قطع اتحاد سدراتة خطوة عملاقة، نحو الظفر بتأشيرة الصعود إلى قسم ما بين الجهات، عبر بوابة رابطة عنابة الجهوية، في أعقاب نجاحه في الخروج من منعرجات الذرعان وفي جعبته 3 نقاط ثمينة، لأن هذا الانتصار قرّب أبناء "المايدة" من تجسيد حلم تاريخي، انتظروه منذ قرابة 80 سنة، مادامت الوضعية الراهنة تبقي الاتحاد بحاجة إلى نقاط مقابلتين داخل الديار لضمان الصدارة، قبل المرور إلى الاحتمال الضئيل المقترن بفوز الوصيف وفاق سوق أهراس بالمباريات الأربعة المتبقية، لأن هذه الحالة تجبر "السدراتية" على البحث عن نقطة واحدة في سفريتين. هذه الإفرازات، كانت ميزة الجولة 26، والتي بصم فيها اتحاد سدراتة على انتصار هو الأغلى في مشواره هذا الموسم، لأن العودة بالزاد كاملا من الذرعان عبّد الطريق أكثر نحو منصة التتويج، بعد "سيناريو" مثير، كان فيه أهل الدار سباقين للتهديف بواسطة بوعطيط، ليأتي رد الضيوف قويا وسريعا بثنائية نجمة، قلب بها الطاولة ومعها حسابات الصعود، ولو أن الدقيقة الأخيرة شهدت تألق حارس سدراتة بوترعة، بتصديه لركلة جزاء، مما مكن الاتحاد من كسب نقطتين من ذهب في معادلة اللقب، لأن الفوز التاسع خارج الديار كان كافيا لإعطاء إشارة انطلاق احتفالات أبناء "المايدة" من ملعب الذرعان، لتعيش المدينة على وقع ليلية بيضاء، بحكم أن الفريق يبقى مجبرا على تحصيل نقاط مقابلتين في داخل القواعد للاطمئنان على ورقة الصعود إلى قسم ما بين الرابطات. إلى ذلك، فإن الوصيف وفاق سوق أهراس حقق الأهم بانتزاع النقاط الثلاث أمام الضيف جيل مجاز عمار، دون عناء، بثلاثية نظيفة، لكن هذا الفوز لم يكن له مفعول كبير على وضعية الوفاق في معادلة الصعود، خاصة بعد نتيجة مباراة الذرعان، لأن أبناء "طاغست" أصبحوا ينتظرون تجسيد حسابات تصنف في خانة "المعجزة" لقلب الموازين في الجولات الأربعة المتبقية، وذلك بشرط حصدهم العلامة الكاملة، بما فيهم "الديربي" مع سدراتة، وكذا ترقب تعثر الرائد في لقاء آخر، رغم أن الاتحاد سينهي الموسم بتاملوكة، بالنزول في ضيافة حامل الفانوس الأحمر، وهي رزنامة من شأنها توضيح الرؤية مسبقا، إلا أن حقيقة الميدان تستوجب تمديد "السيسبانس". وعلى قمة الهرم، فإن الأمور على مستوى القاعدة تم الحسم فيها، مادام نجم تاملوكة قد تعرّف على مصيره مسبقا، بالتدحرج إلى الجهوي الثاني، وقد تلقى أثقل هزيمة في الموسم، بانهياره بالقوة الثامنة في عقر الديار أمام وفاق تبسة، بينما سيضطر شباب هواري بومدين إلى البقاء في قاعة الانتظار، وترقب إفرازات السقوط من قسم ما بين الجهات، لأن الهزيمة التي تلقاها ببرحال نصبته في الصف ما قبل الأخير، وتواصل مغامرته في الجهوي الأول لموسم آخر مرهون بعدم سقوط أي فريق من إقليم رابطة عنابة، حيث تتواجد "الحمراء" واتحاد بوخضرة ضمن كوكبة المهددين بالنزول.
