إجراءات للوقاية من الحمى القلاعية: غلق أسواق الماشية بعدة ولايات شرقية

تقرر غلق أسواق الماشية في عدد من الولايات الشرقية للبلاد، في إطار الوقاية من انتشار الحمى القلاعية، فيما انطلقت عمليات التلقيح ضد هذا المرض. وكشفت مصالح ولاية جيجل، عن قرار ولائي يتضمن غلق الأسواق الأسبوعية للماشية ويتعلق الأمر بأسواق بلديات، جيجل، الميلية، والطاهير. وحددت مدة الغلق بشهر وذلك خلال حملة التلقيح التي تمت مباشرتها وتمدد حسب الحالة الوبائية بالولاية، حيث تم التأكيد على أن العملية إجبارية وتشمل جميع المواشي التي يفوق عمرها شهرين.
كما أشار القرار، إلى أنه لا يسمح بتنقل الماشية عبر تراب الولاية، إلا إذ كانت مصحوبة بشهادة توجيه صحية صادرة عن المصالح البيطرية الرسمية، تثبت السلامة السريرية، كما تبين صنف وعدد الحيوانات ووسيلة النقل والاتجاه المتبع.
وقد جاء الإجراء بناء على عدة قرارات وزارية وكذا مراسلات تتضمن نتائج تحاليل مخبرية وردت من المخبر الجهوي البيطري بقسنطينة، وبناء على التصريح الرسمي بمرض حيواني صادر عن المفتش البيطري بالولاية في تاريخ 20 ديسمبر 2023.
وأشارت مصادر موثوقة للنصر، إلى وجود حالات مشتبه فيها لأبقار تحمل أعراض الإصابة بمرضى الحمى القلاعية بالشقفة، حيث تم أخذ العينات لإجراء تحاليل، في انتظار صدور نتائج من المخبر الجهوي، في وقت تم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية. وقد تجندت المصالح الفلاحية والبيطرية عبر مختلف الفروع الفلاحية والبلدية، للقيام بعمليات التلقيح للأبقار وكذا تحسيس الفلاحين بالمخاطر الموجودة.
كما أفاد مصدر مطلع من مديرية المصالح الفلاحية بقسنطينة للنصر، أن السلطات الولائية أصدرت قرارا بغلق السوق الأسبوعي للماشية في الخروب في إطار الإجراءات الوقائية من مرض الحمى القلاعية، حيث انطلقت عملية التلقيح بعد جلب ما يقارب 35 ألف جرعة من لقاح المواشي ضد هذا المرض، في حين أعلنت مصالح الولاية عن تجنيد بياطرة بالتنسيق مع المصالح الأمنية على مستوى نقاط المراقبة ومداخل البلديات، من أجل منع انتشاره. وقد نصبت مصالح ولاية قسنطينة نهاية الأسبوع الماضي لجنة يقظة لمكافحة الحمى القلاعية، بعد ظهورها في عدة ولايات.
من جهتها، نشرت غرفة الفلاحة لولاية قسنطينة نهاية الأسبوع إعلانا لفائدة المربين، حيث أوصت بتجنب أسواق الماشية لحماية حيواناتهم من خطر تلقي العدوى، فيما حذرت المربين من السماح للغرباء بدخول مزارعهم، فضلا عن ضرورة الاتصال بمكتب المفتشية البيطرية أو الطبيب البيطري الخاص الأقرب لمكان الإقامة في حال تسجيل الأعراض، كما شددت على ضرورة عزل الحيوان الذي تظهر عليه الأعراض وتطهير الإسطبلات وتهيئة الأحواض المخصصة لذلك عند مداخلها.
