بدأت أشغال المؤتمر الأول للمغتربين العرب اليوم السبت بالقاهرة بمشاركة كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية بالخارج حليم بن عطا الله لبحث قضايا الجالية ودورها في التنمية في الدول العربية. ويهدف المؤتمر الذي تنظمه الجامعة العربية على مدى يومين تحت شعار" جسر التواصل" إلى مناقشة كيفية تعزيز تواصل الجالية مع العالم العربي ودور منظمات المجتمع المدني في النهوض بالأوضاع العامة للجاليات العربية من الجوانب الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية . ويتناول المشاركون خلال هذا المؤتمر الذي يعقد بناء على قرار من الوزراء العرب المعنيين بشئون الهجرة والمغتربين العرب فى اجتماعهم الأول فى 18 فبراير 2008 دور الجالية العربية وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان وإيجاد إطار تنظيمي للمغتربين العرب. ويتضمن المؤتمر عقد لقاء مفتوح للوزراء المعنيين بشؤون الهجرة مع المشاركين من الجاليات العربية المقيمة بالخارج . وفي تدخله في الجلسة الافتتاحية دعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى وضع إطار وآليات للتعاون بين المغتربين العرب وبين أوطانهم العربية دون أن يؤثر ذلك على علاقاتهم بأوطانهم الجديدة. وقال موسى أن من أكبر التحديات التي تواجه المغتربين العرب هي "الدعوات للصراع بين الحضارات" وقال "هناك صراعا بين الحضارات لكنه صراع بين الأجنحة المتطرفة بين الحضارات أما الأغلبية فهي تعايش وتداخل ومشكلات ولكن هناك حياة أما العنف فهو بين المتطرفين من الجانبين". وبعد أن أشار إلى اهتمام الجامعة العربية بالتواصل ومد جسور الحوار البناء مع المغتربين العرب أكد أن هذا الاهتمام يحتاج إلى" تأطير" وأن هذا المؤتمر كما قال مدعو لأن يناقش ذلك فى محاوره مشيرا الى أن استجابة المغتربين العرب جاءت مشجعة حيث بادر كثير منهم بطرح محاور للنقاش بنيت عليها جدول أعمال المؤتمر. واضاف موسى إن هناك تحديات جسيمة أمام العرب فى ظل العولمة مما أحدث تغييرا مهما فى العلاقات بين الشعوب أدى إلى زيادة الترابط والتشابك بين الناس وخلق صورة معقدة تحوى المنظور الإيجابي والتداعيات السلبية فى الوقت ذاته على العالم العربي والمهاجرين. وأشار الأمين العام للجامعة إلى أن أدباء وعلماء المهجر أصبحوا عنوانا للفخر العربي منبها في نفس الوقت إلى أن جزءا كبيرا من الجاليات العربية في الخارج يعانى الفقر والظلم والتفرقة وقال "إن هذا يجب أن يكون جزءا من النقاش في المؤتمر الأول للمغتربين العرب ". وخصصت جلسة العمل الأولى بالمؤتمر لتقديم خمسة عروض حول حالة الجاليات العربية في أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وإفريقيا وآسيا وأستراليا . ويشارك في المؤتمر بالإضافة إلى الوزراء العرب المعنيين بشؤون الهجرة عدد من رموز الجاليات العربية وغيرهم من الشخصيات العربية المتميزة وعدد من ممثلي المجتمع المدني المؤسسة من قبل الجاليات العربية المغتربة. كما يشارك في المؤتمر عدد من الشباب العربي من الجالية والذي يمثل الجيل الثاني والثالث من أبناء المغتربين بالإضافة إلى سفراء الدول الأجنبية وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية .