خالوطة

لا أدري ما يمكن أن نسمي به الأمور·· فكل التعاريف تسقط أمام ما يحدث··
عدوانية كبيرة أصبحت هي العنوان الأساسي لعلاقة التلميذ بأستاذه·· وكأن الواحد منهما غريم الثاني·· حتى صار يُطالب بفحص عقلي للأستاذ قبل دخوله عالم التعليم ··
نهق حماري عاليا وقال··
الدنيا بالمقلوب··
بعدما كان المعلم يشبه بالرسل والأنبياء أصبح مع المنبوذين والعصاة··
قلت له·· ربما هي علامات الساعة يا حماري··
نعم هي فعلا كذلك·· أم أن المجتمع تطور حتى تقهقر··
سبحان الله·· كل الأمور مقلوبة في هذا البلد رأسا على عقب··
التعليم يعاني من أزمة ثقة بين التلميذ والمُدرس··
السوق يخضع للمضاربة والغلاء والغش··
الصحة نخرتها سوسة المحسوبية والبنعميس وأصبحت مزرعة كبيرة يقودها المجهول··
النفط لا ندري ما لنا ما علينا كشعب·· ولم نشم رائحته ولا رأينا لونه··
الثقة بين الحاكم والمحكوم أصبحت مثل الثقة بين ''العادم'' والمعدوم·· وكل الكلام الموجه بينهما هو سخط واحتجاج ولوم وعتاب··
الأسرة أصبحت مثل علبة كبريت كبيرة قابلة للاشتعال في كل وقت بسبب الغلاء والفقر وعدم التفاهم··
الطبقة السياسية لم تعد تتحرك وأصيبت بالشلل والعمى والكساح·· لا مطالب لها سوى أن تكون حشيشة طالبة معيشة··
ضحكت من كل كلامه وتحليله وقلت له··
يا حماري لا تحلل الوضع أكثر ولا تضع يدك على الجرح·· نحن ''والفنا'' كل عطلة فيها خير·· هذه حكمتنا الآن حتى يفرج ربي··