وباشرت مصالح بلدية قسنطينة حملة مراقبة على مستوى مزارع تربية المواشي، حيث أوضح رئيس لجنة الصحة والنظافة بالبلدية، سامي مسعودي، للنصر، أن بياطرة البلدية قاموا بتحسيس المربين بالإجراءات الوقائية الواجب اتخاذها ضد الحمى القلاعية خلال عملية الرقابة والتحسيس من طاعون المجترات الصغيرة التي استهدفت منطقتي الجباس وصالح باي بمندوبية بوذراع صالح منتصف شهر ديسمبر، كما مست حي الشلاغمة في النعجة الصغيرة ببوالصوف ونقاط تواجد المربين في الزيادية، كما سيتم إنجاز مطوية تحسيسية من الحمى القلاعية.
وأكد محدثنا عدم تسجيل أي إصابة بالحمى القلاعية إلى حد الساعة ببلدية قسنطينة، حيث أشار إلى أنها مرض فيروسي يتسبب في خسائر للمربين لأنه يجعل الحيوانات غير مدرة للحليب وغير قادرة على الرعي، ما يؤثر على إنتاج اللحوم والحليب. ونبه المصدر نفسه أن بياطرة البلدية سيقومون بزيارة إلى المربين المتواجدين في منطقة الكاف لكحل بجبل الوحش يوم غد الأربعاء من أجل المراقبة والتحسيس، فيما أشار إلى أنهم أوصوا المربين بتغيير ملابسهم وغسل أيديهم عند العودة من الأسواق ودخول إسطبلات المواشي، فضلا عن ضرورة استعمال الجير للتطهير لتفادي انتقال العدوى في أحذيتهم.
من جهة أخرى شرعت مديرية المصالح الفلاحية بولاية برج بوعريريج، أمس، في تطبيق قرار غلق أسواق الماشية عبر جميع البلديات، مع المنع التام لنقل الأبقار ورؤوس المشية والماعز، إلا بترخيص من مصالح مفتشية البيطرة، في إطار التدابير المتخذة لتجنب انتقال عدوى الحمى القلاعية.
وأكدت المفتشة البيطرية، بخوش عزيزة، في حديثها للنصر، أن الإجراء يأتي تطبيقا لتعليمات الوزارة الوصية، فضلا عن الشروع في حملة التلقيح المكثفة بهدف محاصرة الوباء والوقاية منه، كاشفة عن تسريع إجراءات منح حصص اللقاحات و توزيعها على 43 طبيبا بيطريا من الخواص، بهدف إطلاق حملة التلقيح المكثفة على مدار شهر كامل لتشمل جميع المستثمرات الفلاحية، مشيرة إلى الاستفادة من حصة إضافية لتصل بذلك الحصة الإجمالية 21 ألف جرعة، ما يكفي لتغطية احتياجات الولاية، مع العلم أن الحملة تستهدف أزيد من 18 ألف رأس من الأبقار.
وأكدت مصادرنا دخول مصالح البيطرة في حالة استنفار قصوى، بعد اكتشاف بؤرة للوباء ببلدية تكستار، على مستوى مستثمرة خاصة، والتأكد من إصابة 4 رؤوس من الأبقار بعد الكشف عن نتائج التحاليل للعينات، وتبين من خلال التحقيقات الأولية أن صاحب المستثمرة نقل العدوى في نفس اليوم الذي تنقل فيه إلى سوق المواشي بولاية سطيف. وأكدت المفتشية البيطرية، تفعيل دور خلية اليقظة واتخاذ جميع التدابير لمنع انتشار الداء وتحسيس الفلاحين بخطورته.
كما أصدر والي أولاد جلال، عيسى عزيز بوراس، قرارا يقضي بغلق أسواق الماشية مؤقتا بصفة تحفظية ووقائية ومنع تجمع الحيوانات لتفادي الإصابة بداء الحمى القلاعية، خاصة سوق بلدية البسباس. ويتضمن القرار أيضا، تنظيم حملة تلقيح واسعة ضد المرض ويمنع تنقل الحيوانات ماعدا الأبقار بشرط استظهار شهادة التلقيح، والحيوانات الموجهة للذبح، مصحوبة بشهادة بيطرية تبين الصنف ووسيلة النقل، على أن يتم إعلام المواطنين بعد تحسن الوضعية واستقرارها. المراسلون