تشهد تظاهرة "معرض الصحراء" التي تتواصل بولاية الأغواط إقبالا واسعا للجمهور يعكس الإهتمام المتزايد والرغبة في الإطلاع على ما تزخر بها ولايات الجنوب من تراث مادي وغير مادي واكتشاف خصوصياتها الإجتماعية من عادات وتقاليد. و يحتوي هذا المعرض الذي تحتضنه دار الثقافة التخي عبدالله بن كريو بعاصمة الولاية و المنظم في إطار إحياء شهر التراث بطاقات فنية شاملة حول الحظائر الوطنية الثقافية الخمس مع التركيزعلى المنشأة حديثا منها وهي حظائر الأطلس الصحراوي (الأغواط) و تندوف و أدرار. و تشتمل محتويات المعرض على إبراز النظم التقليدية للحياة البدوية الصحراوية على غرار نظام السقي التقليدي "الفقارة" والجمال المستعملة في ترحال البدو الرحل ومختلف الآلات البسيطة المعتمدة لدى هؤلاء السكان في شتى مناطق الصحراء مع الإشارة لوجود بعض الفوارق من منطقة لأخرى. كما احتلت القصور العتيقة والمعالم الأثرية والأنماط الهندسية والمعمارية السائدة في البناءات القديمة بهذه الجهة الشاسعة من الوطن حيزا كبيرا في هذه التظاهرة الثقافية فضلا عن تحديد انتشار المواقع الجنائزية والنقوش والرسومات الصخرية الكثيرة الموجودة بها. كما تبرز لوحات فنية تصور جمال الطبيعة الصحراوية أهمية تلك المواقع التراثية العريقة في ذاكرة الأمة كتراث مادي يمثل هوية شعبها ويحفظ مراحل وحقب من العصور التاريخية والحضارات الإنسانية المتعاقبة عليها مما يستوجب حمايتها والمحافظة عليها. وقد ساهمت طريقة العرض وتقديم المعلومات المعتمدة في هذا المعرض الذي ينظمه الديوان الوطني للحظيرة الثقافية للأطلس الصحراوي في جذب الجمهور للإستفسار عن المخطوطات والمجلدات المعروضة وعن أنواع النباتات والحيوانات البرية والمناخ السائد في الصحراء. هذا و يشتمل "معرض الصحراء" أيضا الذي أفتتح الخميس الفارط ويدوم إلى غاية يوم الأربعاء منتوجات الصناعات التقليدية من زرابي و أفرشة تشتهر بها منطقة جبل العمور وعين ماضي وألبسة وأواني قديمة بمشاركة جمعيات نسوية محلية نشطة في هذا المجال. و يهدف هذا المعرض المتزامن مع الإنطلاق الفعلي لنشاط الديوان الوطني لحظيرة الأطلس الصحراوي بالأغواط إلى التأسيس لعلاقة بين هذه الهيئة و المواطن بخصوص حماية وصيانة الممتلكات التراثية سواء المادية منها أو غير المادية، كما أوضح مدير الديوان السيد فريد شنتير.
