أنصار الخضر يخطفون الأضواء من " الهوليغانز " و مشجعي منتخبات كبيرة صنع المناصرون الجزائريون الحدث مرة أخرى، وكان مطار تيامبو الدولي بجوهانسبورغ فجر أول أمس الخميس، مسرحا لمهرجان جزائري خالص، استقطب اهتمام كبريات الفضائيات والصحف العالمية، لأن الصور التي صنعتها الجماهير الجزائرية تبقى نادرة بالنسبة للملايين من المتعلقين بكرة القدم، كون النشيد الوطني الجزائري و عبارة " وان، تو، ثري ، فيفا لالجيري " دوت أرجاء المطار و أفقدته هدوءه المعهود، وذلك باعتراف وشهادة العاملين به. وصول الفوج الأول من الأنصار الجزائريين إلى مطار جوهانسبورغ كان في حدود الساعة الثانية و الربع من فجر أول أمس الخميس، بعد رحلة جوية مباشرة على متن طائرة " لالة ستي " من نوع " أربيس 330 " التابعة للخطوط الجوية الجزائرية، وهي نفس الطائرة التي كان المنتخب الوطني قد تنقل على متنها من ميونيخ يوم الإثنين المنصرم، و قد كان مطار تيامبو هادئا لخلوه من الحركة بإنحصار التواجد على العمال الذين كانوا ينتظرون وصول أنصار المنتخبات المعنية بالمشاركة في النسخة التاسعة عشر من العرس الكروي العالمي ، لكن الأمور أخذت بعدا آخر عندما حطت الطائرة المزينة بالعلم الجزائري بأرضية مطار تايمبو، حيث لم يتأثر أغلب المناصرين الجزائريين بمشقة السفر و سرقوا الأضواء من أنصار بقية المنتخبات الأخرى، إلى درجة أن الجنوب إفريقيين سارعوا إلى التجاوب مع العرس الجزائري. صحيفة إنجليزية تعد "روبورتاجا" عن أنصار الخضر و من باب الصدف تزامن وصول الفوج الأول من المناصرين الجزائريين إلى مطار جوهانسبورغ الدولي، مع حط فوج من أنصار منتخب إنجلترا الرحال بجنوب إفريقيا، و هو الأمر الذي إستغلته بعثة إعلامية لصحيفة " دايلي مايل " من أجل إعداد روبورتاج عن أنصار المنتخب الجزائري، سيما و أن عشاق " الخضر " أبهروا العالم في الأسابيع القليلة الماضية، بتوافدهم القياسي على مكان إجراء المنتخب لتربصاته ومبارياته الودية الإعدادية التي تخللت معسكري سويسرا و ألمانيا. إهتمام الإعلام الإنجليزي بالمناصرين الجزائريين لم يكن من الجانب السلبي و "الهوليغانية" المشهورة لدى أنصار منتخب إنجلترا، و إنما من باب الإنبهار بالعلاقة الوطيدة التي تربط الأنصار بمنتخبهم، والتعلق بالألوان الوطنية، إلى درجة أصبح لغزا محيرا بالنسبة للإنجليز، لأن الأنصار الجزائريين كان حضورهم قويا في مباراة دوبلن ضد إيرلندا، مما دفع بالصحافة الإنجليزية إلى التركيز على هذه القضية، و"الروبورتاج" الذي أنجز كان بالإعتماد على صور وصول الفوج الأول إلى مطار تايمبو، كما الحديث مع بعض المناصرين و الإعلاميين، و هذا كله في إطار التحضير لمقابلة الجمعة القادم والمقررة بمدينة كاب تاون. تغيير مقر الإقامة من جوهانسبورغ إلى بريتوريا عند الوصول إلى مطار جوهانسبورغ كان أغلب المناصرين يعتقدون بأنهم سيقيمون بفنادق في العاصمة جوهانسبورغ، لكن المعطيات تغيرت، لأن الجهات التي أشرفت على تنظيم عملية تنقل 1846 مناصرا إلى جنوب إفريقيا إختارت إقامة هويس أكيرا بمدينة بريتوريا لإقامة كافة المناصرين الجزائريين الذين إنتقلوا في إطار الرحلات المنظمة ، علما و أن وصول الفوج الأول من الأنصار إلى جوهانسبورغ في ساعة جد مبكرة من الفجر حال دون برمجة إستقبال رسمي، و مع ذلك فقد سجلنا تنقل مغتربين جزائريين إلى مطار تايمبو لإستقبال هذا الفوج، و يتعلق الأمر بشاب في العقد الثالث من العمر يحترف المهن والنشاطات الحرة، و كذا أستاذ محاضر في جامعة جوهانسبورغ، الأول ينحدر من ولاية البويرة و الثاني من مدينة دلس بولاية بومرداس. هذا و تجدر الإشارة إلى أن المناصرين الجزائريين لم تعترضهم أية صعوبة عند الوصول إلى جوهانسبورغ، حيث لم تدم الإجراءات الإدارية فترة طويلة، قبل أن يتحصل كل مناصر على شريحة هاتف نقال بالمجان على مستوى المطار، لتكون بعدها الوجهة مدينة بريتوريا الواقعة على مسافة نحو 65 كيلومتر من العاصمة جوهانسبورغ أين وزع الأنصار على غرف فردية في إقامة " هويس أكيرا "، و التي هي في حقيقة الأمر إقامة جامعية. الطائرة تحولت إلى مدرجات ملعب قرابة 9 ساعات كانت الرحلة من مطار هواري بومدين إلى جوهانسبورغ طويلة و شاقة، و دامت 8 ساعات و32 دقيقة، لأن هذا الجسر الجوي المباشر يمتد على مسافة 7456 كيلومتر، و قد إندهش ال 242 مناصرا الذين كانوا ضمن أول فوج عندما أعلن القائد بلال عن هذا الرقم مباشرة عقب الإقلاع من الجزائر العاصمة، غير أن الأمور كانت مميزة، على اعتبار أن أنصار الخضر أعربوا عن دعمهم المطلق للشيخ سعدان و أشباله على متن الطائرة، بدليل أنهم حولوا الطائرة إلى مدرجات ملعب لكرة القدم، فهتفوا مطولا بحياة بعض العناصر أمثال زياني، بوقرة و عنتر يحي، و هي الأجواء التي قابلها وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار بجولة داخل الطائرة، تحدث من خلالها مع المناصرين الذين أضفوا على الرحلة الطويلة أجواء إستثنائية، و لو أن طول المسافة ألقى بظلاله على "أوركيسترا" الأنصار الذين اضطروا للخلود إلى الراحة و النوم عند دخول الإقليم الجوي لجمهورية الكونغو الديمقراطية، وهذا من أجل استرجاع القليل من الأنفاس، لكن و قبل نصف ساعة من حط الرحال بأرضية مطار تايمبو قرر الأنصار صنع الحدث و خطف الأضواء من الجميع ، فكانت الأجواء كبيرة عند الوصول إلى جوهانسبورغ، علما و أن الفوج الأول كان ضمنه وزير الشباب والرياضة و بعض إطارات وزارته، و كذا بعض اللاعبين القدامى في المنتخب الوطني من أمثال مختار كالام، السعيد وشان و مصطفى مكسي، إضافة إلى 45 صحفيا من مختلف وسائل الإعلام المكتوبة و المسموعة. تهافت كبير من المغتربين على مقر الإقامة وصول الفوج الأول فجرا إلى جوهانسبورغ و نقله برا إلى بريتوريا على متن 6 حافلات، لم يمنع العشرات من الجزائريين المغتربين في جنوب إفريقيا من التهافت على إقامة هويس إيكيرا لإستقبال أبناء البلد، و تمكينهم من إستكمال الإجراءات الإدارية على مستوى مقر الإقامة، لأن مشكل اللغة طرح بحدة بالنسبة لأغلب المناصرين الجزائريين، و قد أرغم سمير وهو شاب في العقد الرابع من العمر، ينحدر من ولاية تيزي وزو، على البقاء مع الأنصار أزيد من 7 ساعات قصد توعيتهم و تحذيرهم، لأن المخاوف من الجانب الأمني كبيرة، والوصول إلى جنوب إفريقيا، يقابله تحذير شديد من السير وحيدا في أي شارع من شوارع بريتوريا أو جوهانسبورغ. هذا و كان المناصرون الجزائريون الأكثر نشاطا بشوارع بريتوريا طيلة يوم الخميس، خاصة بضاحية أيكروم ستريث، حيث إكتست المنطقة حلة مميزة بالرايات و الأعلام الوطنية، مما جعل أنصار منتخب الأرجنتين على النزول إلى الشارع ووقوفهم إلى جانب الجزائريين في العرس الكروي العالمي، بحكم الجوار في مقرات الإقامة في بريتوريا، و لو أن الصور النادرة التي يصنعها الجزائريون في كل شبر من الكرة الأرضية أثار إعجاب المئات من المناصرين الأرجنتينيين الذين لم يفوتوا الفرصة لأخذ صور تذكارية بالرايات الجزائرية، رغم أن عدد المناصرين الجزائريين الذين كانوا متواجدين في بريتوريا يوم الخميس لم يكن يتجاوز ال 500 ، إلا أن التعلق الكبير بالمنتخب و العلم الوطني و كذا الطرق الفريدة من نوعها في التشجيع كلها عوامل جعلت الجزائريين وعلى قلة عددهم يخطفون الأضواء من " هوليغانز" إنجلترا، و كذا أنصار منتخبات مرشحة للتنافس على التاج العالمي أمثال البرازيل، الأرجنتين و إيطاليا. الدفعة الثانية وصلت فجر أمس إلى بريتوريا إرتفع عدد المناصرين الجزائريين يوم أمس الجمعة إلى نحو 780 بمدينة بريتوريا على إعتبار أن الدفعة الثانية من الأنصار حطت الرحال بجوهانسبورغ في ساعة جد مبكرة من الفجر، و قد تم تعليق علم جزائري بالباب الرئيسي إقامة " هويس إيكيرا " لتمكين كل المناصرين من تحديد موقع الإقامة، و بالمرة تسهيل مهمة الجهات الأمنية في توجيه الأنصار، لأن بريتوريا تجاوبت مع الحدث و واكبت فعاليات العرس الكروي العالمي بإستقبالها الآلاف من المناصرين، و يبقى الحضور الجزائري مميزا في هذه المدينة التي تعد ثاني مدن المونديال من حيث الإقبال الجماهيري بحكم قربها من العاصمة جوهانسبورغ. مع العلم و أن إلتحاق المناصرين الجزائريينبجنوب إفريقيا يبقى متواصلا إلى غاية فجر غد الأحد، إذ يكون فوج ثالث يضم أعضاء من المكتب الفيدرالي، و شخصيات سياسية و كذا رؤساء الرابطات الولائية و الجهوية قد وصل إلى بريتوريا في ساعة مبكرة من فجر اليوم، على أن تصل الدفعة الأخيرة صبيحة الغد، لتتوجه مباشرة إلى بولوكواني لمناصرة الخضر ضد إيرلندا.
