غلق الأسواق يفتح أبواب المضاربة في الأسعار: تسجيل أول حالة يحدث طوارئ بولاية البرج

ارتفعت، يوم أمس، درجات التأهب و الحيطة، بولاية برج بوعريريج، بعد تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا، و ارتفاع عدد الحالات المشتبه فيها إلى 06حالات، ليتحول هذا الوباء المستجد من مجرد أخبار تتناقلها وسائل الاعلام منذ ظهورها و بداياتها الأولى، إلى حقيقة عجلت باتخاذ قرارات احترازية على المستوى المحلي، و زادت من مخاوف المواطنين،الذين سارعوا لاتخاذ احتياطاتهم من خلال التهافت على المحلات لتوفير المؤونة، ما أظهر حالة من التلهف و سلوكات»مرضية» لدى البعض، بتهجمهم على شاحنات نقل مادة السميد على مستوى نقاط البيع التي أصبحت خاوية، ناهيك عن انعكاس القرارات الارتجالية بغلق الأسواق اليومية، دون توفير البديل أو فرض الرقابة الصارمة على حركة السلع، بالسلب على وفرة المنتوج و الأسعار التي ارتفعت بشكل جنوني حسب وصف مواطنين، خاصة ما تعلق منها بأسعار الخضر و الفواكه التي ارتفعت بنسبة تفوق 50 بالمائة عن الأسعار المتداولة قبل ظهور الوباء.
وضع 07 أفراد من عائلة و أصدقاء المريض تحت الرعاية الطبية
تحولت جائحة فيروس كورونا كوفيد 19، و الحالة المسجلة بولاية البرج، إلى عنوان أبرز على ألسنة الكبار و الصغار، بعد التأكد من إصابة مغترب يبلغ من العمر 38 سنة، عاد من فرنسا مؤخرا إلى قرية الشانية ببلدية بليمور جنوب شرق الولاية، ليصبح خطر الفيروس أقرب بتحول هذه المنطقة إلى بؤرة مخيفة، ما زاد من حالة التأهب و عجل بدخول السلطات المحلية و الولائية في حالة استنفار قصوى، حيث تنقل فريق طبي مدعم بمصالح الحماية المدنية، إلى عائلة الشاب المصاب بالفيروس، أين قامت بتطهير جميع المنازل، و نقل أربعة أفراد من عائلته إلى المستشفى، فضلا عن اتخاذ الإجراءات الوقائية و الاحترازية مع 03 أصدقاء له، تم نقلهم إلى مستشفى برج الغدير، أين وضع الجميع تحت العناية و الرقابة الطبية، تجنبا لانتشار العدوى.
و في اتصال برئيس بلدية بليمور، أكد على إطلاق عمليات تعقيم واسعة بجميع الأماكن و الساحات و المرافق العمومية بالبلدية، فضلا عن التنقل إلى قرية الشانية، منذ الساعات الأولى، بعد الإعلان عن نتائج التحاليل على العينة التي كانت إيجابية، ما استدعى بحسبه التحرك الفوري بالتنسيق مع خلية الأزمة المنصبة بمقر الولاية، أين باشرت مصالح الصيانة و أعوان النظافة بالبلدية، عمليات تعقيم واسعة لمنزل المصاب بالفيروس و المنازل المجاورة و الساحات و الأماكن العمومية بالمنطقة، فضلا عن تحسيس المواطنين و توعيتهم بالبقاء في المنازل، إلا في حالات الضرورة و تجنب التجمعات و الاعتناء بأولادهم الصغار، من خلال مراقبتهم و عدم السماح لهم بمغادرة المنازل خلال فترة العطلة .
