تحدث عن وضع مخابر تحت المجهر لوقف التلاعب بسوق الأدوية: عون يعلن فتح تحقيق في تحويل أدوية السرطان إلى عيادات خاصة

كشف، أمس، وزير الصناعة الصيدلانية علي عون عن فتح تحقيقات تتعلق بتحويل أدوية خاصة بالسرطان من المستشفيات إلى العيادات الخاصة، وتحدث عن تسجيل ندرة في بعض الأدوية الخاصة بالسرطان في بعض المستشفيات في حين لم تسجل هذه الندرة في عيادات خاصة، وتحدث عن تواطؤ مسؤولين في تحويل هذه الأدوية من القطاع العام إلى الخاص، مؤكدا بأن هؤلاء سيحاسبون.
وقال علي عون في تصريح صحفي على هامش زيارته التفقدية لمخابر إنتاج الأدوية بالبليدة بأن الأدوية الخاصة بالسرطان التي يستوردها مجمع صيدال توجه للمستشفيات فقط وليس للعيادات الخاصة، وأشار إلى أن الدولة تستورد هذه الأدوية عن طريق الخزينة العمومية لتوجه للمستشفيات لا للعيادات الخاصة، مضيفا بأن المخالفين لهذه الإجراءات سيحاسبون ويعتبر ما قاموا به خطأ خطير.
من جهة أخرى قال علي عون بأن التلاعب بالسوق الوطنية فيما يخص الأدوية يجب وقفه، وتحدث عن وضع مخابر مختصة تحت المجهر، منها مخبر قام بزيارته أمس بمدينة بوفاريك مختص في صناعة أقلام الأنسولين، وتساءل وزير الصناعات الصيدلانية عن سبب تأخر إنتاج الأنسولين في الجزائر إلى غاية سنة 2023، وتحدث خلال زيارته لهذا المصنع عن تسجيل تلاعب من طرف جزائريين وأجانب في هذا الملف من أجل مواصلة الاستيراد على حساب الإنتاج المحلي.
وأشار الوزير على هامش إشرافه على إطلاق مصنع لصناعة أقلام الأنسولين ببوفاريك بولاية البليدة إلى أن هذه الخطوة هامة، في حين المهم حسبه لما نصل إلى إنتاج الأنسولين، خصوصا وأن الجزائر تحصي 2.5 مليون مريض بالسكري يستعملون الأنسولين، مضيفا بأن إنتاج هذا الدواء سيخفف العبء على صناديق الضمان الاجتماعي.
وفي الإطار ذاته قال علي عون بأن الجزائر ستغطي احتياجاتها من الأنسولين خلال السنة الحالية بنسبة تتراوح ما بين 40 إلى 50 بالمائة وهذه الخطوة هامة حسبه خصوصا وأن هذا الدواء يكلف سنويا الخزينة العمومية حوالي 400 مليون أورو، مشيرا إلى أن الجزائر بإمكانها عن طريق هذا المبلغ إنجاز مصنع كل عام مختص في إنتاج الأنسولين، مؤكدا بأن استيراد هذا الدواء يجب أن يتوقف.
المسؤولون الذين أغلقوا مصنع قسنطينة للأنسولين سيحاسبون
تساءل علي عون مرة أخرى عن السبب الذي جعل الجزائر تتأخر إلى غاية سنة 2023 للشروع في إنتاج الأنسولين، وتحدث في هذا الإطار عن مصنع قسنطينة لإنتاج هذا الدواء الذي فتح أبوابه في سنة 2006 في حين تم وقف الإنتاج به في سنة 2012، وقال بأن الذين أغلقوا المصنع سيحاسبون والملف موجود وسيفتح في وقته، مضيفا بأن الجزائر ضيعت تقريبا 10 سنوات وكان بإمكانها تغطية احتياجات المستشفيات من الأنسولين عن طريق مصنع قسنطينة.
من جهة توقع وزير الصناعة الصيدلانية انطلاقة قوية لصناعة الأدوية في الجزائر، متحدثا عن قرب إطلاق مشاريع جديدة لصناعة أدوية السرطان بتوجيهات من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وقال بأن تغطية السوق الوطنية من الأدوية تقدر حاليا ب60 بالمائة.
وعلى هامش زيارته لفرع مجمع صيدال بالبليدة انتقد علي عون التأخر المسجل في تنفيذ التعليمات المتعلقة بإصلاح هذا المجمع وتجديد أساليب التسيير، وقال أن هذا المجمع يجب أن يكون قاطرة صناعة الأدوية في الجزائر ولا يبقى الاتكال على المخابر الأجنبية، وأشار في هذا السياق علي عون إلى أن مجمع صيدال كان في سنة 2008 يحتل المرتبة الثالثة عالميا في إنتاج الأدوية الجنيسة، في حين كان مخبر صهيوني يحتل المرتبة 80 في تلك الفترة، لكن مع الإرادة التي كانت موجودة لتكسير مجمع صيدال تقهقر إلى المراتب الأخيرة والمخبر الصهيوني يحتل المرتبة الأولى عالميا حاليا، وفي نفس الوقت كان مجمع صيدال ينتج حوالي 380 نوعا من الأدوية وتراجع العدد اليوم إلى حوالي 60 إلى 70 دواء ، مضيفا بأن الفشل غير مسموح اليوم، وقال بأن إصلاح وتجديد مجمع صيدال جاء بحرص من رئيس الجمهورية، كما دعا في السياق ذاته إلى رفع أجور عمال مجمع صيدال ابتداء من شهر مارس القادم، متحدثا عن تسجيل عدم عدالة في توزيع الأجور بين المسؤولين وباقي العمال في ذات المجمع.