جديدة ومسالك لفك العزلة عن مركز البلدية وعن مختلف القرى والمداشر واقتراح حلول تقنية تمكن من الحفاظ على الطابع العمراني لمقر البلدية وفي نفس الوقت حماية الأراضي الفلاحية الخصبة الواقعة غرب البلدية. ولحل مشكل النقص الكبير في العقار الذي تعاني منه هذه البلدية منذ سنوات الأمر الذي عطل إنجاز عدة مرافق عمومية، يقترح المخطط فتح أفاق للتوسيع العمراني لمركز البلدية عن طريق تعديل حدوده الحالية وإنشاء مراكز ثانوية أخرى مجاورة بهدف استيعاب التزايد المستمر في عدد السكان وتوفير العقار الضروري لإقامة مختلف المرافق والمشاريع.
