الجزائر - تعقد منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) غدا الاثنين اجتماعا وزاريا دوليا لبحث الإجراءات الضرورية لتنسيق الجهود الدولية للتصدي للمجاعة في منطقة القرن الأفريقي والتي تهدد حياة الملايين من الأشخاص خاصة في الصومال. وذكرت مصادر إعلامية اليوم الأحد نقلا عن جاك ضيوف رئيس المنظمة "أن مئات الأشخاص يموتون كل يوم وإذا لم نتخذ إجراءات الآن سيختفي عدد اكبر منهم". وحذرت المنظمة التي تتخذ من العاصمة الايطالية روما مقرا لها في تقرير لها من تدهور الظروف في الاشهر القادمة اذا لم يتم اتخاذ اجراءات مهمة حيث يحتاج حوالي 12 مليون شخص في القرن الافريقي الى مساعدات عاجلة. وتناشد منظمة الأغذية والزراعة المجتمع الدولي تخصيص حوالى 120 مليون دولار امريكى في شكل مساعدات زراعية عاجلة لمكافحة الجفاف الذي تتأثر به المنطقة بأسرها وخاصة الصومال. وحسب التقرير الأممي، فإن عدد الصوماليين الذين يحتاجون الى المساعدات الانسانية ازداد من 2.4 مليون الى 3.7 مليون في الاشهر الستة الماضية مع استمرار الأزمات والنزاعات الجارية التي ضربت البلاد منذ عام 1991. ويشارك في هذا الاجتماع وفود من الدول الأعضاء بالمنظمة والمنظمات الاخرى في الأممالمتحدة والكتل الدولية والبنوك ومنظمات غير الحكومية. ومحاولة منها لتقديم مساعدات للدول المتضررة من الجفاف والمجاعة قررت منظمة التعاون الإسلامي اطلاق حملة خلال شهر رمضان المقبل لحشد الموارد بهدف تقديم المساعدات لمواجهة الأوضاع المتفاقمة في العديد من الدول الأعضاء وخصوصا الصومال. من حهته، دعا الرئيس الصومالي السابق عبدالله يوسف أحمد المجتمع الدولي إلى المساهمة في مواجهة الأوضاع الإنسانية الحرجة بسبب أزمة المجاعة التي تهدد بلاده والتي اعتبرها "الأسوأ منذ عقود" معربا عن إعتقاده بأن المجتمع الدولى لم يقم بما فيه الكفاية للحد من آثار أزمتي الجفاف والمجاعة . وسعيا منها لبحث كيفية تحقيق زيادة ملموسة في الالتزامات الخاصة بالغذاء وايجاد حلول دائمة لمشاكل الغذاء في منطقة القرن الأفريقي التي تفاقمت في المدة الأخيرة نتيجة الجفاف دعت كينيا إلى عقد مؤتمر دولي شهرأوت المقبل في نيروبي. وحذر برنامج الغذاء العالمي أمس السبت من إمكانية إتساع نطاق المجاعة في الصومال بسبب تعذر وصول مساعدات الاغاثة إلى أكثر من 2ر2 مليون شخص يحتاجون إليها بسبب تصرفات المسلحين الذين يسيطرون على بعض المناطق بالصومال. ويشهد الصومال إنفلاتا أمنيا منذ عام 1991 حيث تحاول حركة "الشباب المجاهدين" المتمردة التي تسيطر على مناطق كبيرة من البلاد الإطاحة بالحكومة الصومالية الانتقالية المدعومة من المجتمع الدولى و ترفض السماح لمنظمات الاغاثة الإنسانية العمل في المناطق التي تسيطر عليها. وكان برنامج الغذاء العالمي قد أعلن أن هناك حاجة إلى 342 مليون دولار إضافية لتقديم مساعدات غذائية خلال الاشهر الستة المقبلة لضحايا الجفاف الذين يقدر عددهم بنحو 3ر11 مليون شخص بسبب موجة الجفاف الحادة التي تجتاح منطقة القرن الأفريقي. وسبق لقاء غدا الاثنين في روما جولة مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المساعدات الانسانية كريستالينا جورجيفا إلى كل من كينيا والصومال للوقوف على حجم المساعدات التي ينبغي توفيرها لهاتين الدولتين التي تعاني من المجاعة واصفة الأزمة الكبيرة التي تعصف بالبلدين بأنها "حالة طوارئ غير عادية" مشيرة إلى أن الأوضاع هناك مماثلة او أسوأ من تلك التي كانت موجودة خلال المجاعة التي عانت منها منطقة القرن الأفريقي في ثمانينيات القرن الماضي. وفي هذا الشأن، كشفت المسؤولة الأوروبية عن عزم المفوضية الأوروبية زيادة التمويل المخصص للمنطقة من 64 مليون يورو في بداية العام إلى حوالي 160 مليون يورو، إلا أنها أوضحت مع ذلك أن الأهم هو كيفية إيصال هذه الاموال إلى من هم في حاجة إليها خاصة في الصومال . وفي أعقاب الأوضاع المزرية التي تعيشها الصومال بسبب الجفاف والمجاعة حذرت الأممالمتحدة من كارثة إنسانية في هذا البلد الذي يعاني أزيد من نصف سكانه من مجاعة حادة مبرزة أن تأثير الوضع الداخلي هناك سيمتد إلى الدول المجاورة. ودعا الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، بان كي مون، الدول المانحة إلى تعبئة جهودها لجمع 6ر1 مليار دولار بغرض مكافحة المجاعة في الصومال. كما ناشد الاتحاد الافريقي الدول الأعضاء والمجتمع الدولي ومختلف الجهات المانحة تحمل مسؤولياتهم تجاه شعب الصومال والاسهام في تخفيف محنته ومعاناته. وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي توم دونلون دعا الى ضرورة معالجة مشكلة المجاعة في القرن الأفريقي الناجمة عن الجفاف الحاد الذي تعانيه المنطقة منذ مدة طويلة فضلا عن الحروب. وأكدت الأممالمتحدة رسميا وجود مجاعة في منطقتى "باكول" و"لور شابيلى" بجنوب الصومال مشيرة إلى أن الأوضاع الإنسانية تدهورت بشكل سريع.