06 حالات اشتباه اثنان منها لمسافرين من ولاية بومرداس
التخوف من انتقال العدوى، لم يقتصر على بلدية بليمور لوحدها، بل تحول إلى ما يشبه الكابوس لسكان بلديات الولاية، خصوصا بالمناطق التي سجلت بها حالات الاشتباه، التي بلغت في مجملها 06 حالات، آخرها استقبال مصلحة الاستعجالات بمستشفى بوزيدي، لحالة جديدة يوم أمس الثلاثاء، تتعلق بشاب يبلغ من العمر 32 سنة، عاد مؤخرا من المغرب، أين كان له لقاء مع خاله المغترب، ما استدعى وضعه بجناح الحجر الصحي بعد ظهور أعراض الوباء عليه و تأكيد إصابة خاله العائد إلى فرنسا بالفيروس، ما زاد من مخاوفه، كما سجلت حالة اشتباه أخرى لشاب من بلدية بئر قاصد علي عاد من إيطاليا قبل أيام، بنفس المستشفى، تبين بعد إجراء التحاليل، أنه غير مصاب بالفيروس، فيما لا يزال الغموض يكتنف أربع حالات أخرى في انتظار وصول نتائج التحاليل، واحدة منهم لمغترب يبلغ من العمر 55سنة، يتواجد بجناح الحجر الصحي بمستشفى أحمد بناني برأس الوادي و الثلاثة المتبقين بمستشفى المنصورة و يتعلق الأمر بشاب يبلغ من العمر 25 سنة يقطن ببلدية المهير و حالتان لمسافرين من ولاية بومرداس، امرأة تبلغ من العمر 45 سنة و قريب لها في العقد الثالث من عمره، ظهرت عليهما أعراض الداء عند وصولهما إلى أحد المطاعم ببلدية اليشير، أين تم نقلهما على جناح السرعة إلى المستشفى و تحويلهما إلى جناح العزل .
مواطن اشترى 12 كيسا من الدقيق خوفا من الندرة ؟!
و بالموازاة مع الإجراءات الاحتياطية لتجنب الإصابة بالوباء، برزت بأغلب بلديات الولاية، مظاهر سلبية و حالات وصفت بالمرضية بين المواطنين، الذين تهافت العشرات منهم تحت تأثير العامل النفسي و خوفا من تسجيل الندرة في المواد الاستهلاكية خلال الأيام القادمة، على المراكز التجارية و المحال المخصصة لبيع السميد و مشتقاته، أين تحولت أغلب المحلات عبر إقليم الولاية، إلى مستودعات خاوية، في ظل اقتناء بعض المواطنين، حسب تجار، السميد كميات تتراوح بين القنطار إلى ثلاثة قناطير، أي 12 كيسا بوزن 25 كيلوغراما دفعة واحدة، ما جعل الكثير من التجار يعيدون حساباتهم بتوزيع هذه المادة الأساسية بكميات محدودة، خاصة بعد وقوع مناوشات مع المواطنين الذين تهافتوا على الشاحنات الممونة لنقاط بيع السميد و لم يتركوا للتجار فرصة لوضعها داخل محلاتهم، حيث تم توزيعها من الشاحنات مباشرة، مع تسجيل مضاربة في الأسعار التي فاقت 1600 دينار للكيس الواحد، في حين يقدر السعر القانوني بألف دينار.
قرارات ارتجالية تلهب أسعار الخضر
و تفتح أبواب الاحتكار و التهافت على المواد الاستهلاكية
و أشار عشرات المواطنين ممن التقينا بهم، إلى التأثير السلبي لقرارات غلق الأسواق اليومية و الأسبوعية على توزيع مختلف السلع و وفرتها، بما فيها سوقي بومزارق و شريفي المخصصين لبيع الخضر و الفواكه ، ما فتح الباب واسعا للاحتكار و المضاربة في الأسعار التي ارتفعت بنسبة تفوق 50 بالمائة، خاصة ما تعلق منها بأسعار الخضر و الفواكه بمدينة البرج، ، منتقدين عدم اتخاذ السلطات لحلول بديلة ، كفتح فضاءات معقمة مخصصة للبيع، حيث ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا، من 35 دينارا إلى 100 دينار و الطماطم من 80 دينارا إلى 120 دينارا و الفلفل من 100 دينار إلى 150 دينارا، كما عرفت أسعار جل الخضر و الفواكه زيادة معتبرة و هو ما يرجعه تجار التجزئة إلى الزيادات المسجلة في الأسعار و غلق أسواق الجملة.
قرارات بغلق الأسواق و تجميد جميع النشاطات الرياضية و الثقافية
و كغيرها من ولايات الوطن، أصدرت ولاية برج بوعريريج، قرارات بتوقيف جميع النشاطات الرياضية و الثقافية و الشبانية، إلى غاية تاريخ 5 أفريل المقبل، فضلا عن صدور قرار ولائي بوقف النشاطات التجارية في الأسواق اليومية و الأسبوعية و قاعات الحفلات و المطاعم التابعة لها و الحمامات بما فيها الحمامات المعدنية و المرشات و نوادي الانترنيت و المنشآت و المرافق الرياضية، بما فيها قاعات كمال الأجسام و المسابح و المقاهي و المطاعم و قاعات الصلاة و محطات الخدمات بالطرقات و الطريق السيار.
و بالموازاة مع بداية تطبيق هذه القرارات، باشرت مصالح النظافة عبر مختلف بلديات الولاية، عمليات تعقيم و تنظيف الشوارع الرئيسية و الأماكن و الساحات العمومية و الأماكن المعروفة بحركيتها الكثيفة و ارتياد المواطنين عليها، على غرار المرافق العمومية و الصحية و مكاتب البريد و البلديات و المديريات التنفيذية، بالإضافة إلى الحدائق و المساحات الخضراء، أين شوهد عمال النظافة بعاصمة الولاية و هم يرتدون ألبسة بيضاء يقومون برش المواد المعقمة بالقرب من ساحة القلعة و بالأماكن العمومية و محطة النقل البري للمسافرين و هي نفس المشاهد التي تناقلتها البلديات عبر صفحاتها، على غرار بلديات رأس الوادي، أولاد دحمان و برج زمورة .
متطوّعون شباب يعيدون تهيئة جناح الحجر الصحي بمستشفى بوزيدي
و على العكس من المظاهر السلبية، صنعت مجموعة من الشباب الاستثناء على مدار خمسة أيام كاملة، عكفوا فيها على إعادة تهيئة و تنظيف جناح الحجر الصحي بمستشفى بوزيدي لخضر الولائي، في مبادرة كشفت عن روح المواطنة و الوعي و الحس المدني الذي تحلى به شباب الولاية، حيث قاموا بعد نشر أحد المشتبه في إصابتهم بالفيروس منذ أيام، لفيديو صادم عن حالة و وضعية الجناح المخصص للحجر الصحي، بمبادرة تطوعية بالتنسيق مع إدارة المستشفى و أطباء في المصحة، بإطلاق عملية تنظيف شاملة لمختلف القاعات و دورة المياه و إعادة تهيئة و صيانة شبكة الكهرباء و إعادة طلاء الجدران و الأسقف، قبل الوصول إلى مرحلة التجهيز و وضع أفرشة و أغطية جديدة و أجهزة التلفاز داخل الغرف، بهدف توفير ظروف الراحة للمرضى.
و زيادة على هذه الهبة التضامنية، فقد خرج شبان من أنصار الفريق المحلي أهلي البرج، ينتمون لمجموعة ( ألتراس الأهلي )، في حملة تحسيسية و توعية، عبر مختلف الشوارع، أين قاموا بتوزيع مطويات تحتوي على أهم المعلومات و النصائح و الإرشادات المتعلقة بأعراض الوباء و كيفية الوقاية منه .
نتائج التحاليل سلبية لمغترب عائد
من فرنسا برأس الوادي
و أكدت، عشية أمس، مديرية الصحة بولاية برج بوعريريج، على أن نتائج التحاليل المخبرية للمريض المشتبه في إصابته بفيروس كورونا كوفيد 19 و الذي يتواجد بجناح العزل بمستشفى رأس الوادي، جاءت سلبية، ما يعني أنه غير مصاب بالفيروس و كان يعاني من أنفلونزا موسمية . و قد استقبلت مصلحة الاستعجالات بمستشفى أحمد بناني، المريض البالغ من العمر 55 سنة، الذي تم الاشتباه في إصابته بالفيروس، لكونه مغترب عاد من فرنسا مؤخرا و كان يعاني من أعراض مشابهة لأعراض الوباء المستجد، حيث تم وضعه بجناح الحجر الصحي، في إطار الإجراءات الاحترازية و الوقائية، ليتم التأكد من عدم إصابته بالفيروس، بعد الكشف عن نتائج التحاليل للعينة الخاصة به على مستوى معهد باستور.